25 رجب 1426

السؤال

الله _سبحانه وتعالى_ أباح للرجل التعدد في الزواج، ولكن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ كره ذلك لابنته فاطمة _رضي الله عنها_ حينما أراد عليّ _رضي الله عنه_ أن يتزوج عليها، وورد أن الرسول _صلى الله عليه وسلم_ قال: " والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدوالله". فما صحة هذه الرواية، ولماذا كره الرسول _صلى الله عليه وسلم_ لابنته؟

أجاب عنها:
الشيخ فهد العيبان

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فهذه الرواية صحيحة أخرجها البخاري ومسلم، ولفظ الحديث أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال: إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها إلى أن قال _عليه الصلاة والسلام_ وإني لست أحرم حلالاً ولا أحل حراماً، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وبنت عدو الله أبداً.
فهنا بين النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه لا يحرم ما أحل الله ولكن خوفاً من أن يكدر على ابنته فاطمة، وليس في هذا محظور شرعي أن يكره الأب ما يكدر على ابنته، إضافة إلى أن ذلك قد يفتن فاطمة _رضي الله عنها_ فيجعلها تفعل ما ينهى عنه الشرع بسبب الغيرة فصيانة لها من الوقوع في ذلك كره النبي _صلى الله عليه وسلم_ أن يتزوج علي _رضي الله عنه_ عليها، وخصوصاً أن التي سيتزوجها هي ابنة عدو الله أبي جهل، وهذا مما قد يؤذي النبي _صلى الله عليه وسلم_ وأذيته محرمة بالاتفاق.
وقيل: إن ذلك من خصائصه _صلى الله عليه وسلم_ وهو ألا يُتزوج على بناته، وقيل: هو من خصائص فاطمة، والأقرب _والله أعلم_ ما ذكر سابقاً من أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لم يحرم على علي _رضي الله عنه_ وإنما كره ذلك ومنعه صيانة لفاطمة _رضي الله عنها_، ولأن الجمع بين بنت رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وبنت عدو الله يؤذي رسول الله وأذية رسول الله محرمة باتفاق العلماء.
ولذا استجاب علي _رضي الله عنه_ لأمر النبي _صلى الله عليه وسلم_ ورغبته واجتنب ما يؤذي رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ ويؤذي ابنته، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.