20 شوال 1428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. جزاكم الله خيرا على جهودكم الجبارة، وكثّر من أمثالكم، وأرجو منكم التكرم بالإجابة عن سؤالي، وهو: أنه لا يخفى عليكم ما في التزام السنة من خير وهدى، وما نراه اليوم من انصراف بعض الناس بعد أداء الصلاة مباشرة بدون تأدية الأذكار الواردة بعدها، أو خلط بعضهم أذكاراً أخرى لم ترد في هذا المقام؛ كاستبدال بعضهم التسبيح ثلاثاً وثلاثين بالاستغفار، ونحو ذلك؛ فمن هنا نشأت فكرة للتذكير والحث على تطبيق هذه السنة، وملخصها: القيام بعمل لوحة كبيرة تُكتب فيها الأذكار الواردة بعد السلام؛ كما في رسالة سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله المشهورة، حيث يتم تعليقها أمام المصلين، وتغلق إليكترونياً أثناء الصلاة لئلا تشغلهم، وبعد السلام تُفتح؛ لتذكير الناس بهذه السنة؛ كما وردت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم.. والسؤال: ما الحكم الشرعي في وضع هذه اللوحة الإلكترونية على هذه الصفة ؟ وجزاكم الله خيرا .. ونفع بكم المسلمين .. آمين .

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد .. فهذه المسألة مبنية على قاعدة الوسائل في العبادات: هل لها حكم التوقيف فلا يُجدد فيها إلا بدليل خاص، أو يجوز التجديد فيها بحسب الحاجة؟ والذي تعضده الأصول، وعليه ظاهر عمل الأمة؛ كهديها في جمع المصحف وتحزيبه وترقيمه وشكله هو أن جميع الوسائل معقولة المعنى على التفصيل؛ فلا تدخلها بدعة ولا سنة؛ بل هي من العاديات التي لها حكم مقصدها، وهذا هو قول الإمامين الشاطبي وابن تيمية رحمهما الله، ومحل بسط الأقوال والأدلة في غير هذا الموضع؛ فعليه فإن وضع مثل هذه اللوحة لا يعد من البدع، ونظير ذلك وضع لوحات إرشادية في المساجد لتعليم صفة الصلاة الصحيحة. وحتى لا تثير هذه الطريقة عوام الناس فالأولى استبدالها بمطويات صغيرة توضع أمام المصلين. والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.