أنت هنا

كيف تسللوا؟؟ في إعلامنا "السني" انتقاص للصحابة وذبح للتاريخ
16 رمضان 1427

بخطىً وئيدةٍ يتحركون، كل يوم يصنعون إنجازاً لهم في غياب واضح وذهول مفجع وصمت مريب من مؤسسات إعلامية عملاقة تنتمي للمسلمين السنة.
كل الناس يغدو من أجل تحقيق ما يصبون إليه من أهداف، ونحن نتفهم أن يقوم الآخرون بما يمليه عليه دينهم أو مذهبهم وما يعتقدون، وليحققوا ما يحققون من إنجازات إلا على حساب عقيدتنا وأصولنا وثوابتنا، لابد أن نصرخ فيهم أن توقفوا، وللمعنيين أن انتبهوا؛ فويل للعرب من شر قد اقترب.
كنا بالأمس نهيب ببني جلدتنا أن يوقفوا هذا الفساد الإعلامي الطاغي في القنوات الفضائية والأرضية، ويزداد إلحاحنا في إنكار ذلك متى أظلنا هذا الشهر الفضيل بسحائب رحمات الله، فقبيح بنا أن نقابل تنزل نفحات الخير إلينا بهذا التردي الأخلاقي والسدور في غي المعاصي عبر مواد تقدمها بعض وسائل الإعلام العربية لتفسد على الناس رمضان وتحيله مهرجاناً للمعاصي والآثام.. غير أننا اليوم وقد حاصرتنا الفتن بأمواجها العاتية ذهبنا إلى أبعد من هذا، حيث ألجأنا إعلامنا "السني" إلى أن نناشده أن يكف عن سب أو انتقاص صحابة رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، رضوان الله تعالى عليهم وأرضاهم، وعن ذبح التاريخ الإسلامي العظيم عبر مواد إعلامية صنعت خصيصاً لكي تنال من رجالات الإسلام العظماء.
تتوارد إلينا الشكاوى مراراً عن تشويه تاريخ الخليفة العباسي هارون الرشيد، وابنيه وإظهارهم بصورة الغارقين في الشهوات في عمل إعلامي لا لشيء إلا لأن بعضاً ممن قاموا على هذا العمل موتورون من الخليفة بسبب ما قيل عن قتله لإمامهم الكاظم، وعمل آخر يتعرض للصحابي الجليل خالد بن الوليد _رضي الله عنه_ ويعرِّض بأن عزل عمر بن الخطاب لخالد _رضي الله عنهما_ كان لخلاف شخصي بينهما لا من أجل مصلحة عامة ارتآها أمير المؤمنين العادل، وينسب بعضاً من فضائل أبي بكر الصديق لغيره كعتق بلال _رضي الله عنهما_..
وقد دهمتنا من مصر بلد الأزهر فاجعة سب الصحابة وعلى رأسهم الخليفة الثالث ذو النورين عثمان بن عفان وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر والزبير بن العوام وطلحة بن عبيد الله ومعاوية بن أبي سفيان _رضي الله عنهم أجمعين_، من خلال ملحق نشر في صحيفة الغد المعارضة قبل ثلاثة أيام، فيما يعد أكبر نتائج التسلل الطائفي في أرض مصر بعد سلسة من الإرهاصات في صحف معارضة ومستقلة عديدة تنتمي إلى تيارات قومية وليبرالية ويسارية متنوعة.
هذا كله يدعونا لأن نسأل: كيف تيسر لهذا التسلل طريقه وكيف لم يجد بسبيله من يوقفه عند حده؟ هل بلغ تسامحنا مع الآخرين للحد الذي يمكنهم من طرق أبواب ثوابتنا لا بل إلى كسرها أحياناً؟! وهل يقابل الآخرون "تسامحنا" هذا بتسامح مقابل يجعلنا "نصادف" كمّا هائلاً من المسؤولين السنة في وسائل إعلامهم كما هو الحال في كثير من قنواتنا الفضائية والأرضية وإذاعاتنا وصحفنا ؟ ولماذا نسلم تاريخنا هكذا لأيدي العابثين والمغرضين؟
أيطيب لنا أن نقرأ تاريخ خالد بن الوليد من كتب الفرس والروم، وقد راغم البطل أنوفهم؟!