5 شوال 1428

السؤال

لدينا في بلدنا عادة زيارة القبور في أول أيام العيد يعدونها نوعاًً من الوفاء للآباء والأمهات ونوعاً من الحنين لهم. هل هذا الفعل حلال أم أنه من البدع؟ أفيدونا بارك الله فيكم.

أجاب عنها:
د. عبد الرحمن المحمود

الجواب

أولاً: القول الصحيح في المسألة أنها لا تشرع زيارة النساء للقبور، وإنما زيارة القبور للرجال؛ لأن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أمر بذلك، فقال: "زوروا القبور فإنها تذكّر بالآخرة"، ولعن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ زوارات القبور، وفي لفظ "زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج"، وهذا حديث صحيح هذا بالنسبة للقبور التي تكون في داخل المدن فإنها هي التي تشرع، أما شد الرحال أكثر من ثمانين كيلو متراً لزيارة قبر فلان أو فلان ولو كان قريباً للإنسان أو كان ولياً أو شخصاً مشهوراً فلا تجوز، لا يجوز شد الرحال لزيارة القبور، ولذلك فينبغي التفريق بين شد الرحل وبين زيارة القبور. الأمر الثاني: بالنسبة لتقصد زيارة القبر في وقت معين واعتياد ذلك مثل يوم الجمعة كما يفعل البعض بعد صلاة الجمعة أو بعد العصر يوم الجمعة بناءً على أنها ساعة إجابة أو على أنه يوم فاضل أو نحو ذلك أو يوم العيد بناءً على أنه تجمع الأحباب والأقارب فنحن أيضاً نزور أقاربنا واتخاذ ذلك عادة فيما يظهر لي بدعة ينبغي تركها، لكن لو أن الإنسان يزور القبور بلا عادة مستقرة ثم في سنة من السنين زار في يوم الجمعة أو زار في يوم العيد بدون تقصد لأن يكون ذلك عادة، فالأصل الإباحة في جميع الأوقات، فالأصل أن الزيارة مباحة في جميع الأوقات، والبدعية هنا تكون بالتحديد إما بأن يحدد مكاناً أو زماناً أو وقتاً أو نحو ذلك أو دعاءً لم يرد عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ فهذا هو الذي يحول ذلك الأمر الجائز المشروع المستحب إلى بدعة.