أنت هنا

الأمة بين التفاؤل والتشاؤم
3 محرم 1428

استمع وشاهد اليوم إلى جميع النشرات الإخبارية في كل القنوات الفضائية لن تجد من الدماء سوى دمانا ولن ترى من الجراح سوى جراحنا في مآساينا اليوم زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن المتشائمون بالله الظنون وتنادى المؤمنون الصادقون الموقنون بحرقة متى نصر الله متى نصر الله ودماء المسلمين غدت أنهاراً متى نصر الله وجراح المسلمين وجماجمهم تقدم اليوم قرابين لحملات انتخابية متى نصر الله وحكومات إسلامية تحاصر فتُطرد وتُطارد إننا نتساءل في خضم هذه الأزمة هل بعد الحزن فرح وهل بعد الألم أمل وهل في طيات المحن منح وهل صحيح أن الليل إذا اشتدت ظلمته فإن الفجر لاح، والفجر إن يبزغ فلا نوم، وحيّ على الفلاح. "الأمة بين التفاؤل والتشاؤم" هو موضوع هذه الحلقة من برنامجكم في الدائرة.

دعونا في بدايته نستعرض سيرة ضيفنا الكريم.
الاسم: ناصر بن سليمان بن محمد العمر.
من مواليد عام 1373 للهجرة بمدينة بريدة.
أنهى دراسته الثانوية عام 1390 من معهد الرياض العلمي.
حصل على شهادة البكالوريوس من كلية الشريعة عام 1394 للهجرة.
تم اختياره معيداً بقسم القرآن الكريم بكلية أصول الدين بجامعة الإمام.
حصل على درجة الماجستير عام 1399 للهجرة.
حاز على درجة الدكتوراه من كلية أصول الدين قسم القرآن وعلومه عام 1404 للهجرة.
عُيّن أستاذاً مساعداً في قسم القرآن وعلومه عام 1404 للهجرة.
رُقّي لدرجة أستاذ مشارك عام 1410 للهجرة.
حصل على درجة أستاذ عام 1414 للهجرة.
أصدر العديد من المؤلفات والرسائل، منها:
الوسطية في الإسلام.
العهد والميثاق في القرآن الكريم.
السعادة بين الوهم والحقيقة.
رؤية استراتيجية في القضية الفلسطينية.
ألقى العديد من المحاضرات والدروس، منها:
بيوت مطمئنة.
ودروس في منار السبيل.
يعمل حالياً مشرفاً عاماً لموقع المسلم.

أشكركم يا شيخ ناصر بن سليمان العمر على المشاركة وأشكر لكم هذا الحضور وأسأل الله تعالى أن يجعل هذا اللقاء خالصاً لوجهه الكريم.
وأنا أيضاً أشكر قناة المجد وأشكركم بصفة خاصة وأيضاً أرحب بالإخوة المستمعين في هذه الحلقة حول التفاؤل وأسأل الله أن يجعلها مباركة.
أذكر مشاهدينا الكرام أن برنامج في الدائرة هو عبارة عن ثلاث دوائر هذه الدائرة الأولى ستكون مع ضيفنا الدكتور ناصر بن سليمان العمر، ثم الدائرة الثانية ستكون مداخلات معدة مسبقاً، والدائرة الثالثة نخصصها لجميع المشاهدين والمشاهدات لتلقي اتصالاتهم ومداخلاتهم.

د. ناصر أعلنّا عن موضوع هذه الحلقة الأمة بين التفاؤل والتشاؤم، دعني أكون معك صريحاً هذا الموضوع وضعناه قبل أن نختار الضيف، ثم أخذنا نجول حول الضيوف الذين يتحدثون عن التفاؤل، كانت كل الطرق تؤدي إلى د. ناصر بن سليمان العمر كلما اتجهنا نحو اسم شخصية عالم وجدنا أننا نرجع مرة ثانية إلى الدكتور ناصر بن سليمان العمر لأن هذا الموضوع كما أعرف أنه ارتبط بكم منذ زمن بعيد، يعني أنا أتذكر حسب علمي القاصر أن من ثلاثين سنة وأنا أسمعك تتفاءل بواقع الأمة على الرغم من أن الأمة الآن تمر بجراح ومصائب لا سيما أننا في نهاية 1427هـ وآخر الجراح التي مرت بنا قبل أيام في العراق. لماذا الدكتور ناصر بن سليمان متفائل في ظل هذه الأوضاع؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
اسمح لي يا أخ محمد لولا أن ليس من الأدب أن أقاطعك في مقدمتك التي قدمتها لقاطعتك عن هذه المقدمة التشاؤمية والتي تخالف الواقع ورؤية المستقبل بإذن الله.

أما لماذا أنا متفائل فأنت كما رأيت أنني تربيت مع كتاب الله جل وعلا وأن تخصصي هو في القرآن الكريم وهذا هو منهج القرآن ولو جلسنا نخصص هذه الحلقة لبعض الأدلة عن التفاؤل في القرآن فقط لما كفاها، ثانياً هو المنهج النبوي منهج محمد صلى الله عليه وسلم أنه في أشد الأزمات كان أكثر الناس تفاؤلاً صلى الله عليه وسلم، ثم أيضاً هي قضية اعتقادية، في الحديث القدسي يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء" ونحن والله لا نظن بربنا إلا خيراً.

ثالثاً أيضاً قد تقول لي كيف أنت متفائل مع هذه الأزمات كما أفهم من سؤالك، وهل يكون التفاؤل إلا في الأزمات، في وقت الرخاء لا حاجة إلى التفاؤل، هل تحتاج أنت إلى الإضاءة إلا في الظلمات، أما في رابعة النهار لا تحتاج إلى إضاءة أو غيرها فالشمس كافية، الأسباب كثيرة لعلها فيما يرد بعد قليل، ولكن أقول هذه الرؤية تنبع من مسألة معينة لديّ ربما مفهومي للتفاؤل يختلف عن مفهوم كثير من الناس، كثير من الناس يفهمون التفاؤل هو العيش الرغيد والحياة السعيدة والبيوت المطمئنة بينما التفاؤل أنا مربوط لدي بالمنهج الرباني بما جاء تحقق المنهج الرباني على وجه الأرض ولعلنا من خلال هذه الحلقة إن شاء الله سأبين لك أننا من خلال كما تقول 30 سنة في تقدم وتفاؤل فضلاً عما أنتظره وأتوقعه في المستقبل لا أنكر الواقع كما أشرت وأدرك هذه الجراحات والآلام، لكن لا بد منها لتحقيق الرسالة التي بعث الأنبياء لها وانتدبنا لها أيضاً هذا لعله يأتي من خلال ذلك أبشرك وأحمد الله على هذه الشهادة منكم أنك تقول إنني متفائل.

أنت متفائل معروف عنك يا شيخ ناصر في طروحاتك العديدة وحتى في برامجك سواء في قناة المجد أو خارجها في كتاباتك أنا تابعت ذلك، لكن البعض يقول إنك متفائل اسمح لي بزيادة، يعني الواقع لا يبشر بخير يعني أنا قلت قبل قليل من 20 سنة الدكتور ناصر متفائل هذا حسب علمي القاصر قد تكون 30-40 سنة، لكن دكتور من عشرين سنة إلى هذه الساعة 1427هـ من ذاك الوقت إلى الآن ألم تزد الجراح، يعني قبل 20 سنة لم يحتل العراق قبل 20 سنة لم يحدث ما جرى في أفغانستان بل حتى فلسطين تحولت قتال اليهود إلى اقتتال داخلي، أليس هذا تشاؤماً؟
أنا أقول لك إن المشكلة في تحقيق مناط التفاؤل والتشاؤم، أوضح لك من خلال ثلاثين سنة إلى اليوم انظر إلى الانتصارات الهائلة التي تحققت، مشكلتنا أننا كرجل في بيت ودخل غرفة مظلمة وقال الدنيا مظلمة والشمس في رابعة النهار، أقول لك لا أنكر هذه الجراحات ولكن هل يتحقق الانتصار إلا بجراحات، أجب على سؤالي، أصحاب الأخدود هل بقي منهم أحد، لم يبق منهم أحد، رجال نساء أطفال، طيب هل انتصروا أم انهزموا، انتصروا، لا يوجد في القرآن "ذلك الفوز الكبير" إلا لهم، إذن ليست الجراحات هي مقياس التفاؤل والتشاؤم مع أهميتها وعدم تقليلنا من دم أي مسلم، طيب قوم فرعون، السحرة، ألم يقل الله جل وعلا لموسى وهارون عليهما السلام: (بِآياتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ) (القصص: من الآية35)، وهل انتصر السحرة أو لا؟ انتصروا على الرغم أنهم قُتلوا، مع أنه قيل إنه لم يبق منهم شخص واحد، بماذا انتصروا بالثبات على المبادئ.
دعني أوضح لك ما أريد، منذ أربعين سنة هل كنا نعرف ميادين الجهاد كما هي موجودة اليوم أبداً، الجهاد الحقيقي مع أعداء الله.

طيب قبل أربعين سنة ما كنا نرى الدماء تنزل بالمسلمين كمثل هذه الحال؟
نعم لأن المسلمين كانوا ضعفاء كانوا في ذلة كانوا خاضعين لأعدائهم، الآن ليسوا في ذلة، أريد أن أوضح لك أنا أقول ليسوا في ذلة لأن الآن أمريكا رأس الكفر والطغيان والله ترعب رعباً من المسلمين ما لا يتصوره أحد، ليست منتصرة، انتصار.

أليس هذا انتصاراً حينما تأتي دولة مثل أمريكا وتحكم العالم بهذه الطريقة وتضرب أفغانستان والعراق وتضرب حتى الصومال الآن ونقول أيضاً منتصرين؟
دعني أقول لك أمريكا أليست هي التي تبشر بالعدالة والديموقراطية أليس أبناؤنا والمسلمون فتنوا فيها قبل ثلاثين سنة هل الآن الانتصار هو انتصار المبادئ هل مبادئ التي كانت تعلنها منذ مائتي سنة الآن قائمة أو سقطت؟ انهارت أين عدالة أمريكا أين حرية أمريكا أين ديموقراطية أمريكا خذ ما يحدث في فلسطين ألم تفز حماس عن طريق كما يقولون الانتخابات رغم التحفظ عن موضوع الانتخابات في جوانب معينة وانظر ماذا يفعلون بها، ألم تقل إنها جاءت للعراق من أجل أن تشيع الأمن والاطمئنان.

أنا سأعرض هذه النماذج لكن قبلها أنا ودي أن نتوقف مع مسألة، وأعتذر لك أني سأقاطعك، واتساع صدرك.
نحن نريد أن نصل للحقيقة.

جزاك الله خيراً، أنت الآن التفاؤل ربطته بالمبادئ وقلت إن أمريكا انهارت مبادئها وهذا من التفاؤل الذي أصاب الأمة، طيب نحدد المسار هل المسألة التفاؤل بالمبادئ أم بالانتصار الحقيقي يعني هل الانتصار هو انتصار الجيوش انتصار الجيوش الغازية الآن، إذا قلنا بالغازية فأمريكا انتصرت، وإذا قلنا بالمبادئ الآن لا زال بقايا من المبادئ الأمريكية لا زالت في العالم والدليل على ذلك الآن انظر انتشارها في الواقع يعني قبل 20-30 سنة كان هناك مجرد يعني اتجاه آخر يقود العالم اتجاه ربما روسيا وغير ذلك الآن لا يوجد إلا اتجاه واحد أليس هذا انتصاراً أليس هذا فعلاً تشاؤماً لواقع المسلمين؟
لا، أبداً أنا أقول الآن دعنا من انتصار المبادئ أمريكا انتصرت بالقوة العسكرية فقط، والذي يأتي خذ مثلاً واحداً روسيا أول ما انتصرت في مبادئها ثم انهارت تماماً لأنها اعتمدت على القوة العسكرية، أمريكا كانت تتصور أنها ستنتصر بمبادئها فانهارت مبادئها لأنها استخدمت القوة في غزو العالم كله هذا لا يدوم، أبداً سنن الله الكونية تبين أن هذا لا يدوم، (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ) (محمد:4- 5)، خذ مثالاً من انتصار المبادئ، أنا الآن أعطيك حقائق أنت تبحث عن حقائق خذ الحقائق، المخابرات الأمريكية في تقرير سري قدمته للكونجرس يقولون الإسلام هو أسرع الأديان نمواً في العالم وعدد سكان المسلمين قد يصل إلى ثلث سكان المعمورة قريباً ونسبة التحول إلى الإسلام ارتفعت بشكل ملحوظ بعد أحداث سبتمبر.
مجلة التايمز قبل أيام أتعلم ماذا قالت، وهي تعتبر من أرصن المجلات الأمريكية قالت ستشرق شمس الإسلام من جديد ولكنها هذه المرة لن تشرق من الشرق وإنما ستشرق من الغرب من أمريكا.

هل هذا انتصار؟
انتصار نعم، ألم أقل لك قبل قليل قصة أصحاب الأخدود، أليس الأنبياء منهم من قُتل انتصروا أو لم ينتصروا، انتصروا، إذن الانتصار انتصار المبادئ، ولي محاضرة كنت تمنيت أنكم ذكرتموها مع، وهي حقيقة الانتصار، حقيقة الانتصار هو انتصار المبادئ أما الأشخاص فهو نوع من النصر، لذلك يقول الله جل وعلا: (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الصف:10، 11)، ثم بعد لما بين قال: (وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (الصف: من الآية13)، الفتح وانتصار الجيوش جزء من النصر لكن ليس هو النصر الأصلي، النصر الأصلي هو انتصار المبدأ وانتصار الدين وهذا الذي يجري الآن على وجه المعمورة، عضو الكونجرس الأمريكي جون موران يقول القرن الواحد والعشرون هو قرن الإسلام وسيوفر فرصة للسلام لماذا لأنه ستسقط أمريكا وقد كنت أنادي بهذا من سنوات وأنا على يقين أنها على وشك السقوط ولا يغرني هذا الذي يحدث الآن إنما هو حكمة الله البالغة وقدره السوي.

دعنا نخرج من التفاؤل دعنا ننطلق الآن من قضية المسلمين الأولى قضية فلسطين الآن، قبل سنوات كان الاقتتال مع اليهود يعني وهذا كان معروفاً وكان الناس يعني مشاعرهم مع الإخوة في فلسطين نسأل الله أن ينصرهم، الآن تشاؤماً زادت المسألة لم يعد القتال مع اليهود أصبح الإخوة في فلسطين يتقاتلون كما هو يجري الآن بين حماس وفتح، أليس هذا تشاؤماً؟ كيف ترى التفاؤل في هذا الواقع؟
أحسنت هو تشاؤم جزئي، أنا أريد أوضح نقطة مهمة للإخوان هو لا يعني التفاؤل أنه لا توجد نقاط تؤلم وتحزن (إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ) (آل عمران: من الآية140)، يعني يموت الصحابة مع الرسول صلى الله عليه وسلم (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ) (آل عمران: من الآية165)، لا نتصور أنها ستخلو من جراحات المسلمين لكن النتيجة في المحصلة النهائية، فلسطين قبل ثلاثين سنة كان من الذي يسيطر على فلسطين المنظمات الشعوبية العلمانية الماركسية قبل عشرين سنة رُفعت راية تسمى براية السلام وتصور الناس أن قضية فلسطين بيعت فأطفال الحجارة يعيدون الأمور إلى مسارها، أصبح لا يصل هناك مكانة إلا للمجاهدين، في حماس والجهاد أو كتائب الأقصى، المجاهد هو الذي له المكانة، ثم لما حدثت الانتخابات قبل أشهر كما تعلم أو سنة من الذي فاز الإسلام الذي يمثل الإسلام.

وحوصرت يا شيخ ناصر حوصرت وطردت؟
طبيعي أن تحاصر وهل تتصور الأعداء أنهم يسكتون عنها، لكن أنا أعتقد الوصول إلى هذه الحقيقة بحد ذاتها هو انتصار، فطبعاً الذي يجري في فلسطين الآن هي مؤامرة كبرى على فلسطين وأسأل الله جل وعلا أن يجنبهم هذا المزلق لأنهم كم استفزوا من جار ولم ينجح الأعداء من استفزازهم.

هل ترى فيها تفاؤلاً يا شيخ ناصر؟
نعم متفائل.

كيف وجدت تفاؤلاً في فلسطين في هذا الاقتتال؟
هي القضية الآن في قضية حكومة حماس تبقى أو تسقط ليست هي المقياس عندي بقاء حكومة حماس يعني بمعنى لو انسحبت حكومة حماس الآن.

أليس هذا تشاؤماً لو انتهت حكومة إسلامية كانت تراهن راهن الناس عليها راهن عليها العلماء؟
(وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ) (آل عمران: من الآية140)، الله حكيم عليم، لكن المحصلة النهائية هي مزيد من الفشل، فلسطين السلطة من الذي يدعمها هم اليهود وأمريكا.

طيب خلينا ننتقل إلى أفغانستان 1979 بدأ الاقتتال مع روسيا كان في ذلك الوقت قتالاً وتعرف الجهاد الأفغاني استمر ودُفعت أموال ومزقت أشلاء وجراح ومات كثير من أبناء المسلمين رحمهم الله شهداء نسأل الله ذلك، من 1979 ثم بعد ذلك أتت حكومات طالبان وغيره ثم انتهت مباشرة وإلى الآن ما زالت أمريكا جاثمة في أفغانستان أين وجه التفاؤل في بلد من 1979 يحارَب الآن وانتهى عفواً حتى القيادات الجهادية شبه انتهت في أفغانستان؟
أول تفاؤل أن من أقوى ما أحيا روح الجهاد على مستوى الأمة بعد قضية فلسطين قضية أفغانستان.
2- أن سقطت روسيا الشيوعية قد أقول لك خسرنا مثلاً جزءاً من أفغانستان لكن كسبنا الدول التي كانت تسيطر عليها روسيا الآن الجمهوريات ما يسمى السوفيتينية تحركت الآن بدأ الإسلام يتحرك فيها بقوة هل كنت تعرف قبل عشرين سنة حجاجاً من روسيا أبداً، الآن أصبحوا يأتون من هناك أصبحت الوفود تذهب إلى عشرات الدول التي كانت خاضعة للحكم الشيوعي الآن أصبحت الحمد لله فيها تقدم، ولعلك أمس رأيت وسائل الإعلام ذكرت شيئاً من دولة تاترستان دولة واحدة كم فيها الآن من المساجد كم فيها حتى أعطي رئيسها جائزة عالمية دليل أن الإسلام ينتشر وهذه دولة واحدة فما بالك بعدد من الدول ومع ذلك ما أصاب الأفغان فبما كسبت أيديهم ولعلي أحدثك بعد قليل.

هذا عن روسيا يا شيخ لكن نعود لأفغانستان أصل أفغانستان الآن أنت تلاحظ الآن دولة انتهت دولة أقيمت مثلاً قالت إنها تطبق الشريعة وغير ذلك في خلال أيام أو شهور انتهت مباشرة الآن وضع أفغانستان هل ترى فيه تفاؤلاً يا دكتور؟
نعم، طالبان قادمة هل تتصور أنه قبل خمس سنوات أنا لما ضربت طالبان أنها ستعود الآن طالبان تسيطر على ثلث أفغانستان أمريكا تطلب التفاوض معها وترفض طالبان الآن.
ثانياً سأوضح لك مفهوم التفاؤل، تاجر عنده 20 شركة خسر منها ثلاث شركات أربع شركات والبقية رابحة تقول هذا خسران وإلا رابح؟ لا شك أنه رابح، هذا طبيعي جداً، فقد يوجد في أفغانستان أو جراح هنا أو هناك لكن انظر لنمو الإسلام بل أنا نظرتي يا أخي الكريم لا تحاكمني بالواقع، التفاؤل هو نظرة استشرافية للمستقبل.

يعني ممكن نقول هذا التفاؤل قد لا نراه نحن ربما يراه أبناؤنا؟
لا، أقول موجود الآن وبإذن الله يراه أبناؤنا وأبناؤهم أنا لا زلت أناقشك الآن أنا موجود.

د. ناصر 1427 أنا قلت لن تجد من الدماء سوى دمانا يعني دماء المسلمين الآن خلينا ننتقل من أفغانستان خلينا ننتقل إلى العراق كم قُتل من العراق في أربع سنوات الآن من الجراح في العراق، 1427 الذين قتلوا فقط ليس لهم علاقة لا سنة ولا غير ذلك 16000 في 1427 غير التصفية الجسدية غير الإهانة غير إهانة أهل السنة في يوم العيد وغير ذلك يعني أحداث كثيرة أليس هذا تشاؤماً في واقعنا، العراق تحول إلى ساحة دماء؟
والله كل دم مسلم يعز علينا، لكن كم قُتل من الأمريكان؟ ثلاثة آلاف. من قال ثلاثة آلاف، المخابرات الأمريكية قالت ذلك، أنا حققت فيها دراسة قبل قرابة ستة أشهر أكثر من أربعين ألف أمريكي وهذا ليس رأيي هذا نشرته إحدى وكالات الأنباء العالمية فقلت لأتأكد وعملت دراسة موجزة فإذا الرقم مثل هذا العدد أو أكثر وهذا قبل شهرين أو ثلاثة أثبت لنا الإخوة العراقيون وقد ذهبنا إلى مؤتمر تركيا في استانبول، قالوا إذا أُعلن عن خمس عمليات فالحقيقة خمسين، ستين عملية إذا أُعلن عن ثلاثة جنود أمريكان قُتلوا فهم ثلاثون أو أربعون أو خمسون لكن لا تُعلم، وسائل الإعلام يسيطر عليها لا زال التعمية الإعلامية مع كل أسف حتى هناك مؤامرة من بعض وسائل الإعلام العربية متآمرة في هذا الأمر وقليل منها من تبرز الحقائق.

ثم لماذا أنت تجعل مقياس التفاؤل والتشاؤم هي الدماء أقول فالدماء عزيزة علينا لكن هم أغلى من دماء الأنبياء هل هم أغلى من دماء الصحابة هل هم أغلى من دماء الذين في البروج، أنا على ثقة كما أنك أمامي الآن الأمة مقبلة للجهاد وقد قلت لأحد قادة فلسطين قبل فترة قلت والله لو خُلّي بين الأمة وبين عدوها في فلسطين ما مكث اليهود أسابيع، الأمة الآن متهيئة، بل سأذكر لك قضية ما دمت تتحدث عن الجراحات، تأتيني اتصالات وأناس يصلون معي في المسجد الأمة محتقنة الآن احتقاناً شديداً جداً وليست منهزمة، تريد أن تتاح لها الفرصة لمساعدة إخوانها ولو بالمال، الآن يريدون أن يدعموا إخواننا، الآن إخواننا في العراق يقولون لا نريد يأتي منكم أحد نحن نريد ادعمونا بالمال منع دعم المجاهدين بالمال وإخواننا السنة يذبحون في فلسطين أو غيرها دعمهم بالمال هذا احتقان الحقيقة مؤلم في ذاته لكن يهيئ الأمة بإذن الله لانتصار عظيم إذا أزيلت هذه الحواجز المصطنعة التي فرضها العدو فترة من الزمن.

يعني أنت متفائل الآن بوضع العراق؟
أنا لا أجعل تفاؤلي منوطاً ببلد أو بمنطقة، تفاؤلي للأمة ككل.

بس هذه جراحات الآن تؤثر على التفاؤل العام يعني، يعني خلينا ننتقل لصف الصومال والجراح والله كثيرة يا دكتور لو نعد الآن، الصومال قامت المحاكم الشرعية وحكمت البلاد وفرح المسلمون بذلك وبهذا الانتصار في أيام دول قامت بالوكالة وحاربت ثم حوصرت بين كينيا وبين أثيوبيا فلم يبق لهم إلا البحر وانهزمت وللأسف أن أقولها ويؤلمني والله لإخواننا انهزمت هزيمة نكراء فعلاً أليس هذا تشاؤماً في واقع الأمة؟
لا، ما هو تشاؤم أولاً اسمح لي وأنا قد التقيت مع عدد من المسؤولين في الصومال أن أصل واقع الصومال ضُخّم أكبر من الحقيقة، الحقيقة لم تتوفر لهذه الدولة مقومات الدولة الحقيقية، وأكون صريحاً معك، تصور أنهم لا يملكون إذاعة، تصور لا يملكون جيشاً متكاملاً لا زالت في بدايتها هي قصة بسيطة الذي حدث أنهم قضاة في مناطقهم اجتمعوا ورحب بهم الناس فأصبحوا يحكمون البلد اختيارياً وكان لا يزال أمام العدو انقض عليهم.
ثانياً: انسحابهم انسحاب تكتيكي أنا أعتبره كانسحاب طالبان وها هي تعود بقوة الآن طالبان.
ثالثاً كشفت ما يدعى بالتعايش مع العدو ومع النصارى، انظر إلى التحالف بين أثيوبيا وأمريكا والعلمانيين والمنافقين بل كشفت أن العلمانيين الحكومة العميلة المدعاة في الصومال هذا يدل على أن كل العلمانيين والمنافقين في العالم العربي عملاء وخونة ومساعدون لأمريكا لماذا لأن حكومة الصومال العميلة هي التي دعت أثيوبيا كما تقول ودعت أمريكا هذه تعطينا تفاؤلاً حتى تكشف لنا من هم الأعداء الحقيقيين (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ) (الحشر: من الآية11)، مجرد كشف هذه الحقيقة التي قد طُمس عليها والبعض يتصور أن العلمانيين في البلاد الإسلامية سيحققون لهم مآربهم، لا والله، هم جنود للعدو، جنود للمحتل عملاء كما كانوا في وقت النبي صلى الله عليه وسلم يسمون المنافقين سواء سميناهم ليبراليين أو منافقين أو علمانيين هذا انتصار عظيم جداً أعتبره، ثم أكمل وأقول كما انسحبوا في مؤتة انسحب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولما قالوا أنتم الفرارون كما تسميها أنت معليش هزيمة قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنتم الكرارون.
ويعتبر انسحاب خالد بن الوليد في مؤتة من أعظم الانتصارات لأنه قُتل فيه عدد من الصحابة رضي الله عنهم.

طيب خلينا ننتقل إلى موضوع آخر د. ناصر، يعني على موضوع الآن الانتصار والانتصارات لما قامت الحرب الأخيرة مع إسرائيل أنت كان لك موقف في ذلك وكنت لا ترى أن هذا انتصار بل كنت ضد هذا الانتصار الذي حدث في لبنان وأذكر كان لي لقاء معك في برنامج الآخر كنت ضد هذا الأمر وخالفت الجماهير التي فرحت بهذا الانتصار إذن هنا أنت على الرغم من أثخنت إسرائيل بالجراح أنت عارضت ذاك الوقت، كان ذاك نصراً ومع ذلك أنت الآن لم تكن تراه تفاؤلاً ونصراً، كيف تغير الوضع؟
لا، أنا أعتبر هذا النزال جزاك الله خيراً وأشكرك عليه من أقوى أدلتي أي إثخان خمسة آلاف صاروخ يدعي حزب الشيطان أنه أطلقها يقولون قتل مائة أو مائة وخمسين، يا أخي لو كانت مفرقعات لقتلت آلاف ثم قتلت عمال بسطاء ما قتلت من الجيش إلا أفراد واحد اثنين، قلت في مقابلة مع الجزيرة على الهاتف قالوا إنك ما دمت واجهت العالم كله قد تخسرهم قلت لن أخسرهم قالوا كيف؟ قلت لأن عدداً من المسلمين أيدوا دولة الرافضة لما قامت قبل ثلاثين سنة ثم رجعوا لما خالفناهم خالفونا ورجعوا هؤلاء سيرجعون، وأنا أقول لك هذا الكلام والله ما كنت أتصوره أن الحقائق ستنكشف بهذه السرعة الآن قيل بعد أربعة أشهر وبعد ما حدث في العراق وبعد التضحية في أشخاص في داخل العراق في يوم العيد وهي موجهة لأهل السنة على أيدي الرافضة أكمل ثم الآن في لبنان الرمز لأهل السنة من هو رئيس الوزراء مع أهل السنة هذا الحزب الذي وقع معه مع كل أسف عدد من المسلمين بل بعض الطيبين الخيرين ولا أشك في صدق نيتهم الآن هذا الرجل يريد أن يسقطه ويريد أن يسيطر على لبنان ثم ظهر التحالف بين حزب الشيطان وحزب الغدر حزب بدر وأن حزب الشيطان هو الذي يدرب المقاتلين لمقتدى الصدر ولحزب البدر إذن ما قلته قبل أربعة أشهر ثبت الواقع الآن أنه هو الصحيح.

طيب أنت أصدرت بياناً حول ما جرى في عيد الأضحى بقتل صدام رحمه الله، أنت الآن مثلاً في قتل صدام مثلاً في يوم العيد أنت قلت قبل إنها إهانة لأهل السنة أليس هذا تشاؤماً أيضاً، أمة كاملة تهان في صبيحة العيد، كيف نتفاءل في هذا الواقع.
أبا عبد الله لا تأخذ الجزئيات وتعممها أنا أقول جزئية هذه جزئية أنا قلت لا تتصور أن في المحصلة النهائية أنا لا أنكر الجراح أنا لا تتصور أن يقول الآن الخلافة قامت وأنا نعيش المن والسلوى أنا أتحدث المستقبل، ما هو التفاؤل؟ التفاؤل هو حسن الرؤية في المستقبل وحسن الظن بالله جل وعلا، خذ مثالاً، يعقوب عليه السلام لما قال لبنيه (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ) (يوسف: من الآية87)، هل كان يوسف موجوداً؟ كل الأدلة الظاهرة تدل على ماذا؟ أنه ميت أنه هلك عند إخوانه (تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ) (يوسف: من الآية85)، ومع ذلك ما هي إلا أيام أو أشهر فإذا يوسف هو ملك مصر فأقول التفاؤل أخي الكريم لا تحاكمني للواقع أنا أحاكمك بجزء من الواقع والنظرة للمستقبل أنا ما أقول إن الواقع ليس فيه جراحات ليس فيه آلام بل لعلك تذكر محاضرة لي قلت فيها الآلام محاضن الآمال (وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِينَ) (النحل:66)، أقول هذه الجراحات التي تقول أنت أنا أوافقك أنها جراحات وآلام لا شك لكن بين هذه الجراحات والآلام سيخرج نصر عظيم هذا قدر الله الكوني.

طيب دعني أقول النفوس منهزمة نتفق على ذلك أنت قلت قبل قليل النفوس منهزمة بل هي محتقنة.
لا، أنا ما قلت منهزمة أنا قلت محتقنة، أنا دقيق في عباراتي أنا ربما أراها منهزمة خلينا نختلف قليلاً ما مشكلة أنت تراها محتقنة أنا أقول إنها منهزمة الدليل على انهزامها الآن ثبت أن بعض بلاد المسلمين لما اقتربت أمريكا مثلاً في العراق أن هناك من المسلمين مَن سلّم يعني بعضهم بشّر بذلك وبعضهم كأنه يريد أن يسلّم البلاد للعدو المحتل أليس هذه نفوساً منهزمة لن أتحدث عن هؤلاء أنا أتحدث كيف يمكن بما أنك متفائل كيف يمكن إعادة صياغة هذه النفوس؟

أبداً، في قصة البقرة الذين طلبوا من نبي لهم أن يبعث لهم ملكاً فبعث اللهم لهم طالوت تصور هؤلاء كانوا يريدون الجهاد ومع ذلك قالوا: (لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) (البقرة: من الآية249)، النصر كان لمن؟ للفئة القليلة الصابرة، فأقول تعود النفوس عندما نثبت، في غزوة حنين حدثت الهزيمة أليس كذلك؟ وهم أكثر من 12000 وثبت النبي صلى الله عليه وسلم وبعض الصحابة أفراد يقول العلماء فبدأ الانتصار بمائة واحد لما نادى العباس بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فأصبح نصراً من أعظم الانتصارات فلا شك في ذلك وجود نفوس مهزومة لكن لا يعني أن الهزيمة حلت بالأمة، عد لمثال في العراق من الذي أثخن الجراح في أمريكا وجعلها تترنح إلى اليوم أنا قرأت في الصحف لأطلع على آخر الأخبار تبحث عن منقذ حتى خطة بوش الجديدة الآن يقولون ويحكمون عليها بالفشل كون كل فترة يدفع بعشرين ألف بعشرين ألف بثلاثين ألف من المقاتلين من الذي وقف أمامه، شباب عزّل من أهل العراق الرجال الأبطال هذا ضد أمريكا وضد الدولة المجوسية الصفوية.

لكن هي المسيطرة الصفوية هم المسيطرون الآن في العراق؟
ومع ذلك لا الحكومة فيها، قد نخسر مواقع، مرة أخرى قد يخسر المسلمون مواقع، ألم ينهزموا في أحد ومعهم الرسول صلى الله عليه وسلم ألم ينهزموا في حنين ومع ذلك ما الذي حدث أقول انظر أخي الكريم الرؤية للمستقبل النبي صلى الله عليه وسلم اسمع هذا الوصف العجيب الذي ما تستطيع أن تتصف واقع الأمة كما يصفه الله جل وعلا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ) - هذا يوم الأحزاب – (إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (الأحزاب: من الآية9)، لاحظ (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (الأحزاب:10- 12)، في هذه الفترة النبي صلى الله عليه وسلم يبشر بسقوط مملكة فارس والروم أعظم مملكتين في تلك الفترة كما في مسند الإمام أحمد وهو حديث حسن وتحقق ذلك لكن متى تحقق بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بفترة أنا قلت مع هذا الهزال ومع هذه الدول التي جاءت بخيلها ورجلها ثق يقيناً أنها منهزمة الآن وتنهزم بالمستقبل لكن إذا أخذنا بأسباب النصر.

طيب أنا كنت أتساءل دائماً في الدكتور ناصر العمر ودائماً طرحه المتفائل يعني دكتور ناصر أنت استشهدت بأحاديث وآيات قرآنية الجميع من الناس يقرؤون هذه الآيات والأحاديث لماذا الناس يقرؤونها ولا يشعرون بهذا النفس لماذا أنت الوحيد الذي تقرأها قراءة أخرى؟
أولاً: أخالفك أنني الوحيد، يقول العلماء قاعدة أصولية عدم العلم ليس علماً بالعدم كونك ما تدري لا يعني أنه ما موجود، أنا لا أحصي الاتصالات التي جاءتني والرسائل في موضوع تفاؤل الأمة من داخل المملكة وخارجها جاءتني لأن الحلقة أعلنت فعرف الناس أني سأتحدث عن هذا الموضوع في فلسطين جاءتني من العراق من داخل المملكة.

أما عن موضوع فهم القرآن فكما قال علي رضي الله عنه لما سئل عما في هذه الصحيفة قال هو فهم يعطيه الله من يشاء، أنا لا أدّعي إنما أنا طالب علم عشت مع كتاب الله جل وعلا سنوات ولذلك وجدت الحياة في الحقيقة وجدت السرور تتبعت سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وجدت في أشد الأزمات يكون أكثر الناس تفاؤلاً صلى الله عليه وسلم (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب: من الآية21)، الأنبياء في أشد الأزمات أكثر الناس تفاؤلاً (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) (الأنعام: من الآية90)، النفوس المهزومة يا أخي الكريم والله لا تحقق نصراً أبداً، أقول لهؤلاء المنهزمين والمتشائمين أنتم تخدمون عدوكم بذلك.

كيف يا دكتور؟
كيف؟ أن يخرّجوا جيلاً من المنهزمين هذا الذي يريده العدو أنا أريد أن نثبت على مبادئنا ونصدق مع الله جل وعلا، واللهِ الرعب أقسم لك بالله غير حانث أن الرعب الذي في نفوس أعدائنا من المسلمين أكثر من الرعب الموجود في نفوس أعداء الله ولكن أحيل بينهم وبين ما يشتهون الشعوب حيل بينها وبين تحقيق وعد الله جل وعلا وإلا لو أُطلقت على فلسطين أو أتيحت لها الفرصة فقط لجمع المال للعراق فقط تعلم أن إخواننا في العراق يقولون لو جاءنا مائة مليون ريال أو مائة وخمسون مليون دولار لتغيرت موازين القوى، تاجر من التجار يا أخي الكريم يستطيع أن يحقق ذلك، لكنه لا يستطيع، الأمة تتفرج الآن هنا الخطورة أقول حتى هذا مع مرارته يكشف الحقائق ويكشف الزيف ويكشف الباطل.

طيب في مجلة البيان كان لكم مقابلة كان عنوانها مناهج الرخاء لا تخرّج قادة الأزمات وهذا مقال لدي هنا أيضاً مناهج الرخاء لا تخرّج قادة الأزمات ولقاء طويل دعني أسألك ماذا تقصد بذلك وما علاقة ذلك بالتفاؤل؟
نعم لما سئلت وكان هذا قبل أربع سنوات قديم هذا اللقاء بعد أزمة سبتمبر، نعم أقول مناهج الرخاء مع كل أسف الأمة عاشت فترة من الزمن يعنى تخرج الناس يعني تربية رخوة اسمح لي لم تخرجهم ليواجهوا أعداء الله جل وعلا ضاعت معالم الولاء والبراء في كثير من بلاد المسلمين ضاعت معالم العقيدة في كثير من بلاد المسلمين، هؤلاء الذين تربوا على هذه المناهج لا يستطيعون أن يواجهوا أعداء الله لأنهم لم يُعَدّوا الإعداد الكامل وإلا في فلسطين لما تخلى كثير من الناس في فلسطين من الذي قام بالأمر؟ هم شباب الانتفاضة شباب الحجارة، في العراق هؤلاء الشباب الأبطال الذين لا يزالون هم ثابتون الآن مع علمائهم طبعاً ومشايخهم فأقول مناهج الرخاء المناهج التي توهم الناس أن الانتصار أن تعيش في رغد من العيش بدأت بلاد المسلمين يُسيطَر عليها معالم الولاء والبلاء ضعفت سيطرة أعداء الله من كل جانب هذه لا تخرّج قادة الأزمات، وإنما كما يقال بالمثل العامي أنه يخرج من الأزمات رجالها نعم أردت أن أنبه إلى الأمة يجب قبل خمس سنوات أن تستعد لمواجهة أعدائها وهو الذي يتحقق الآن لا بد من منهج قوي ينفض عنا غبار.

أعطيك حديثاً في المسألة، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق: "إذا تبايعتم بالعينة ورضيتم بالزرع وأخذتم أذناب البقر وتركتم الجهاد سلط الله عليك ذلاً لا ينزعه حتى تعودوا أو ترجعوا إلى دينكم"، انظر إلى دينكم، الأمة الذي أردته أن قبل فترة رضيت بالزرع تبايعت بالعينة تركت الجهاد، الآن عادت، ولكن كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "ولكنكم تستعجلون" لما جاءه الصحابة قالوا ادع لنا ألا تدعو لنا ألا تستنصر لنا، قال: "والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يصير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه، ولكنكم تستعجلون"، طيب في سورة الروم ماذا بدأت الآية (الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ )(الروم: من الآية1-4)، آخر آية ما هي (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)، اليوم فيه استخفاف من بعض الناس فيه استخفاف اسمح لي من بعض طلاب العلم يشيعون الهزيمة يشيعون التشاؤم هؤلاء ما أحوجهم إلى حديث أبي ذر "وأن تكف شرك عن الناس صدقة منك على نفسك".

ترى أن المتشائمين شر يا دكتور!
نعم والله لا أشك هذا منطق الكتاب والسنة والواقع، أنا أقول اتقوا الله واسكتوا، يؤسفني في مجلس من المجالس الجميع يتحدثون يخرج واحد قد يكون له مكانة ويبث التشاؤم، لا، أخي الكريم كلمة لي نُشرت قبل أيام وهي قديمة "المهزوم مَن هزمته نفسه قبل أن يهزمه عدوه"، فالذين يبثون التشاؤم يهيئون الأمة للهزيمة يقدمون جيلاً من الضعفاء الذين يقدمون البلاد على طبق من ذهب لأعدائهم أما الأبطال أما الشجعان أما الرجال الذين يعرفون معنى الحياة هؤلاء هم الذين بإذن الله ينتصرون هذا معنى أن مناهج الرخاء لا تخرّج قادة الأزمات، قلته وأقوله وسأظل أقوله بإذن الله.

طيب أنا عندي محاور كثيرة يا دكتور ناصر لكن سأنهي الدائرة الأولى لننتقل إلى الدائرة الثانية والمداخلات ولعلنا نكمل إن شاء الله.
مشاهدينا الكرام كانت هذه الدائرة الأولى مع ضيف هذه الحلقة الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر. ابقوا معنا في الدائرة الثانية.
بسم الله الرحمن الرحيم، مشاهدينا الكرام مرحباً بكم في الدائرة الثانية.
حياكم الله يا شيخ ناصر.
الله يحييك ويبارك فيك.
الدائرة الثانية وكما هو معلوم مخصصة لاتصالات لمجموعة من المفكرين والعلماء.
قبل أن نأخذ هذه الاتصالات أذكر كما تعودتم في برنامجكم الدائرة نضع تصويتاً حول قضية هذه الحلقة.
التصويت حول السؤال: هل أنت متفائل بواقع الأمة اليوم؟
وثلاث خيارات: نعم لا لا أدري
وبإمكان الإخوة التصويت بنفس الأرقام، 1 بمعنى نعم و2 لا و3 لا أدري من خلال الرقم الذي ظهر الآن أمامكم على الشاشة ارسلوا رسالة بالرقم المحدد نعم ولا ولا أدري وقد ظهرت الآن أمامكم على الشاشة ونستقبلها إن شاء الله وسنعلنها في آخر الحلقة.
معي الآن مداخلة كريمة من الدكتور إبراهيم الناصر السلام عليكم حياك الله دكتور إبراهيم لعلكم سمعتم وشاهدتم حديث ضيف البرنامج د. ناصر بن سليمان العمر في هذه الحلقة من برنامجكم الدائرة، الأمة بين التفاؤل والتشاؤم أترك المجال لكم.
أولاً تحية لك ولضيفك الحقيقة الشيخ ناصر أحرق ما عندي من أفكار يعني كلما زاورت نفسي كلاماً أتى عليه ولكني سأختصر بناء على ذلك وأولاً أنا أصوّت للتفاؤل من الآن، الأمر الثاني أنا أقول دعني أطرق الجانب الثاني من الموضوع وهو الجانب المقابل للتفاؤل وهو التشاؤم أو القنوط واليأس خطورة الوقوع في هذا الأمر، مشكلة القنوط أو اليأس أو كما أنت أوردته على فضيلة الشيخ الهزيمة التي تصيب بعض أبناء الأمة أنه يولد الحالة النفسية المنهزمة تنشئ سلوكاً فكرياً منحرفاً، يعن نحن إذا هاجمتنا أمريكا بدأنا نبدل في ديننا نظن أن هذا يحمينا منها، مثلاً إذا انتصر حزب الله صورياً أو حقيقياً تشيعنا ولو تشيعاً سياسياً نبحث النصر في غير مظانه، ونبحث عن الوقاية لأنفسنا في غير أسبابها الشرعية، الله سبحانه وتعالى عن طائفة كانت في صفات المسلم (وَلَوْ دُخِلَتْ عَلَيْهِمْ مِنْ أَقْطَارِهَا ثُمَّ سُئِلُوا الْفِتْنَةَ لَآتَوْهَا وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيراً) (الأحزاب:14)، أنا أريد أن أذكر درساً من السيرة ودرساً من الواقع وأكتفي بهما.

أما درس السيرة فدرس الأحزاب، القرآن صوّر الموقف في مثل قول الله سبحانه وتعالى: (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا) (الأحزاب:10) إلى آخر الآيات. الفرق من هم هناك المنافقون الذين قال الله عنهم: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (الأحزاب:12)، الفريق الثاني المؤمنون وهو الشاهد من هذا الدرس قال الله تعالى عنهم: (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22) يعني في قمة التحدي والابتلاء فيكون قمة الإيمان واليقين هذه الصورة الدرس الذي يجب أن يعيه دعاة الإسلام وأهل العلم والدعاة وهذه الأمة كلما ازداد التحدي كلما ازداد اليقين بموعود الله سبحانه وتعالى وإلا فهو الشك والاضطراب ويسمى الهزيمة لأنه في حالة النصر عندما يتحقق النصر في الأمة وعندما يكون التدين والدعوة مغنما ووجاهة وعندما تنتصر الأمة نصراً حسياً فالمنافق يكون صديقاً والزنديق يكون ولياً من أولياء الله هكذا سيدعي.

هذا درس من السيرة أنا أذكر أيضاً درساً من الواقع وقد ذكر الشيخ ناصر عدداً من الدروس يعني مثلاً الواقع الحسي المادي ذكر درس فلسطين جزاه الله خيراً لكن أضيف إليه أؤكد أن فلسطين هي مركز التحدي الصليبي اليهودي ثم تظهر الراية الإسلامية هي التي تدير المعركة في ذلك، خذ درساً آخر وأتى على بعض جوانبه الشيخ ناصر، من الذي يقاوم المحتلين في مجتمعات المسلمين الآن الرايات المرفوعة ما هي رايات إسلامية خذ على المستوى الفكري والثقافي العولمة والمبشرون بها الآن، الآن تتهاوى تحت فعل أهل الإسلام، يعني فتنة الأمة في القيم والتي ذكرها الشيخ ناصر الآن من الذي أسقطها؟ أسقطها قوانين الإرهاب الأمريكية أسقطها سجون جوانتانامو وأبو غريب يعني هم أسقطوا هذه الفتنة التي فتنت المسلمين وكفى الله المؤمنين القتال، هذه دروس لا بد أن نعيها وهي تدعو إلى الدرس المقصود من هذه الحلقة وجزاكم الله خيراً.

معي المهندس صالح الهبدان، حياك الله مهندس صالح، دعني أستمع إلى حديثك وأنت يعني كانت لك مشاركات في الدول الغربية وابتعثت هناك طويلاً، حدثنا عن هذا الموضوع برؤيتك التفاؤل والتشاؤم في الواقع هناك.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن اهتدى بهداه، أما بعد فإني أشكر الإخوان القائمين على هذا البرنامج لإتاحة الفرصة والمداخلة مع شيخنا فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور ناصر، وفقه الله حول هذا الموضوع، ومن المعلوم عقلاً وشرعاً أن من العدل التوسط في النظرة للأمور والنظر إلى نصفي الكأس الفارغ والملآن، وهذه فرصة لطرح مثل هذه النقاط السوداء في حال الأمة لمناقشتها مع فضيلة الشيخ فإن من ينظر لحال الأمة الإسلامية ليصاب بالحيرة وربما باليأس مما وصلت إليه الحال، فإن ضعف قوة المسلمين وتأخرهم في جميع العلوم واعتمادهم على أعدائهم فيها حتى في الحصول على فتاة الأسلحة وتمكن أعداء الأمة من القوة المادية من عسكرية وغيرها إلى حد اليأس من الوصول إلى ما وصلت إليه تلك الأمة إلى تشرذم المسلمين وتشتتهم في أركان الأرض على الرغم من كثرتهم ولكنهم للأسف كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "غثاء كغثاء السيل" إلى تسلط الأعداء على مقاليد الأمور في العالم مثل الأمم المتحدة والمنظمات العالمية والإقليمية بل والمحلية، إلى ضعف الحكومات الإسلامية وهزالها بحيث لا تستطيع أن تقوم بنفسها ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها أمام أي هجوم من الأعداء كما حصل في أفغانستان وفلسطين والصومال وغيرها إلى استئساد أعداء الأمة من الرافضة والصفوية ومناصرة الأداء لهم في بلاد المسلمين بسبب ضعف المسلمين إلى غير ذلك مما ذكره فضيلة الشيخ وذكرتموه تجعل المسلم في حيرة وربما تصيبه باليأس غير أن الأمل بالله وبنصره ثم بمناقشتها مع أهل العلم الراسخين والذين من خير من نعرف منهم فضيلة الشيخ ناصر لطرح هذه الأمور على الملأ ومناقشتها معه وفقكم الله.
شكراً مهندس صالح شكراً لك.

يعني دكتور ناصر أخذنا الدكتور إبراهيم الناصر، ومهندس صالح أخذ رؤية ربما تميل إلى التشاؤمية. دعني أختم بالدكتور عبد الغني التميمي ثم أفسح لك المجال، معي الدكتور عبد الغني التميمي من فلسطين السلام عليكم حياك الله دكتور عبد الغني.
د. عبد الغني كنا طرقنا جانباً من التفاؤل في وضع فلسطين الآن وتحدث الدكتور أنه يرى استشرافاً للمستقبل في فلسطين كيف ترى ذلك أنت الآن في وضع ما يجري في الساحة الفلسطينية تحول من قتال العدو إلى اقتتال داخلي، هل في ذلك تفاؤل أم تشاؤم؟
بل في ذلك إن شاء الله تفاؤل.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد، أحييك يا أخي الكريم وأحيي فضيلة الشيخ الدكتور ناصر لعمر أثابه الله تعالى كما أحيي جميع الإخوة والأخوات المشاهدين والمشاهدات، وأقول وبالله التوفيق.

الأمة التي ذروة سنام دينها الجهاد والذي هو مصدر عزتها وكرامتها الجهاد والذي هو ماضٍ إلى يوم القامة هذه الأمة لا تعرف التشاؤم ولا تعرف اليأس والإحباط الجهاد تكاليف الجهاد دماء الجهاد ضحايا وذلك عندما تكون هذه الأمة موصولة بمنهج الله سبحانه وتعالى معتصمة بحبله نعم قد ينتفش الباطل في مرحلة من المراحل فلا ينخدع المؤمن بهذا الانتفاش، هذا الانتفاش هو جزء من سنة الله سبحانه وتعالى في الإملاء وفي الإمهال للكافرين ولهذا يقول سبحانه وتعالى: (لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلادِ) (آل عمران:196)، ويقول جل وعلا: (مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَلا يَغْرُرْكَ تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ) (غافر:4) لا يغتر الإنسان بهذه الكثرة وبهذا التمدد وبهذا القوة وما شابه ذلك فهذا كله انتفاش عن قريب يذهب اليوم لا شك إجابة على سؤال أخي الكريم لا شك أن كل مسلم غيور يضع يده على قلبه الآن خوفاً على مشروع الجهاد والمجاهدين والمقاومة في فلسطين، فلسطين التي ما زالت قضية الأمة المحورية وما زال لها في قلب كل مسلم مكانة ولكنني أطمئن هؤلاء الإخوة الغيورين على قضيتهم وعلى مشروعهم والغيورين على أهلهم وإخوانهم هناك بأن فلسطين على رغم أن هناك تدفع في اتجاه الفتنة وباتجاه تنفيذ أجندة لصالح العدو في تخريب الاستقرار وفي تدمير الأمن في الأرض المباركة على رغم ذلك فإنه ما زال بفضل الله صوت العقل والحكمة ما زال هو الأقوى ولن يجرّ الشعب بإذن الله إلى حرب أهلية المستفيد الأول منها هم اليهود وأما المستفيد الثاني فهم عملاء اليهود، وأنا أقول يعني إن هذا الزخم الإعلامي الذي أظهروا فيه أن هناك اقتتالاً داخلياً وأن هناك حرباً أهلية وما شابه يراد منه حقيقة التشويش على نصاعة الجهاد ومحاولة تشويه هذا الجهاد في داخل فلسطين ومحاولة تبديد إجماع الأمة التي أجمعت على حب فلسطين وعلى حب الجهاد وما شابه ذلك فهم يريدون الحقيقة بهذا الإيغال وبهذا التضخيم والتهويل لما يجري أحياناً قد يجري بين عشيرتين أو قبيلتين أشد من هذا لكن يراد من هذا النفخ في الشائعات وتضخيم الشائعات لحد كبير بحيث أن الناس تفقد ثقتها وتفقد نظرتها إلى مشروع الجهاد ونصاعة الجهاد وأنا أطمئنك وأطمئن الإخوة المشاهدين والجميع أنه ما زال وسيظل إن شاء الله خيار الفصائل جميعاً هو الجهاد والمقاومة وقد لمس إخوانكم في فلسطين بركات مدرسة الجهاد لمس اليد وشاهدوا ذلك بأعينهم، ليس حديثاً يفترى، وقد نشأ جيل جهادي تربى على الشجاعة والإقدام جيل من الرجال والنساء والأطفال، لا ترهبه أسلحة العدو ولا بطشه ولا سجونه ومعتقلاته، فقد حاول العدو بكل ما يستطيع أن يفك الارتباط بين الجهاد والمقاومة وبين الشعب ويسعى دائماً.

د. عبد الغني بس تعذرني لأجل الوقت وأسأل الله تعالى أن يوفق إخواننا الصابرين الثابتين في فلسطين، شكراً د. عبد الغني من فلسطين شكراً لك. أعطيك خمس دقائق حتى ننهي هذه الدائرة لكن استوقفني البعض متفائل منهم، لكن كلام المهندس صالح الهبدان وقد عاش فترة من الزمن في الغرب طرح مسألة مهمة قال كيف نتفاءل لأمة لا زالت تعتمد في كل حتى في أسلحتها على أعدائها حتى حياتها تعتمد في مشترياتها وفي مركبها على عدوها، ويقول أيضاً كيف نتفاءل في دول وفي أمة مشتتة لم تتفق وفي حكومات إسلامية لا تدافع عن شعوبها.
أولاً أنا أشكر الإخوة المداخلين ولكن أريد أوضح حقائق في الموضوع.
الإشكال هو أحياناً في استخدام المقاييس في مفهوم التفاؤل والتشاؤم، يعني مما لاحظت في هذه الحلقة من خلال طرحك أو طرح بعض الإخوة أن قضية مما يدل على التشاؤم واليأس هي القتل والجراح، اسمع ماذا يقول الباري جل وعلا في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، لاحظ (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ)، لاحظ ربيون علماء أئمة (كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (آل عمران:146-148)، ليس هذا هو المقياس الوحيد مع أن كل جرح كما قلت لك يؤلمنا (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ) (آل عمران: من الآية173-174)، هذه المسألة الأولى.

ثانياً: ليعطيك النتائج التي تحققت من التفاؤل وسآتي على التعقيب على ما ذكرت كلام المهندس صالح، مثال الآن هل النظرة الآن للرافضة كما كانت قبل عشر سنوات كان الناس يعتبرونهم أحبابنا والخلاف بعض الناس يقول بيننا وبينهم فروق بسيطة وبعضهم يقول نزاوجهم ونتزواج معهم وعندما كتبت مذكرة وقدمتها لهيئة كبار العلماء عام 1413هـ واقع الرافضة في بلاد التوحيد، وجدت من يخالفني من طلاب العلم مع كل أسف، فتظهر الحقائق هذه الأيام ويظهر الصفويون على حقيقتهم، هذا انتصار، هناك من يدعو إلى التعايش مع الغرب، يقول ما في داعي نجرح مشاعره ونقول الكافر (الآخر) وتبدأ الحوارات في هذا المنطلق، الآن ألم يتضح من هو الغرب وماذا يفعل الغرب؟ الآن نعم ظهر .... هي مبدأ يا أخي الكريم عندما يظهر على مستوى الأمة هذا انتصار عظيم جداً، المنافقون وعمالتهم في الدول الإسلامية كلها ظهروا على حقيقتهم كما ظهر المنافقون وقت النبي صلى الله عليه وسلم وإن تسموا باسم العلمانيين والليبراليين أو غيرها من الأسماء، هذه انتصارات، أما ما ذكر الدكتور نعم أنا أقول الأمة مقصرة، مقصرة فيما يتعلق في مادياتها لكن لا أعتبره هو السبب الوحيد في الهزيمة، لا، النبي صلى الله عليه وسلم استدان لإحدى حروبه دروعاً من كافر أخذها فقد تكون عند الكفار ويستفيد منها المسلمون واستعان به، وكذلك استفاد من تجربة الفرس فيما يتعلق بحفر الخندق، نعم هي من نقاط الضعف عند المسلمين لكن ليست السبب الرئيس أنا في رأيي أنا أقول سبب مهم لكن أعظم هي تمييع قضايا العقيدة وهي الولاء والبراء، تسليم بلاد المسلمين لأعداء الله، الخلط لبس الحق بالباطل واسمح لي شارك هنا بعض الطيبين فيما يتعلق بحزب الشيطان وغيره مع ذلك الغرب والتعاون مع الغرب لا بد أنهم يدعون إلى وحدة الأديان كما تعلم، أو التقارب مع الأديان ظهرت حقائق، لا يمكن أن تنتصر الأمة في المعركة الحقيقية إلا بعد التمايز (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ) (آل عمران: من الآية179)، (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) (محمد: من الآية4)، انظر الآن الذي يقول الجهاد في العراق ليس جهاد فتنة، والذي تجده يقول هؤلاء الرافضة إخواننا ظهر الحق والذي يطلب التعايش مع الغرب مع كل أسف مع تمييع الولاء والبراء ولا يريد يجرح مشاعرهم بكلمة الكافر يقول الآخر، ماذا قال إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ قال: يقول الله جل وعلا: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة: من الآية4)، هذه هي الحقيقة هذا انتصار عظيم والله أعلم.

دعنا نتوقف في الدائرة الثانية حتى نستمع أيضاً بعد هذه الدائرة إلى مشاركات الجمهور ومداخلاتهم، شكراً لكم د. ناصر. شكراً لكم مشاهدينا الكرام كانت هذه الدائرة الثانية استمعنا فيها إلى بعض المداخلات المعدة مسبقاً، ألتقي بكم إن شاء الله في الدائرة الثالثة وسوف أستمع من خلالها إلى مشاركات الجمهور ومداخلاته ابقوا معنا.

مرحباً بكم مشاهدي الكرام مرة أخرى في برنامجكم الدائرة وهذه هي الدائرة الثالثة وموضوع هذه الحلقة الأمة بين التفاؤل والتشاؤم وضيفها الدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم.
هذه الدائرة مخصصة لاتصالات الجمهور ومداخلاتهم نذكر مراراً أننا أعلنا عن تصويت لسؤال هذه الحلقة هل أنت متفائل بواقع الأمة الإسلامية أو بواقع الأمة اليوم هناك ثلاث إجابات: نعم ولا ولا أدري من خلال الجوال المخصص التصويت تدخل الرقم 1 واحد و2 لا و3 لا أدري، ولعلنا إن شاء الله في نهاية الحلقة نعلن عن ذلك.

معي من المداخلات عبد الله السليلي من السعودية السلام عليكم، لم يبق معي إلا القليل.
طيب بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، إن الناس يختلفون في ردة فعلهم نحو الأحداث فأحياناً تجد بعضهم يميل إلى التفاؤل والمرح وحب الحياة ويأخذ الأمور ببساطة ويعيش يومه بسعادة وبشاشة ويتعامل مع الآخرين بكل تلقائية وفرح، بينما نجد أن الآخر المتشائم هو يرى الوجه المظلم من الحياة ويتطلع دوماً إلى نصف الكوب الفارغ ويشتكي مما حوله من الأمور السلبية والتي قد تكون عادية أو اعتيادية في حياته، ولنا مثل في المتفائل فالمتفائل مستفيد من ماضيه متحمس لحاضره متشوق لمستقبله بينما المتشائم هو أسير لماضيه محبط في حاضره خائف هلع وجل من مستقبله، ولنا قصة لعبد الرحمن بن عوف، يقول لو رفعت صخرة لوجدت تحتها رزقهاً، ويقول أحد التابعين لو بعت تمراً في العراق لربحت، وكان عليه الصلاة والسلام يعجبه الفأل الصالح ويحث عليه، أما المتشائم فهو يقول لو فتحت مصنعاً لبيع الطواقي لوُلد أطفال بدون رؤوس، وكذلك المتشائم يقول لو أتجرت في الأكفان ما مات أحد أبداً، وقد قامت دراسة في دولة الكويت عن الأداء الوظيفي بالنسبة للمتفائل والمتشائم، وخلصت الدراسة إلى تأكيد العلاقة الطردية بين التفاؤل وكل من الدراية بالعمل وجودة العمل ومعدل الإنتاج والانضباط والرأي والتوجيه والأداء بشكل عام، كما كشفت هذه الدراسة عن ارتباط الشؤم عكسياً بكل متغيرات الأداء هذه إضافة إلى المبادرة والتعاون والقدرة على التخطيط.
أ. عبد الله أشكرك أرجو أن يلتزم الإخوة بالوقت، شكراً أ عبد الله.

معي أ. عبد الله المعيلي أيضاً أرجو الالتزام بالوقت تفضل.
حياك الله يا شيخ محمد حيا الله شيخنا الكريم الشيخ ناصر أسأل الله أن يعلي قدره، الحقيقة شيخ الوقت قليل لكن ما هي مشكلة الله يحسن إليك ويغفر ذنبك يعني ما أردت أن أقوله في هذه العجالة أن التفاؤل أصل من أصول الدين المسلم بل هو منهج النبوة منهج النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل، ويعني أيضاً هناك نقطة مهمة جداً لعلي أنبه عليها في هذه العجالة وهي أن التفاؤل يا أخي من عقيدة المسلم ولذلك يجب أن ننتبه مسألة التشاؤم لأن التشاؤم أحياناً إذا استمر مع المسلم ربما يوصله إلى أنه يقع في خطأ من الأخطاء العقدية التي فيها خطر على عقيدة المسلم وهي قضية سوء الظن بالله سبحانه وتعالى، ولذلك انظر إلى فقه الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد، حيث بوّب باباً في كتاب التوحيد فقال: باب قوله تعالى: (يَظُنُّونَ بِاللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ ظَنَّ الْجَاهِلِيَّةِ) (آل عمران: من الآية154) وأورد كلاماً عجيباً لابن القيم يكتب بماء الذهب إذ يقول يعني نقلاً عن ابن القيم إن من ظن أن الله سبحانه وتعالى يديل الباطل على الحق إدالة دائمة مستقرة لأن الله عز وجل قد يديل الباطل على الحق إدالة لمدة سنة أو سنتين لحكمة من حكمه سبحانه وتعالى، يقول ابن القيم يقول إن من ظن أن الله سبحانه وتعالى يديل الباطل على الحق إدالة دائمة مستقرة يضمحل معها الباطل فقد ظن سوء الظن بالله سبحانه وتعالى.
طيب شكراً أ. عبد الله.

الأخ عبد العزيز من السعودية، السلام عليكم.
وعليكم السلام، أولاً بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، بالنسبة للتفاؤل في حياة المسلم فإن التفاؤل موجود من عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ننظر أن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم عندما أرسل رسالة إلى صاحب كسرى فمزق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم فدعا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بأن يمزق الله ملكه وعندما أرسل إلى هيرقل احتفظ بهذه الرسالة وبطن إسلامه لكنه رجع وارتد عن الإسلام ولهذا ترى أن الفرس ممزق ملكهم ولكن هذا فرح وتفاؤل للمسلمين أما النصارى فملكهم يرتفع ويخفض وهذا شرف للمسلم فنرجو من الشيخ أن يبين لنا نقطة بالحذر من الشيعة وعدم الخوف منهم وهذا دليل على نصرة الإسلام والمسلمين.
طيب شكراً أخ عبد العزيز، التصويت ظهر أمامكم حتى الآن د. ناصر التصويت الآن 95% يرون متفائلون و3.9 ليسوا متفائلين، ولا أدري أقل من ذلك بكثير، 238 الذين صوتوا الآن.

الأخت أم الزبير، السلام عليكم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خمس نقاط على عجل:
الأولى: التفاؤل والتشاؤم ليس في دائرة الحروب والدماء فقط بل عندما التفاؤل عندما تجد 20 ألف شخص يأمون محاضرة هذا من التفاؤل، وجود 300 شخص يدخلون الإسلام في شهر هذا من التفاؤل، ما نراه في الأسواق من التبرج هذا من التشاؤم، يعني ليس في الحروب والدماء فقط.

النقطة الثانية: ما معنى أن تتفاءل، هو لا يعني ذلك أن تعقد حاجبيك ولا تعمل ولا تساعد في الدعوة إلى الله هذا ما نحاربه، أما عن عقد حاجبيك عقد لكن يا يكون على العمل.
الأمة كرجل مليء بالجروح وهي تؤلمه يحرك قدميه قليلاً ثم يديه قليلاً فيقوم ويركض من يصدق أن رجلاً كان يجلد على رمضاء مكة حتى يغمى عليه من شدة حرارة الجلد ثم يحكم ويقود جيوشاً ويكون مؤذناً للرسول صلى الله عليه وسلم وهو بلال بن رباح.
هذا ما أردته باختصار وجزاكم الله خيراً.

طيب الأخ/ مانع، السلام عليكم.
وعليكم السلام، يا شيخ من علامات التفاؤل قالها الشيخ بدأها بالجهاد ونحن نقول نحن في جهاد بين المسلمين بينما مشائخهم يقولون الجهاد النواصب فكيف يكون مشائخنا يقولون ليس هناك جهاد إنه اختلاف بين المسلمين ومشائخهم مثلاً يوقولون جهاد ضد النواصب.

لعل المداخلة الأخيرة الدكتور علي، السلام عليكم
وعليكم السلام، مساء الخير فضيلة الشيخ د. ناصر، الحقيقة فقط أحييكم وأحيي المشاهدين والمشاهدات وإن كنت أتمنى من الدكتور ناصر أن يكون هناك نوع من توطين الشباب، الحقيقة أنا أتوجه إلى قضية التفاؤل، الشيخ ناصر وأتمنى أن نكون شوية موضوعيين في التعامل مع قضايا الشباب لأنه الحقيقة الآن لما نطرح الطرح على شبابنا بين الخامسة عشر والخمسة وعشرين عنده جاهزية أن يتجه إلى أي اتجاه سواء كان اليمين أو شمال وأنا أقول إن الشباب عندنا اليوم في المملكة بالذات مستهدف من المغرضين في الجانب الأيمن ومستهدف من الجانب الأيسر، فضيلة الشيخ ناصر، ما يخفى عليكم ما يجري في العراق ولماذا أو أحياناً يؤذن للشباب هناك وخاصة شباب هذا البلد أنا أتمنى من فضيلتكم أن يكون هناك نوع من التوجيه لأن الحقيقة حتى لا ضحية نحن بحاجة الحقيقة لشبابنا بحاجة إلى قضية الرجوع إلى المرجعيات طبعاً قضيتنا أنا دائما وأبداً أؤكد على قضية المرجعية السياسية والمرجعية الشرعية، حفظكم الله ورعاكم وأدام الأمن والأمان في هذه البلاد وعموم بلاد المسلمين.

شكراً لك وللإخوة، التصويت الآن أمامكم والآن 94% نعم، و4.6 لا.

أعود لك يا دكتور ناصر، ربما كان البعض متفائلاً وكلام الدكتور علي كان في الأخير كأنه أراد أن يكون هناك حل وسط في ذلك، لكن اشتهر عنكم د ناصر بالأرقام أنكم تتحدثون في محاضراتكم بالأرقام، دعني هل لديك أرقام على ما تقول في قضية التفاؤل؟
نعم، ولهذا أقول إن الرؤية للتفاؤل ليست فقط للحاضر هي للمستقبل مع اعترافي بجراحات، أنا أقول جراحات الحاضر لا تعمينا عن المستقبل بإذن الله وهذا المنهج الذي أشرت إليه سابقاً.
هذه الأرقام:
100 ألف فرنسي يتحولون للإسلام عام 1418هـ.
مسجد المركز الإسلامي في إسبانيا شهد دخول أكثر من 100 ألف رجل وامرأة في الإسلام عام 1998م.
70 ألف إيطالي تحولوا مؤخراً إلى الإسلام وهو رقم كبير في قلعة الكاثوليكية في العالم ومعقلها وعدد مساجدها 250.
3.5 مليون مسلم في بريطانيا.
الإسلام أصبح الدين الأول في نوتردام (هولندا) متقدماً على الكنيسة الكاثوليكية حسب السجل الإحصائي لبلدية العاصمة، 13% من سكان العاصمة مسلمون، 10% من سكان العاصمة كاثوليك، 5% من سكان العاصمة بروتستانت، 1% يهود.
عدد المساجد في فرنسا عام 1976م مائة وأربعون مسجداً. وفي عام 1984م، خمسمائة وثمانون. الآن في فرنسا أكثر من 1000 مسجد عدا المصليات.
مثال من الأرقام:
الأحواز يقولون لإخواننا وهي منطقة من العرب شيعة، تحول الآن إلى منهج أهل السنة مائة وخمسون ألف، هذا من التفاؤل.
الآن في داخل بلادنا والحمد لله، بما يتاح والحمد لله من حلقات تحفيظ القرآن وغيرها أرقام هائلة جداً.
آخر في الحج هذا حملة واحدة فيها سبعمائة من النساء فقط المهتديات كنّ من الشيعة واهتدين والحمد لله حملة واحدة، ويبكين يقلن ذهب آباؤنا أين أنتم عنهم، الخير قادم أخي الكريم، الأمة فيها خير.

طيب الوقت يحاصرنا دكتور، ذكر الإخوة قضية التشاؤم وأنه ينبغي أن نعيد للناس التفاؤل في حياتهم، ما الكلام الذي يوجهه الدكتور ناصر في ختام هذه الحلقة لمن كانوا متشائمين لواقع الأمة؟
الحقيقة الكلمة الأولى للمتشائمين ثم أتكلم كلمة للأمة عموماً.
أقول نصيحة للمتشائمين واليائسين هناك فرق بين توصيف الواقع والتشاؤم.
2 – أن التشاؤم كما أشار عدد من الإخوة من سوء الظن بالله جل وعلا (بَلْ ظَنَنْتُمْ أَنْ لَنْ يَنْقَلِبَ الرَّسُولُ وَالْمُؤْمِنُونَ إِلَى أَهْلِيهِمْ أَبَداً وَزُيِّنَ ذَلِكَ فِي قُلُوبِكُمْ وَظَنَنْتُمْ ظَنَّ السَّوْءِ وَكُنْتُمْ قَوْماً بُوراً) (الفتح:12)، (وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (فصلت:23).

إن التشاؤم وأنا أخاطب المتشائمين هؤلاء الأربعة أو خمسة % هداهم الله أقول لعلهم يتراجعون قبل نهاية الحلقة أنه مخالف للهدي النبوي ومنهج الأنبياء أن فيه تشبهاً بالمنافقين والكفار (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (الأحزاب:12)، وقد عقب الدكتور إبراهيم على هذه الآية وما قاله المؤمنون أنه من بث الشر في الأمة وخذلانها وإرجافها (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) (الأحزاب: من الآية60) أنهم يقدمون أكبر خدمة للأعداء بإنشاء جيل من المنهزمين وتسليم البلاد للأعداء بل ثبت أنه يدل على أن نفس صاحبه غير سوية وعندي دراسات الآن ليست مني من بلاد الكفار أن المتشائم نفسه غير سوية مريض يحتاج إلى علاج.

أقول الكلمة الأخيرة للأمة: يجب أن تتضافر الأمة حكاماً ومحكومين لمواجهة أعدائها كل بما يستطيع، وإن أخطر ما تعاني الأمة من ثلاث فئات: المتعجلين الذين ضروا بالأمة في مثل هذه التفجيرات في بلاد المسلمين هؤلاء ورطوا المسلمين وأخروا مشروع الجهاد ومشروع الأمة بتفجيراتهم في بلاد المسلمين وليس من الجهاد في شيء، ما يحدث في المملكة من تفجيرات كمثال هذا من الجهاد؟ ليس من الجهاد في شيء أبداً، فليتقوا الله هؤلاء وليعودوا إلى رشدهم وليتضامنوا مع مشايخهم وعلمائهم وأمتهم يتضامن الجميع في تقديم مشروع الأمة.

ثانياً: لنرفع شعار لا مشروعية لمن لا مشروع له، إذا قامت الساعة يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها" نعم كلٌّ يكون له مشروع الطبيب المهندس العالم الحاسب المحكوم، العدو لا يفرق بيننا، الآن كيف قتل صدام على أنه صنف بتصنيف الأنساب واختير يوم العيد، العدو لا يفرق بين حاكم ولا محكوم ولا غيره، فلتكن كلمتنا واحدة وتتضافر جهودنا وأخيراً فلنحسن الظن بالله جل وعلا وأبشروا وأمّلوا وهذه الجراحات التي أنا أوافقك على أنها موجودة لكن هناك أنوار وهناك بشائر والمستقبل للإسلام، وكلمة تسمح لي الانتخابات في مصر جاء رجل بسيط جداً معه ورقة قال وين الصندوق اللي يقول الإسلام هو الحل، عامي بسيط يبحث عن الإسلام هو الحل، الحل في الإسلام والإسلام هو الحل، والمستقبل للإسلام فأبشروا وأملوا هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته لأبي موسى ومعاذ "بشرا ولا تنفرا وتطاوعا ولا تختلفا ويسرا ولا تعسرا" أو كما قال صلى الله عليه وسلم ليكن هذا هو منهجنا وأملوا خيراً والنبي صلى الله عليه وسلم يحب الفأل ويكره الطيرة والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

شكراً لك على المشاركة في هذا البرنامج.