16 محرم 1429

السؤال

سؤالي يتعلق بالنذر: أغراني الشيطان فجعلني أفعل معصية معينة مرارا وتكرارا. وكنت أتوب وأستغفر الله في كل مرة أفعل فيها هذه المعصية. <BR>وفي يوم من الأيام وبسبب كثرة فعلي لهذه المعصية ولأزجر نفسي عن فعلها نذرت لله نذراً وقلت فيه: (نذرت أن أصوم ثلاثة أيام كلما فعلت هذه المعصية"......"). <BR>جاهدت نفسي كثيراً وللأسف تكررت مني هذه المعصية مراراً وتكراراً بعد النذر الذي نذرته، حتى وصلت أيام الصيام إلى ثلاثة آلاف وستمائة وخمسون يوماً. <BR>لا أعرف والله كيف أقضيها. استغفرك اللهم وأتوب إليك. <BR>أنا والله نادم على تكرار هذه المعصية وعازم على تركها وتبت منها إن شاء الله. <BR>سؤالي هو: بتكرار الحنث في هذا النذر، هل علي إخراج كفارة يمين واحدة عن كل هذه المرات التي حنثت فيها بنذري؟ (على اعتبار أن النذر من نوع واحد ومن جنس واحد وتكرر الحنث به). <BR>أم علي إخراج كفارات يمين بعدد المرات التي حنثت فيها بنذري وعندها يتحتم علي إطعام مساكين بمبلغ يصل إلى ثمانين ألف ريال. أرجو إفادتي جزاكم الله خيرا، فأنا والله في وضع لا أحسد عليه. أستغفر الله وأتوب إليه.<BR>

أجاب عنها:
أ.د. خالد المشيقح

الجواب

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: هذا الرجل الذي حلف بالنذر ينبغي له ألا يحلف بالنذر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان حالفاً فليحف بالله أو ليصمت" رواه البخاري (2533) ومثل هذا اليمين إذا لم يكن قصده العبادة وإنما كان قصده حث نفسه على ترك هذه المعصية فإنه تجب عليه كفارة يمين ولا يجب عليه أن يصوم، وهذا يجب عليه أن يصوم الثلاثة أيام كلما فعل هذه المعصية لأن هذا النذر حكمه حكم اليمين وكلما تقتضي التكرار فكلما كرّر فعل المعصية حنث ووجب عليه أن يكفر كفارة يمين، وعلى هذا يجب عليه أن يصوم هذه الأيام أو أن يطعم عشرة مساكين عن كل مرة فعل فيها المعصية أو يكسوهم أو يحرر رقبة. الخلاصة: في ذلك أنه بالخيار الآن إما أن يصوم هذه الأيام التي لزمته أو أنه يطعم عشرة مساكين عن كل مرة يحنث فيها أو أن يكسوهم أو أن يحرّر رقبة. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.