17 محرم 1427

السؤال

أنا شاب عمري 27 سنة ، متدين و الحمد لله، منذ مدة أخذت تساورني شكوك حول حكمة الله من كثير من التشريعات، و قد أخذت هذه الأفكار تنغص علي صفو إيماني، مثل: ما الحكمة من تحريم النمص (إزالة شعر الحاجب) في الإسلام.

أجاب عنها:
د.عبدالله آل سيف

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فالإنسان المسلم من مقتضى إيمانه بأن الله هو الخالق يعتقد أن الله _عز وجل_ أعلم بخلقه ، وأن له الحكمة البالغة ، وألا يصنع شيئاً ولا يأمر بشيء عبثاً ، فإذا ضعف يقين المرء عن هذا فيحتاج أن يعالج إيمانه ويتعاهده ، والغريب أن الإنسان يقبل قول الشركة المصنعة للسيارات –ولله المثل الأعلى – في طريقة استعمال السيارة ويتبع كتيب التعليمات ، أفليس الخالق العظيم الذي نؤمن به أولى بأن نسلم بأمره وان نعلم أنه أعلم بأنفسنا منا وأنه لا يفعل شيئاً إلا لحكمة ، حتى ولو تدرك عقولنا الصغيرة الحكمة!! مع أن الحقيقة أن فيها هذا حكمة ظاهرة في القديم و الحديث، فرموش العينين لا يقول عاقل: إنها تزال لما في إزالتها من الضرر، كما أن العانة لا يقول عاقل باستحباب تربيتها والعناية بها لما فيها من الضرر، فبعض الشعر ندرك بعقولنا القاصرة استحسان إزالته كالعانة، كما ندرك استحسان إبقاء بعضه كالرموش، مع أن العقل لا يشرع، وإزالة شعر الحاجبين فيها من القبح ما لا يخفى على العاقل، ولذا يضطرون للتعويض بعد إزالتها بالرسم على الحاجب لتعويض ما ذهب من جمالها، ولو أن امرأة خلقت بدون شعر حاجبين لقيل إنه عيب خلقي وليس طبيعياً ، على أن الطب الحديث كشف من حكم التشريع وإعجازه ما يزيد من يقيننا بهذا الدين وأنه من عند الله، فمن ذلك:
1. أن في ذلك ضرراً على منطقة ما حول العين، فقد وصف أخصائيو عيون حالتين لالتهاب النسيج الخلوي حول العين بسبب نتف الحواجب، وذكروا له حالات منها:
أ- امرأة عمرها اثنان وعشرون سنة، لديها احمرار وتورم، وذلك بعد يومين من نتف الحواجب!
ب- امرأة كان لديها احمرار وألم حول حاجبها بعد يوم من نتف الحواجب وصبغها من قبل أخصائي تجميل.. وبعد أربعة أيام التهبت منطقة ما حول العين. وأدخلت المريضة المستشفى. وأعطيت المضادات الحيوية وريدياً ، ورغم هذا تشكلت فقاعات، وقد خلفت الحالة بعد شفائها عيباً وتشوهاً شديداً بحجم 6سم.
2. إن إزالة شعر الحاجب لها تأثيرها الضار على الجسم : يقول الدكتور وهبة أحمد حسن(كلية الطب- جامعة الإسكندرية): إن إزالة شعر الحاجب والوسائل المختلفة ثم استخدام أقلام الحواجب وغيرها من ماكياجات الجلد لها تأثيرها الضار ، فهي مصنوعة من مركبات معادن ثقيلة، مثل: الرصاص والزئبق. تذاب في مركبات دهنية مثل زيت الكاكاو، كما أن كل المواد الملونة تدخل فيها بعض المشتقات البترولية، وكلها أكسيدات مختلفة تضر بالجلد، وإن امتصاص المسام الجلدية لهذه المواد يحدث التهابات وحساسية، وأما لو استمر استخدام هذه المكياجات، فإن له تأثيراً ضاراً على الأنسجة المكونة للدم والكبد والكلى فهذه المواد الداخلة في تركيب المكياجات لها خاصية الترسب المتكامل، فلا يتخلص منها الجسم بسرعة، ثم إن إزالة شعر الحواجب بالوسائل المختلفة ينشط الحلمات الجلدية، فتتكاثر خلايا الجلد، وفي حالة توقف الإزالة ينمو شعر الحواجب بكثافة ملحوظة، وإن كنا نلاحظ أن الحواجب الطبيعية تلائم الشعر والجبهة واستدارة الوجه.
3. أثبت الطب الحديث: أن شعيرات الحاجبين متصلة بخلايا في الدماغ، وأنه كلما نزعت شعرة من هذه الشعيرات ماتت الخلية المتصلة بهذه الشعرة، وهذا الأمر خطر على الإنسان؛ لأن الدماغ مليء بالخلايا، وكلما نزعت شعرة ماتت خلية.
والمؤمن بغض النظر عن هذا مادام يعتقد أن الله هو الخالق فلا شك أن الخالق أعلم بخلقه، وهو أدرى بما يصلحهم ، ومازال العلم الحديث يكشف لنا من الآيات والمعجزات ما كان سبباً في إسلام كثير من علماء الغرب ومفكريهم ، والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .