دورة لتنقية النفوس ..
13 رمضان 1436
د. خالد رُوشه

كثيرون يهتمون بدورات تعليمية بشأن الحاسب الآلي وعلومه , وآخرون يهتمون بدورات تخص اللغات , وغيرهم يهتم بدورات في مجالات حديثة أخرى , كلٌ يسعى عبرها إلى زيادة مخزونه الثقافي والعلمي ورفع مستواه في الأداء والعمل .

 

لكننا قليلا ما سمعنا عن دعوة لدورة تهتم بتنقية النفس , وتهذيبها , وتأديبها , وعلاج أمراضها , وتقويم عيوبها .

 

أتصور أن الدعوة لمثل هذه الدورة أيا كانت صورتها ستكون شيئا جديدا يضاف إلى الدورات الإيجابية المؤثرة .

 

 بل أزعم أن هذا النوع من الدورات يجب أن يحتل موقع الأولوية في كثير من المناهج التربوية , ومعاهد التدريب والاستشارات المهتمة بالعمل الدعوي والإيماني .

 

 أتصور أن تكون تلك الدورة مقسمة إلى أقسام لا يقتصر الأمر فيها على مجرد الوعظ , ولا على مجرد المحاضرة , بل هي دورة معايشة , وتشَرُّب وتأثر , يدور فيها المتدربون على المواقف التي تهذب النفس , كزيارة القبور واتباع الجنائز , و عيادة المرضى , والاجتماع على معونة العاجز .

 

ومن أقسامها كذلك التطبيق التنفيذي لمعاني المروءة والإيثار وبذل النفس لوجه الله سبحانه وتعالى  , ومن أقسامها أيضا تعليم معاني المسؤولية الفردية إذ هي التي يقوم عليها الفهم الإسلامي للمسؤولية , من قوله سبحانه وتعالى " وأن ليس للإنسان إلا ما سعى " , فيتدرب المتدربون على الاهتمام بالأعمال الذاتية وطرائق تربية الذات , مهما كان المرء وحيدا وبعيدا .

 

كما يمكن أن يكون من أقسامها الاهتمام بشأن خبيئة الأعمال الصالحة , وخفيِّها , مع الاهتمام بأثرها على التكوين النفسي .

 

مثل هذه الدورات ينبغي أن يتصدر لها علماء عاملون ومربون أكفاء كبارا , يملؤون مكانة القدوة , فيتم التأثر بهم علما وعملا عبر معايشتهم لفترة زمنية مناسبة .

 

أحسب أن رمضان فرصة سانحة لمثل ذلك , فالبيئة الإيمانية موجودة , والأجواء مهيأة ..فهل من مبادر ؟!