6 شوال 1436

السؤال

س. ما حكم تبييت النية من الليل في صيام الست من شوال ؟

س. ترددت في الصيام ليلاً ، وعندما طلع النهار عزمت على صوم اليوم، وكان هذا اليوم من أيام الست من شوال، هل يجوز ذلك ؟

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذه المسألة موضع خلاف بين أهل العلم، فبعضهم قال: لا يجب تبييت النية لصوم النفل، سواء كان مطلقاً أو مقيداً؛ لحديث عائشة _رضي الله تعالى عنها_ قالت: " دخل عليّ النبي _صلى الله عليه وسلم_ ذات يوم، فقال: هل عندكم شيء؟ فقلنا: لا. قال: فإني إذن صائم. ثم أتانا يوماً آخر، فقلنا: يا رسول الله ، أهدي لنا حيس، فقال: أرنيه فقد أصبحت صائماً فأكل" أخرجه مسلم وأبو داود والدارقطني والبيهقي وغيرهم.
فقول النبي _صلى الله عليه وسلم_ : "فإني إذن صائم" يُفهم منه أنه لم يبيِّت النية للصوم من الليل. وذهب بعض أهل العلم كالشيخ ابن عثيمين _رحمه الله_ إلى أنه لا بد من تبييت النية من الليل في الصيام المعين، كالست من شوال، ويوم عرفة، ويوم العاشر من شهر الله المحرم وغير ذلك من الصيام المعين؛ لأنه إذا صام من نصف النهار لا يصدق عليه أنه صام اليوم كله، فالنبي _عليه الصلاة والسلام_ رتَّب الأجرَ على صيام الأيام الستة كلها.
وأيضاً لما ذكره جمع من العلماء بأن الأجر إنما يكون من حين النية، وحينئذ إذا كانت بداية الصوم ليست من أول اليوم – يعني من طلوع الفجر - فسيكون أجره ناقصاً ،فلا ينال الأجر المرتب على صيام هذه الستة.
وعلى هذا إذا بدأ الصائم صومه من النهار فلا يصح صيامه على أنه نفل معين، وإنما يكون نفلاً مطلقاً ، يعني له أجر صيام النفل المطلق، وهذا الذي يظهر لي ، والله _تعالى_ أعلم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين