أنت هنا

الليبراليون الجدد: النمط والسلوك والأفكار
8 ربيع الثاني 1427

الظاهرة الأبرز في الأوضاع الفكرية والسياسية في العالم العربي والإسلامي في هذه المرحلة، هي ظهور أبنية حزبية وتشكيل مجموعات سياسية وثقافية وفكرية تحت لافتة ومسمى الليبراليين العرب الجدد، كظاهرة جديدة ومتوسعة في الحياة الفكرية والسياسية وعلى صعيد القيم المجتمعية أيضا، بل وعلى صعيد التغيير في أبنية الحكم ومؤسساته.

وإذا كان بعض الكتاب والمحللين والخبراء العرب قد انشغلوا في تقييم المستجدات خلال المرحلة الأخيرة، بظاهرة تشكل مجموعات حركية جماهيرية كما هو الحال في مصر من تشكل حركة كفاية وأدباء وصحفيين من اجل التغيير وما في حكمها، أو انشغلوا بمتابعة تشكل نمط آخر من أشكال "مرجعية "من سياسيين وكتاب ورجال دولة سابقين من ذوى الاتجاهات الوطنية والقومية والديموقراطية على غرار التجمع الوطني الديموقراطي برئاسة د.عزيز صدقي (وزير الصناعة المصري الأسبق)، أو ركزوا اهتمامهم على التغييرات التي تجرى على صعيد محاولة تنظيم الحراك والصراع السياسي بين النخب الحاكمة متمثلا في بعض التغييرات في الأبنية القانونية والدستورية بحذر ودون عمق.

فإن ظاهرة الليبراليين العرب الجدد تظل الظاهرة الأهم أو الأشد أهمية من غيرها، للعديد من الأسباب أولها أنها في الأغلب حركات ومجموعات تتشكل وفق خطط وترتيبات ليست داخلية فقط وإنما هي تتشكل وفق خطط وترتيبات أمريكية وغربية وفى إطار استراتيجيتها للسيطرة على شعوب ومقدرات الدول، وثانيها لأنها تنشا تحت ضغط قصف واعلامى مركز لصالحها وبطرق اشد براعة وأكثر قدرة في السيطرة على عقول المواطنين، وثالثها لأنها تنشا والولايات المتحدة مسفرة عن وجهها المساند لها وباستخدام كل الأساليب والوسائل بما يضيف إليها قوة بوزن قوة الولايات المتحدة، ورابعها لأن ظاهرة الليبراليين العرب الجدد هي الأقرب في التأثير – في الوقت الراهن على الأقل -على صانع القرار في النظم العربية الراهنة بحكم إن مجموعاتها أو مكوناتها، هي القوى المطروحة أمريكيا كبديل للنخب الحاكمة حاليا أو بحكم إن هذه المجموعات هي مجموعات يجرى إعدادها للوصول للسلطة أو للدخول في مؤسسات السلطة التنفيذية بنفس القدر الذي يجرى إعدادها خارج السلطة لمنحها شرعية الوصول إليها والسيطرة عليها بدعم وزخم جماهيري!.

لعل المثال الأبرز والحالة الأكثر وضوحا في ظاهرة الليبراليين العرب الجدد –وبينهم متصهينون عرب جدد خلافا لقدامى تهالكوا وانتهى دورهم –هو ما ظهر في العراق من تيارات وقادة سياسيين ومثقفين تعاونوا مع الولايات المتحدة وبريطانيا قبل غزو العراق، وصاروا يتنادون إلى العواصم الغربية ويتناوبون عليها لعقد الاتفاقات وإبرام المزادات والمناقصات،حتى وضعوا أقدامهم في مؤتمرات منظمة وتجمعات بتسميات محددة داخل العراق.لقد جرى التئام توافقهم في مؤتمر لندن ثم في مؤتمر السليمانية في شمال العراق وليكونوا من بعد غطاء للعدوان العسكري على هذا البلد، وليصلوا إلى السلطة بعنف القوة العسكرية الأمريكية وكأدوات لقوة الاحتلال.لقد كانوا السند الإعلامي والسياسي لقوات الاحتلال خلال الغزو، ثم كانوا سندها السياسي الإعلامي ما بعد الاحتلال إلى إن وصلوا للسلطة بيد قوات الاحتلال وتحت حمايتها ليطرحوا من بعد برنامجهم الليبرالي "الجديد " في إنهاء هوية العراق، وتفكيكه واستدامة وضعه تحت الاحتلال الأمريكي البريطاني.

ومع خطورة هذا المثال الأبرز لتشكل وآراء وممارسات ودور الليبراليين العرب الجدد في تجربة العراق، إلا إن ظاهرة الليبراليين العرب الجدد لا ترتبط في جانبها الأوسع والأعم بحالة الغزو المباشر، بل ربما إن الجماعات الأخطر منها ليست هي تلك القادمة على ظهر الدبابات حسب الوصف الشائع –بسبب انكشافها –وإنما الأخطر منها تلك المجموعات التي تتشكل تحت شعارات فكرية وسياسية وثقافية وإنسانية "مخادعة " في كل الدول العربية والتي تنشط وفق مسميات متنوعة ومتعددة تلعب أدوارا مختلفة.فهناك مجموعات تتشكل من مواطنين عرب هاجروا واغتربوا في الدول الغربية تأثروا بالفكر الغربي أو اشتروا وجودهم بالعمل لصالح مضيفيهم وهناك مجموعات تتشكل داخل الدول العربية والإسلامية في صورة أحزاب جديدة في الدول المسموح فيها بتشكيل أحزاب أو في صورة جماعات ما يسمى بمؤسسات المجتمع المدني.

وهناك حركات تتبلور داخل الأحزاب الحاكمة ذاتها –أو داخل المؤسسات الحاكمة أيا كان نمط الحكم -لأحداث تغيير تدريجي داخل النخب الحاكمة نفسها، وهى جميعا مجموعات وتجمعات تنشا ممولة من منظمات غربية أو بدعم مباشر من الحكومات الغربية، كما هي تنشط وتتوسع تحت حماية هذه الدول، سياسيا ودبلوماسيا وإعلاميا وباستخدام كل أشكال الضغوط.

وترتبط ظاهرة الليبراليين العرب الجدد، بالفكر الغربي وبالسياسة الغربية وبالخطط الاستراتيجية الغربية سواء على صعيد الفكر الاقتصادي أو السياسي أو في مجال الثقافة، باعتبارها ظاهرة ذات خطط فكرية وسياسية بل وإيديولوجية ترتبط بمنظومة متكاملة من الأفكار والسياسات والرؤى التي تطرح غربيا في مواجهة ولتغيير النمط الفكري والقيمي السائد في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، أو هي بالدقة مجموعات تعمل على محو كل ما هو سائد ومستقر في منطقتنا من عقائد وأيديولوجيات ومنظومات قيمية على المستويات الدينية والقومية والوطنية، وتنشط بهدف استبدالها بمنظومة العقائد والقيم والمفاهيم الغربية بصفة شاملة، بما يجعل دورها خطرا بالغا على هذه المجتمعات، بالنظر إلى إن تفكيك تلك المنظومات المستقرة في بلداننا، هو الأخطر على ديمومة هذه المجتمعات واستمرارها واستقرارها وعلى تطورها على أسس حضارية مستقلة من داخلها كما هو بطبيعة الحال يؤثر بالدرجة الأولى على قدرتها على لفظ حالات الاحتلال والاستعمار.

وهذه المجموعات إذ تقدم طرحا على هذه المستويات فهى من بعد تشكلها متناثرة هنا وهناك تصبح جاهزة للوصول للسلطة بطرق متنوعة ومتعددة، ووفق خطط واستراتيجيات محددة أو وفق ما أطلق عليه المنظرون الأمريكيون "الفوضى البناءة" أو الخلاقة. أي أنها منظومة فكرية وأشكال تنظيمية تمتلك خطة استراتيجية للعمل وأساليب للوصول إلى أهدافها، محمية في ذلك كله بالولايات المتحدة والغرب.
فما هي الأفكار التي تطرحها؟ وأين يقع دورها في الاستراتيجية الأمريكية لإعادة احتلال المنطقة؟وما هي نظرية وصولها للسلطة؟،وكيف نواجهها؟

الأفكار والمنظومة الفكرية:
الأمر الجوهري في المنظومة التي يدعو لها الليبراليون العرب الجدد هو إن لا شيء ثابت ولا شيء مقدس، وان الأرض التي يعيش عليها مواطنو كل بلد هي رقعة جغرافية لا لون حضاري أو عقائدي لها، وان التاريخ الحضاري هو حالة تراثية فلكلورية أو متحفية وان الأديان ـ والعياذ بالله ـ هي من وضع البشر وان الوطنية والقومية هي حالة متخلفة أو عفا عليها الزمن أو هي تحيزا لمكونات عرقية..الخ.
كما يرى الليبراليون العرب الجدد انه قد إن الأوان في ظل العولمة لتشكيل الحضارة الإنسانية على نسق مفاهيمى وقيمى معاصر تكون الحضارة الغربية هي أساسه ومعيار صحته، بعد إن هزمت في رأيهم كل الحضارات الأخرى أو لأن الحضارة الغربية نجحت في تشكيل النمط الأفضل والارقى للحضارة الإنسانية!.
وقبل الدخول في تفاصيل محاور تفكيرهم، يجب أولا الإجابة عن التساؤل: كيف يكون هناك عرب ومتصهينون؟ ولم هم جدد؟

وواقع الحال انه وكما يمكن القول من الزاوية العامة وصف العربي بالإسلامي أو القومي أو الوطني في التوصيف العقدي أو السياسي فمن الممكن أيضًا أن يكون هناك عربي ومتصهين. مثلاً: كيف نسمي الشخص العربي الذي ينطق العربية أو من أب وأم عربيين، بينما هو عضو في حزب الليكود أو العمل داخل الكيان الصهيونى؟ هو متصهين حتى وإن كان ناطقًا بالعربية أو من أصل عربي، وكذلك فكما هو معروف، فإن هناك لوبيًا صهيونيًا في أمريكا أو فرنسا أو بريطانيا، بعضهم من غير اليهود أو هم من الأمريكيين أو البريطانيين والفرنسيين ومن ثم فمن الممكن أن يكون هناك عربي ومتصهين، وأيضًا تجوز التسمية نظرًا لأن الصهيونية نمط من التفكير حتى وان كانت حركة عنصرية إذ يمكنها أن تجذب أفرادًا من كل جنسية أو من الذين يكرهون أمتهم أو جنسهم أو أعراقهم أو حضارتهم.

أما لماذا هم جدد، فذلك لأن هناك من تصهينوا من قبل في المنطقة – مع اختلاف الدور والمهمة والوظيفة – وهو ما تم كشفه في المرحلة الماضية إذ لاقوا مقاومة عنيدة من أصحاب الرؤى الإسلامية والقومية والوطنية، الذين وصفوهم باللوبي الصهيوني، في معارك سياسية وصلت إلى المحاكم في بعض الأقطار العربية...إلخ.

وتعبير 'جديد' هنا لا يمثل محاولة لتمييز جيل جديد عن الجيل القديم فقط، ولكنه يعود بالأساس إلى أن دور الليبراليين العرب الجدد وبعضهم من المتصهينين العرب الجدد هو دور جديد مقارنة بالقدامى، وأنهم بالفعل يطرحون مشروعًا جديدًا. فإذا كان الليبراليون القدامى في القرنين التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين،وبسبب حالة الانبهار بالحضارة الغربية في بدايات نهوضها وفتوتها قد حاولوا نقل منجزاتها – فى تلك المرحلة –مع الحفاظ على هوية مجتمعاتنا، فان الليبراليين العرب الجدد يقومون بعملية هدم كاملة لكل مكونات هوية مجتمعاتنا لإحلال المفاهيم والقيم الغربية محلها.وكذلك إذا كان المتصهينون العرب القدامى قد لعبوا دورهم بصورة 'متخفية'، ومارسوا التخريب المستتر من خلال طرح شعارات التعاون مع 'حركات سلام داخل الكيان الصهيوني'، أو من خلال تخريب المقدرات الأساسية الداخلية للمجتمعات العربية والإسلامية على المستويات الاقتصادية أو السياسية إلخ، فإن المتصهينين العرب الجدد صاروا يطرحون مشروعًا صهيونيًا متكاملاً، كما صاروا يعملون جهارًا لخدمة الحركة الصهيونية وبلا مواربة، وكذا أن نشاطهم التخريبي لم يعد مقتصرًا على العمل المستتر أو المموه في السياسة كما كانوا في البداية حينما تبنوا مقولات تتحدث عن عدم موائمة العمليات الاستشهادية للمصلحة العربية، تحت عنوان عدم وجود توازن قوى يسمح بالعمل المسلح..إلخ.

بل باتوا يسفرون عن وجههم في الحركة والنشاط والكتابة، كما باتوا بشكل سافر يهاجمون الإسلام ويطعنون في العقيدة بشكل مباشر،ويطعنون من الجوهر والأصل في فكرة قيام فكر أو رؤية أو قومية، كما يطعنون في فكرة "الوطن " باعتبارها حالة تراثية تخطاها الزمن في مرحلة العولمة وهي حالة جديدة وصلوا إليها بتوفر الحماية المباشرة للجيش الأمريكي بعد احتلال العراق، وبسبب حالة ضعف أنظمة الحكم العربية والإسلامية،التي انقسمت إلى متعاون مع قوات الاحتلال علنا أو سرا ورافض للاحتلال دون قدرة على المواجهة.

وقد جرى وصف الليبراليين العرب الجدد بأوصاف متعددة ومتنوعة، فهناك من وصفهم 'بأنهم الليبراليون المعدلون وراثيًا الذين تم إنتاجهم وتعديل أدمغتهم في مختبرات وزارة الدفاع الأمريكية'، وقيل إنهم 'يقدمون نصائح مجانية لأمريكا وأنهم مبشرون بالإصلاح على الطريقة الأمريكية'، وقيل إنهم 'أصحاب إيديولوجية تعتمد المخادعة واتباع نهج المغالطات التاريخية المراد ترسيخها في ذاكرة المتلقي'، وقيل إنهم 'فئة نذرت نفسها لخدمة الشيطان ووصل الحد ببعض منهم أن يرقصوا ويشربوا الأنخاب على مشاهدة صواريخ توما هوك تنزل على عاصمة الرشيد ويشبهوا أصوات تلك الصواريخ بموسيقى بتهوفن' وقيل إنهم 'عدميون جدد ليس لديهم إطلاقًا سوى الهدم والتخريب الفكري والأيديولوجي وجلد الذات' وقيل إنهم 'مخبرون على كبر' وإنهم 'حفنة من العملاء' وقيل إنهم 'يشوشون ويشوهون جهود المثقفين العرب الوطنيين من ليبراليين وإسلاميين وديموقراطيين' وإنهم 'مثقفون أمريكيون من أصول عربية وإسلامية تحولوا إلى متعهدين لتسويق أفكار هي في جوهرها من إفراز اليمين المحافظ في الولايات المتحدة' وقيل إنهم بمثابة 'الواقي الذكري للاحتلال في العراق' وإنهم 'قوم انسلخوا من دينهم وأمتهم وحتى عروبتهم وأصبحوا مجرد طابور خامس للغازي الأمريكي، يروجون لمشروعه ويمهدون العقول له، ويدافعون عن جرائمه ـ خابوا وخسئوا ـ، وقيل إنهم 'يشبهون الإيدز الفكري الذي يدمر جميع الثوابت الفكرية المناعية الصلبة في الفكر العربي تمهيدًا لإعادة تشكيلها في شكل ثقافة استسلام أو وعي انهزامي بائس حسبما يروم به هوى السيد الأمريكي الصهيو- أمريكي'، وقيل عنهم 'أنهم أشد خطرًا على الأمة من أعدائها'، وأنهم كالجنود المرتزقة الذين يعملون ضمن اتفاقيات وعقود مبرمة مع الطرف الأمريكي و"الإسرائيلي" وبعض القوى الدولية – دولية وعربية وإقليمية – والتي تتماشى مع المشروع الأمريكي، لذا فإن همهم الأكبر هو الكسب المادي والوظيفي، وبمعنى آخر فالليبرالي الجديد والذي انغمس في المشروع الأمريكي و"الإسرائيلي" هو كالأجير المؤقت لدى أي مؤسسة حكومية أو أهلية'.

لكن الأهم في كل تلك الأوصاف، هو معرفة رؤاهم التي يطرحونها.ومن يتابع كتابات المنتمين لتيار الليبراليين العرب الجدد، يجدهم وبشكل مباشر يوجهون أقلامهم تجاه القضايا التالية:
1- الطعن في الإسلام عقيدة وفقهًا وحضارة وتاريخًا، سواء كان ذلك بشكل مباشر بالقول إن لا مقدس لا يمكن التفكير فيه بمنطق الصح والخطأ وأن النص القرآني يجوز التعامل معه كنص تاريخي – والعياذ بالله – أو كان ذلك بشكل غير مباشر عند بعضهم بالالتفاف حول التفسيرات، أو بالهجوم على كل تفسير صحيح للإسلام وبشكل خاص للآيات القرآنية التي تتعلق بالجهاد أو بالمواريث أو بتعدد الزوجات أو بقوامة الرجل على المرأة... إلخ.

2- الطعن في فكرة أننا أمة واحدة سواء على مستوى الفهم الإسلامي أو على مستوى الفهم القومي، واتهام كل مدافع عن فكرة الأمة، بأنه عنصري وفاشي وشوفينى يحمل دعوة عنصرية ضد المجموعات البشرية الأخرى داخل الدول العربية – الأكراد والبربر أو الأفارقة – أو أنه يحمل دعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية على غير المسلمين..إلخ.

3- التبشير بنهاية الوطن والوطنية، وأن الوطن لم يعد سوى مساحة جغرافية من الأرض وأن المواطنين لم يعد يجمعهم سوى بعض الخصوصيات المتآكلة الآن بفعل العولمة وترويج ما يسمونه الآن 'بالثقافة العالمية' التي يزعمون أنها باتت تحل تدريجيًا محل الثقافة المحلية أو الوطنية، سواء كان ذلك انطلاقًا من فكرة زوال الحدود وسيادة العولمة أو كان ذلك حسب مفاهيم انتهاء الدولة القومية.أو كان ذلك بمنطق سيادة الحضارة الغربية على ما سواها من الحضارات في العالم.

4- الدعوة بكثافة إلى كل ما يثير الاضطراب داخل المجتمعات الإسلامية والعربية – بتأليب الأعراق والأقليات ضد الأغلبية – وداخل كيان الأسرة – حقوق المرأة من وجهة النظر العلمانية - والدفع بالحوار الفكري إلى قضايا تغيير العقيدة – حرية الفكر بالمعنى اللاديني للتفكير-..إلخ