أنت هنا

ابتعاث الطلاب السعوديين في عيون قراء موقع (المسلم)
14 صفر 1428

لم تعد قضية ابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج مسألة تقتصر على وزارة التعليم العالي والطلاب المبتعثين فقط، بل باتت قضية محلية شاملة، تتصدر الكثير من وسائل الإعلام، وتثير تساؤلات واستفسارات عديدة، وسط مخاوف من إفراغ المشروع التعليمي من محتواه، وتحويله إلى مشروع لنخر المجتمع السعودي المتمسك بدينه وثقافته الإسلامية.
القضية باتت تؤرق الكثيرين من أولياء الأمور، وتؤرق الغيارى على دينهم ومعتقداتهم ومجتمعهم. وبات من الضروري إيجاد حل للخروج من المأزق الذي يُزجّ آلاف الطلاب فيه كل عام. بحجة طلب العلم وزيادة المعارف والاتصال بالثقافات الأخرى.

موقع (المسلم) آثر فتح الباب أمام قراءه ومتابعيه، لرصد أفكارهم وآراءهم حول هذا الموضوع، في محاولة لإيصال أصواتهم إلى المسئولين وصناع القرار، وإلى الوسائل الإعلامية الأخرى، علّها تجد آذاناً صاغية.. أو أفكاراً جديدة تكون بداية لمرحلة جديدة من الابتعاث، تغيب عنها الارتجالية، وتُصحّح فيها أسس الابتعاث، وتكون أساساً لنهضة معرفية حقيقية لا تتعارض مع أهم الثوابت الإنسانية.. ألا وهي العقيدة.

استهداف العقيدة:
أشار عدد من قراء موقع (المسلم) إلى مخاوفهم من استهداف العقيدة الإسلامية للطلاب المبتعثين، متسائلين عن سبب بعض القرارات الوزارية، أو الترتيبات لأخرى الخاصة بالطلبة السعوديين تحديداً، والتي من شأنها أن تؤثر تأثيراً مباشراً على عقيدتهم.
ينقل الأخ نايف العتيبي ما يؤكده له أحد أصدقاءه المبتعثين في الخارج قائلاً: " لي صديق مبتعث في أم الخيرات والبركات (أمريكا!) يقول كل أسبوعين يأتينا عرض رحلة مع المنصرين وتكون الرحلة ثقافية ورياضية ومنظمة ومرتبة". ويضيف " سألته عن الشباب (المبتعثين) هناك فقال: أغلبهم يلبس الحلق والسلاسل وخواتم الذهب والفضة. و لا تسأل عن الصلاة حتى الجمعة لا يعرفونها. وقال هذا ليس ابتعاث هذا تغريب أفكار وتنصير. وقال لي: الأغلب منهم يشربون الخمر. أما ثوابت الدين عند الزملاء فقد سقطت - و العياذ بالله –".

ويضيف الأخ العتيبي رداً على دفاع أحد المبتعثين الشباب قائلاً: " يُرسل أبنائنا للتغريب والتنصير وندافع عنهم ونلتمس لهم العذر"، ويضيف " انظر بعين العقل والحكمة لما بعد فكريا وعقديا. هل ثوابت العقيدة لا تزال موجودة عند المبتعثين كما هي موجودة في طلاب الجامعات السعودية المحافظة؟- هل نقل الشباب المبتعثين صورة الإسلام الحقيقة؟ أم صورهم لهم كما يريدون.؟ إن قوة الأمم بشبابها.. وشبابنا بعد عشر سنين أغلبهم خريجي الابتعاث والتغريب.. فماذا تنتظر منهم.. ونحن على اتصال مع بعض الطلاب... وللأسف من خريجي جامعة إسلامية متخصصة في العقيدة بالسعودية انحرفوا فكرياً...فما بالك بطلاب البكالوريوس".

ويؤكد الأخ (المتفائل) أن السبب يعود في ذلك، إلى أعمار المبتعثين، الذين يفتنون بسهولة: قائلاً: " الشباب ليسو سواء منهم المستقيم والعادي والمنحرف، فقد يفتون بالشهوة أو تتغير عقائدهم وأفكارهم".

الأخ (فارس ناد)ر لديه رؤية قد تكون موضوعية عن استهداف العقيدة الإسلامية للشباب المبتعثين، حيث يرى أنه "من لا يعرف ماذا خلف الكواليس لا يحكم بدقة"، ويضيف بالقول "يحدثني صديقي المرشح للابتعاث أنه ذهب للوزارة ليحدد الدولة، وأجابه المشرف بحزم وحدة: أمريكا وبريطانيا واستراليا أو لا يوجد ابتعاث. يعني اختر واحدة من هذه الثلاثة فقط".
ويثير تساؤلاً مفاده " لماذا الابتعاث لطلاب الثانوية؟"، ويحدد الإجابة من وجهة نظره قائلاً: " حاولوا من عشرين سنة أن يستقبلوا أبنائنا، و لكن عندما ذهبنا إليهم بأخلاقنا الجميلة بدأ شعبهم يسلم، فأوقفوا ابتعاث المثقفين، ويريدون طلاب الثانوية من العلامات الضعيفة ليغسلوا أدمغتهم وينجحوهم ويؤثروا عليهم، وطبعا حين يعود أحدهم متخرجاً من أمريكا فسوف يتم توظيفه فوراً، ويبدأ بزرع أفكاره".

أحد متابعي موقع (المسلم) وقّع باسم (أخوكم في الله من أمريكا) وهو طالب عربي إلا أنه ليس سعودياً، لذلك يروي من وجهة نظر حيادية، قائلاً: " لاحظنا في مدينتنا وصول أعداد مهولة من أطفال المملكة، ولا أقول شباب فهم تحت العشرين معظمهم، وعدد كبير منهم شابات، ومما صعقني فعلا أنهم أخبروني أن لديهم تعليمات صارمة من جهة البعثات بعدم السكن مع أي من المسلمين، بل من يريد السكن بمفرده سوف يتحمل مصاريف السكن، ومن يسكن مع عائلة أمريكية نصرانية تتولي البعثات كامل التكلفة عنهم بحجة تعليم اللغة بسرعة" ويضيف " ومن لدية ذرة من العقل يعلم جيدا ما هي النتائج المرجوة علي كل حال هذا تم من حوالي عامين الآن والمصيبة أنه كان لديهم نادي سعودي يجمعهم ويجمع كل الجالية السعودية في المدينة في نهاية الأسبوع وهو قائم منذ 23سنة علي الأقل، وأنا شخصياً ممن شارك في إنشاءه، وساعدت علي قيامه لخدمة الجالية المسلمة فيه، ومما يؤسفني أن يأتي أمر بحل النادي وإغلاقه، وبهذا تنتهي آخر فرصة لهؤلاء الشباب الحديثي السن بأي صلة مع أي عرب أو مسلمين".
ويكمل مشاهداته من أرض الواقع قائلاً: " وما زاد الطينة بلة أن (جهة الابتعاث) قد حذروا الطلاب بعدم التعامل مع من يدعونهم (بالمطوعين) في المنطقة حتى لا ينخرطوا في فريق المتطرفين، وأترككم لتحليل العبرة من شاهد معاصر ينقل لكم الواقع من نظرة أب لأبناء أمتنا الإسلامية، وأخ في العقيدة، وعم لمن هم أبناء وبنات جنسي ووطني".

تثير هذه الأمثلة والآراء الكثير من الأسئلة حول وجود أيد تحاول العبث بعقول شبابنا الصغار، لتغيّر لهم آراءهم العقدية والدينية، وليعودوا في يوم من الأيام، وهم يحملون رايات التغيير، وينقلون فتنة الغرب إلى بيوتنا.

سلبيات بالجملة:
رغم أن العقيدة الإسلامية هي أكثر ما يخشى عليها في عقول الشباب الناشئ، خاصة في الغرب، إلا أن الأمر لا يقتصر على تهديدها فقط، وتعم السلبيات لتطال الأخلاقيات والسلوكيات والعادات والتقاليد وغيرها.
ويبدو أن الكثير من الشباب حديثي السن، يبدءون قبل سفرهم إلى الخارج، بالاستعداد للانتقال إلى "حالة" جديدة من الحياة.
ورغم وجود متفائلين قد يعتقدون أن هذه الاستعداد هي للثبات على الأخلاقيات الإسلامية والدينية، إلا أن العكس هو الصحيح.. إذ يصبح هم الطالب التأقلم بأسرع وقت ممكن مع الغربيين، والانخراط معهم في مجتمعهم وحياتهم الخاصة.
يروي (أبو عفان) مشاهده خلال رحلته إلى إحدى الدول الأوروبية، قائلاً: " كنت في زيارة عمل لدولة أوروبية وكان في نفس الرحلة شباب في سن الثامنة عشر وعند انتظارنا أمام نقاط الجوازات في تلك الدولة ذهبت أنظر يمنة ويسرة مدققاً النظر في هؤلاء الشباب, فإذا بأحدهم يحمل آلات اللهو في يديه وكأنه ذاهباً ليتعلم فنون الغناء والرقص, وإذا بالآخر ينظر كالطفل الضائع, والثالث وهو من تحدثت معه ليس لديه من النضوج والمعلومات ما يجعله يخطو خطوة للأمام، وعلمت منه أنهم مبتعثين للدراسة".
الأخ (العمري) يؤكد هذا الكلام، ويضيف: " الواقع يشهد بأن ما يحصل الآن هو زيادة في تردي أحوال الأمة بدلاً من إصلاحها. لم يكن المقصود من هذا الابتعاث ما ذكرته، وإنما المقصد أن يلتقط هؤلاء المبتعثين تخلف الغرب في المجال الاجتماعي والأخلاقي والديني. وواقع كثير من الطلاب المبتعثين حالياً خير شاهد وهو الذي يحق له أن يحكي بعيدا عن كل تنظير".
ويوجه انتقاداته بشكل محدد للمشروع قائلاً: " المشروع حاليا خدعة وخيانة لأبناء هذا البلد"، متسائلاً " بالله كيف يرسل طالب حديث التخرج من الثانوي (بمصطلحاتنا مستجد) إلى بلد يعج بالفتن دون دراسة لنضجه وتأهيله؟؟!!!!!!!".

(أخوكم في الله من أمريكا) يؤكد مشاهداته للطلاب السعوديين المبتعثين إلى الخارج، فيقول: " أخبركم النتيجة الواقعية، وأرجوا من الله الصدق في النقل. معظم الشباب انحرف، أقولها وربي علي ما أقول شهيد. البنات السعوديات من القصيم والرياض متبرجات بدون حجاب، ناهيك عن تخنّث عدد لا بأس منه من الشباب، وأقسم بالله أنه تخنّث بلا مبالغة، وليس لهم من معين ولا من يهتم بأمرهم".

ولا يبدو التأثر بالغرب سبباً بقدر ما هو نتيجة لإرسال طلاب أعمارهم صغيرة نسبياً، تقول الأخت (أم عبدالله): ": لا شك أن هذا أمر خطير بل وخطير جدا وإلا لماذا تم اختيار هذه الشريحة العمرية تحديداً (بعد الثانوية)؟ وهم أغلب المبتعثين؟ فنحن بلد الإسلام نلاحظ تغيراً في بعض الأبناء والبنات عند دخول الجامعات، وهم في بلدهم، فكيف يكون الحال في بلاد الكفر ورياح الفتن تهب عليهم من كل مكان. لا سيما وان أبناء تلك البلدان ممن هم في المرحلة العمرية نفسها، هم من أكثر الشرائح ضياعاً لديهم".
وتنظر الأخت (أم عبدالله) إلى الأمر من ناحية أخرى، متسائلة " هل يصب هذا فيما سموه تجفيف المنابع؟؟ والمجتمع المسلم كله منبع لما سموه إرهاباً"، وتضيف "ثم ما هذا الهدف الكبير يا من فتحتم هذا الباب(تهيئة الكوادر المتخصصة) وهل هو من الأهمية بمكان لكي نرمي فلذات أكبادنا في براثن أعداء الأمة؟؟؟؟؟؟؟ وما هذا الذي تقولونه: (تعود بعده إلى الوطن وقد صارت مهيأة لإدارة دفة مؤسساته والسير به نحو خطى التحديث والتطوير تحديث وتطوير تنشدونه) إلى أي طريق تريدون أن تدفعوا الوطن إليه بابتعاثكم؟؟؟؟؟؟وأي تحديث تتلهفون إليه؟؟؟".

وينظر الأخ (أبو عثمان) إلى ما بعد عودة هؤلاء الطلاب من الغرب، قائلاً: " سنعظ أصابع الندم بعد عودتهم إلا أن يرحمنا الله برحمته.. وستعلمون ما أقول لكم.. ولا أتكلم إلا عن الأغلبية لا الكل".
ولا تبدو المخاوف التي يثيرها الأخ أبو عثمان مستحيلة، فحسب تقديرات أوردها موقع (المسلم) في مقال حول ذات الموضوع، أشار عدد من المبتعثين إلى أن 60% منهم قد تأثروا بالغرب وطال التغيير بعض معتقداتهم الدينية وأخلاقهم السلوكية.. وبالنظر إلى وجود 20ألف مبتعث، فإننا أمام 12 ألف منهم قد بدأ التغيير يحركهم.. وبعد سنوات لاحقة، قد يزداد تأثرهم بالغرب، فيكون لدينا بعد عودتهم 12ألف منزل وأسرة بالداخل لديها فرد يؤثّر عليهم بشكل مباشر، ويدخل عليهم أفكاراً غربية غريبة، قد تجد آذاناً صاغية بين الناشئة من الفتية والفتيات.

ضوابط للابتعاث:
مع إقرارهم بوجود مشاكل عديدة يصعب حصرها في موضوع الابتعاث على شكله الحالي، يؤكد كثير من قراء موقع (المسلم) وجود معطيات كان من الضروري لوزارة التعليم العالي الركون إليها في ضبط عليمة الابتعاث، وتنظيمها.
من هذه ما يشير إليه الأخ (أبو عبدالله المبتسم) الذي يرى أن هناك إمكانية لتصحيح الابتعاث، عبر ضوابط أساسية له، حيث يقول: " اتفق مع السفر لتحصيل العلم لينتفع به المسلمين بشروط: 1- عدم ذهاب الشاب أو الفتاة إلى الخارج الأبعد الزواج. 2- توفير سكن للدارس في أماكن مليئة بالمسلمين وفي الدول العربية مليئة بالأخيار. 3- يتم اختبار للدارس قبل ابتعاثه لتحديد قدرة على مواجهة الفتن والأفكار الجديدة عليه".

الأخ (العمري) يقول: " من الممكن أن تقر فكرة الابتعاث لكن بأيدي من تثق الأمة بهم، وبالضوابط التي تحقق المصلحة المنشودة من فكرة الابتعاث، لا أن يكون مشروعا تغريبياً لأبناء البلد غلف بغلاف آخر". ويضيف " سلموا المشروع للعقلاء ونحن معكم. و أرجعوا لنا أبناءنا كمثل رجوع أوساهير لليابان، لا كمثل رجوع رفاعة الطهطاوي لمصر".

أما الأخ (أبو عبدالله الشدودي) فيقول: " أولا لا بد من تطبيق الأحكام الشريعة في السفر إلى بلاد الكفار
ثانيا: أن ضد الابتعاث المبكر ما بعد الثانوية. ثالثا: الابتعاث بعد الجامعة قد يكون أنسب وأقل خطراً. رابعا: لابد من دراسات ميدانية لأحوال هؤلاء الطلاب خلال الابتعاث. فما الفائدة أن يعود إلينا بعلوم نظرية وقد انسلخ من قيمه. خامسا: أرى أنه يجب الاستغناء عن بعض الدول التي يمكن أن يتعرض طلابنا فيه لأخطار أمنية والبديل كثير ولله الحمد".

ويؤكد الأخ (عبد الإله الشريف) أن الابتعاث سلاح ذو حدين، وأن الضوابط التي يجب مراعاتها من أجل الاستفادة القصوى من البرنامج هي: " 1- الاهتمام بالمناهج الدراسية الشرعية والفكرية في جميع المراحل لكي يذهب الطالب إلى الغرب يحمل مناعة فكرية تحميه بإذن الله. 2- تأهيل الطلاب المبتعثين قبل الذهاب وإفهامهم بأن الهدف من هذا الابتعاث نفع الأمة وليس الإضرار بها. 3- توطين العلوم والتقنية داخل الدولة و إنشاء جامعات تضاهي جامعات الغرب وإحضار الكوادر العالمية مهما كلف الأمر".
فيما يضيف الأخ (أبو عفان) بالقول: " لا شك أن أولياء الأمر الذين فتحوا أبواب الابتعاث يريدون الخير لهذه البلد, فهل تحرك مجلس الشورى أو من يهتم في أن ينتشر الخير بالصورة الصحيحة والضوابط التي تحفظ شبابنا وتتقدم بها بلدنا. لماذا لا يتم دراسة الاحتياجات واختيار الأفضل والتعلم من الأخطاء ووضع الخطط التي نكون من خلالها أمة متبوعة وليست تابعة".
ويضيف بالقول: "إلى متى ونحن ننظر بعين ما تراه أقل بكثير مما يجب أن ترى، وحال الابتعاث الآن هو كحال ذلك التقاطع الذي كان يعاني من اختناق مروري، فإذا بالأموال تنفق والشركات تدرس وخلال شهور تم تجاوز ذلك التقاطع بإنشاء نفق, وبعد شهور أصبحت السيارات تصل لذلك النفق من زحمة الإشارة المرورية التالية لذلك التقاطع، وأصبحت المياه تتجمع في ذلك النفق عند نزول المطر، ولا زال الزحام في التقاطع حيث لم يؤخذ في الاعتبار سوى اتجاهين فقط."

حلول بعد الابتعاث:
بعد أن حدث ما حدث، وأصبح آلاف الطلاب رهينة لسلبيات المرحلة الأولى والثانية من الابتعاث الدراسي للخارج، بات من الصعب القيام بعمل إيجابي لإنهاء الأزمة.. إلا أن بعض متابعي موقع (المسلم) لا يزالون ينظرون بعين التفاؤل إلى تلك الأحداث، مؤكدين وجود فرصة للتصحيح.
ومن ذلك ما تشير إليه الأخت (أم عبدالله) عبر "1- تكوين هيئة مكونة من بعض العلماء وطلبة العلم والمربين ممن يحمل هموم الأمة لمتابعة الوزارة في حقيقة ما تدعيه من متابعة الأبناء. 2- إجراء دراسة تقييميه لجدوى الابتعاث من خلال متابعة أحوال المبتعثين أكاديميا وسلوكيا. 3- التقدم باقتراحات بديلة - إن وجدت- لبلد الابتعاث، فقد يوجد في بعض بلاد المسلمين ما يكون بديلا أقل خطورة. 4- أن يكون في مجلس الشورى مقعداً خاصاً لأحد العلماء أو طلبة العلم من هذه اللجنة على أن تكون مستقلة عن وزارة التعليم، ولا نستكثر على أبنائنا ذلك وخاصة عند النظر للأعداد المبتعثة بنيناً وبناتاً. 5- أن تكوّن هذه اللجنة تحتها هيئة أخرى مصغرة تجمع أولياء أمور المبتعثين لملامسة الأبعاد الاجتماعية لذلك الابتعاث عن قرب وتلمس مشاكل الأسر مع أبنائها".

أما الأخ (نايف العتيبي)، فهو يرى أن الحل يكمن في إنهاءه تماماً، قائلاً: " للخروج من المأزق الحالي ليس هناك إلا أمر واحد، وهو إيقافه نهائياً، و إيجاد جامعات في هذه البلد و توفير جميع التخصصات".
فيما يقول الأخ (أبو عبدالله المبتسم): "من الحلول لهذه الأزمة: 1- وضع جامعات بتلك المستويات التي بالخارج. 2- إحضار بعض الأساتذة لبعض التخصصات النادرة. 3- ابتعاث الطالب لا يكون إلا بعد الجامعة ليتحسن نضجه وتوجههم".
ويرى الأخ (أبو عمر الأزدي) أن " المنع المطلق فيه نظر، والتجاوز المطلق كذلك، والأمر بأيدي أهل الحل والعقد الذين يقدرون العواقب وينظرون نظرة بعيدة لمستقبل هذه الأمة"، ويضيف بالقول: "الأمر يحتاج لدراسة متأنية من أهلها والمستعان والحافظ هو الله وحده".
ويشير الأخ (عبداللطيف صالح) إلى حل آخر، متسائلاً: " لماذا لا تأتي الكوادر الأجنبية لتدريب أبنائنا بين أهليهم وفي بلد التوحيد؟"

همسة في إذن المسؤولين:
أثار بعض قراء موقع (المسلم) أفكاراً وقضايا عديدة، تثير بدورها تساؤلات خطيرة، يكمن في بعضها الخلل في عملية الابتعاث، فيما يكمن في بعضها إمكانية الحل. وارتأينا أن تكون تلك الأفكار "همسة" نحاول إيصالها للمسئولين وأصحاب القرار في المملكة، وإلى كل الغيورين على هذا الدين، وهذا المجتمع، خاصة الشباب منهم، الذين هم عماد المستقبل، وصناع قرار المرحلة القادمة.
كتب الأخ (أبو عبدالله) يقول: "والله أنا أرى أنها مكيدة واضحة وضوح الشمس لكل من بصره الله وفتح على قلبه. وإلا هل يصدق عاقل أنه في هذا الوقت الذي تعلن فيه أمريكا العداء، بل وتقاتل وتحتل بلاد المسلمين، في هذا الوقت نحن نرمي بثروات الأمة وهم شبابها إلى تلك الدولة المحاربة. أقسم بالله أنني أصاب بالدوار كلما أفكر بهذا الأمر وأقول كيف يفكر القوم"، ويتابع بالقول: " إن بنسبة 80% من شعبنا منوم تنويم مغناطيسي وإلا بالله عليكم يا ناس الحرب مشتعلة بجوارنا، لن أقول لكم الواجب في ديننا يحتم علينا أن نغير حياتنا 180 درجة ولكن حتى عند الكفار لو كانت الحرب بجوارهم فإنهم يدقون أجراس الخطر ويبدءون بالاستعداد.. فما بالنا نحن؟؟؟؟؟!!! أمريكا تأتي من هناك وتغتصب ديارنا بل ونسائنا بل حتى رجالنا، والرافضة بدؤوا بمشروعهم الكبير والمنطقة تغلي، ونحن شبابنا يذهبون وبعشرات الألوف وبملء إرادتهم إلى أمريكا!!!! يا إخوان ماذا سنقول لله جل جلاله؟؟؟ ماذا سيُكتب عنا في التاريخ؟؟؟ أقسم بالله لم أقرأ في حياتي مثل هذا الضياع وكأننا والله نعيش في كوكب آخر وعالم آخر وكأننا الأرجنتين أو الأسكا أو جزر هاواي.. يا إخوان يا أهل الرأي والمشورة.. يا أهل الغيرة.. لنمسك هؤلاء قبل أن نضيع و يضيعوا من أيدينا... وإن كنت أظن أن من يذهب لتلك البلاد البغيضة لا ننصره بل نتركه وشأنه ".

الأخت (أم محمد) من الولايات المتحدة كتبت تقول: " رسالة إلى المسؤولين في وزارة التعليم العالي: نحن بابتعاثنا هذا العشوائي نخسر أكثر مما نكسبه، خسارة للشعب والمجتمع الأمريكي أولاً بنقل صورة سيئة من تصرفات كثير من الطلاب المراهقين الذين يسيئون إلى بلادهم ثم إلى إسلامهم. ثانيا خسارة مالية كبيرة على كثير من الطلاب الذين لم يحملوا هم التعلم ونفع البلاد. وأخيراً المشاركة في حمل وزر جميع النساء اللاتي خرجن من غير محرم".

(أمل الأمة) من السعودية كتب يقول: "والله أنه ليضيق صدري، عندما أذكر أمر الابتعاث، والمصيبة أن بعض الأسر، تتفاخر بإرسال أبنها".
أما (أم عبدالله) فتقول: " إذا نظرت يا أمتي إلى فعل بعض أبناءك كاد قلبي ينتزع من مكانه ألما وخوفا على أبناء المسلمين ولكن أقول ما قال الله تعالى: (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (والله غالب على أمره)، وثمة حكم هي خير للأمة - علم ذلك من علم وجهل بها من جهل- ولكن هذا لا يعني أن لا نبذل أسباب حفظ أبنائنا بعد حفظ الله عز وجل فلا يعني عدم القدرة على إيقاف الأمر الاستسلام بل لابد من البحث في كيفية الاستفادة وتطويع الأمر لصالح أبناء والأمة".
ويقول الأخ (نايف العتيبي): " ابتعاث طلاب المرحلة الثانوية لدول الغرب شر محض، ولا خير فيه، فإن العلم الذي سيدرسه هناك موجودٌ عندنا - ولله الحمد -، أما الماجستير والدكتوراه وغيرها فيختلف من بلد لآخر، ومن مبتعث لمبتعث آخر، والأغلب أنه شر".

فيما يقول الأخ (العمري): " حقيقة أن الأمة تعيش تخلفا ملحوظاً في مجال العلوم التطبيقية وهذا أدى إلى ضعف واضح في حال الأمة، فنحن أمة تعتمد في كل أسباب الحياة وقوتها على أعدائها، الأسلحة من أعدائنا.. السيارات من أعدائنا.. التقنية من أعدائنا... حتى المواد الغذائية كثير منها نستورده من أعدائنا.!!
وهذا واقع لا يرضاه عاقل".
ويضيف "الأمة عرفت من تاريخها الأول بريادتها وإبداعها فأكثر الاكتشافات والاختراعات كان مبدأها من أهل هذه الأمة. فنحن نتفق على وجوب تغيير الوضع الحالي، وقد يكون من طرق التغيير نقل الحضارة التطبيقية التي تبلورت في الأمم الأخرى والتخصص فيها ومقارعتهم بها والتفوق عليهم فيها مثل التجربة التي مرت بها اليابان والتي أثبتت أنها قد تفوقت على البلدان التي كانت سببا في بدء هذه الثورة اليابانية. لكن ما يحدث الآن هو حق أريد به باطل".

هكذا كانت اللوحة التي رسمها قراء موقع (المسلم) لقضية الابتعاث، وهكذا يقرؤون ما فيها من سلبيات وإيجابيات.. وإن كانت الآراء قد تعددت وتنوعت، إلا أنها صبّت في نهاية المطاف نحو عدة أمور. نجملها فيما يلي:
1- وجود خلل في الضوابط التي تحدد ابتعاث الطلاب إلى الخارج.
2- وجود مخاطر حقيقية على العقيدة الإسلامية للمبتعثين، وعلى أخلاقهم وسلوكياهم.
3- أكبر المشاكل جاءت بسبب صغر سن المبتعثين، وعدم تحصينهم قبل السفر.
4- المخاوف من القادم ربما تكون أكبر من السلبيات الحالية، خاصة مع عودة المبتعثين.
5- وجوب وضع أطر جديدة وضوابط محددة للابتعاث مستقبلاً، أو إيقافه ريثما يعاد النظر فيه.