28 شوال 1426

السؤال

هناك مؤسسة تدعى (المستقبل الذكي.. خسارة..)على الإنترنت لديها أسهم تبيعها عن طريق الموقع , ويعطي الموقع حوافز تسويقيه ( عمولات ) لمن يشتري من أسهمها إذا أتى بمشترين آخرين عن طريقه، سواء مباشرين منه أو ممن هو قد أتى بهم ,<BR>والسؤال هو :<BR>هل يجوز لي الشراء منهم بنية الحصول على الحافز التسويقي (العموله) لتسويق أسهمهم مع التزامي بشراء أسهمهم والانتفاع بأرباحها أو بيعها؟<BR>

أجاب عنها:
د. سامي السويلم

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: هذا الموقع قائم على فكرة التسويق الشبكي المحرم شرعاً. وهو أيضاً محارب في البلاد الغربية وأكثر الدول، لأنه قائم على التغرير بالناس وإيهامهم بجني عمولات طائلة مقابل مبالغ محدودة، وفي النهاية لا يحصلون سوى على الوهم والسراب. فالمساهم في هذا الموقع يدفع 300 ريال لكي يحصل على عمولات تصل إلى مليون ريال خلال بضعة أشهر، وهذا هو مقصود الاشتراك وسبب المساهمة في الموقع. ولكن المليون التي يعدون بها لا تحصل إلا نادراً، وإذا حصلت فإنها تحصل من المساهمين الآخرين الذين هم بدورهم لا يربحون إلا ممن بعدهم، وهكذا دواليك. فلا يمكن للمساهم أن يربح إلا بوجود من يخسر، وهذا الأخير لا يمكنه تعويض خسارته إلا إذا جاء بعده من يدفع ليربح ممن يليه. والغالب أن القلة القليلة من المساهمين في الطبقات العليا هي التي تربح، وأما الغالبية التي جاءت بعدهم فيضيع ما دفعوه هباء منثوراً. ولا ريب أن هذا من أكل المال بالباطل ومن الغرر والميسر المحرم شرعاً، وبذلك صدرت الفتوى من اللجنة الدائمة للإفتاء وغيرها من الهيئات الشرعية. فالواجب الحذر من المواقع المشبوهة التي تعد بالربح السريع والثراء الفاحش في أشهر معدودة، وهي في الحقيقة لا تبيع سوى الوهم والأماني الكاذبة. والشريعة المطهرة لا تحرم طلب الربح بل تشجع عليه، لكن الربح الحقيقي يتطلب العمل الجاد والتخطيط المثمر والإبداع المتميز ليحقق قيمة مضافة تنمي الثروة وتنفع الناس. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.