23 رجب 1431

السؤال

سؤالي يخص المصاحف المغلفة أو المجلدة بقماش بدلاً من التجليد الورقي (قماش ملون، ويكون أحياناً مطرزاً أو تكون عليه قطع فضية أو مذهبة ) وهي للاستخدام والقراءة منها وليست لغير ذلك. <BR>فهل تجوز المتاجرة بها؟<BR>وهل هذا يعد من التبرك الجائز أم العكس أنه يفتح باباً من البدع التي لا تجوز ؟<BR>وجزاكم الله خيراً<BR>

أجاب عنها:
عبد الرحمن البراك

الجواب

جـ/ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالمصحف أفضل كتاب وأعظم كتاب وأحق كتاب بالاحترام والعناية به في طباعته وورقه ومظهره؛ لأن فيه كلامَ الله القرآن أفضل كتاب أنزله الله كما قال _تعالى_: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ..." الآية (الزمر: من الآية23).
ولكن لا ينبغي الإسراف والمبالغة في مظهر المصحف فلا حرج في تزيين غلاف المصحف دون مبالغة وإسراف ولا تجوز طباعته وزخرفته ليتخذ زينةً تزين به المجالس كبعض الأثاث كالمصاحف الضخمة التي توضع في صنادق مخملة ومزينة ولا تقصد للتلاوة ويغالى في ثمنها وتتهادى.
وأما تغليف المصحف من كسوة الكعبة فليس فيه فضيلة وليس لكسوة الكعبة بعد نزعها عنها شيء من الفضل؛ لعدم الدليل على ذلك، والتبرك بكسوة الكعبة بدعة حتى ولو كانت عليها فلا يستحب التمسح بها والمغالاة في ثمن المصحف المغلف بشيء من كسوة الكعبة هو من الإسراف وهو مبني على اعتقاد فضيلة الكسوة، وقد علمت أنه ليس لها فضيلة عملية، وكذلك ما يستبعد من أحجار الكعبة وترابها عند ترميمها والماء الذي تغسل به فليس لشيء من ذلك فضيلة، فلا يتبرك بشيء منه ولا يستشفى به؛ لعدم ما يدل على ذلك من سنة النبي _صلى الله عليه وسلم_ وسيرة أصحابه _رضي الله عنهم_، والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم