أنت هنا

فالنتاين داي!!
28 رمضان 1428

ربما لا يدرك بعض المسلمين أنهم في غنية عن كثير مما تقذفه الثقافة الغربية من قيم بعيدة كل البعد عن ثقافاتنا وقيمنا الأصيلة والسامقة؛ فيتزاحمون أمام محلات بيع الزهور متى حل الـ"فالنتاين داي" أو "عيد الحب" المنسوب إلى الراهب فالنتاين لابتياع الورود الحمراء لإهدائها للأهل وغير الأهل سواء ممن يستحب إظهار المحبة لهم أو من يحرم ذلك من غير ذوات المحارم أو الزوجات..
لن نتحدث الآن عن حرمة اتخاذ الخليلات المستقرة شرعاً لدينا، لكننا الآن نتحول إلى زاوية أخرى من القضية، وهي تلك الهزيمة النفسية التي حلت بأبنائنا وبناتنا فظنوا أن التقدم والرقي يعني أن ينسوا أعيادهم وما أفاء الله بها عليهم من نعمة المحبة المنصرفة إلى من يحل لهم صرفها إليهم..
إن إظهار المحبة للأهل من زوجات وأمهات وأخوات وبنات هو مما ينبغي فعله في هذه الليلة المباركة، وتلك المحبة البادية في محيانا لأهلنا لمغناة عن استيراد أعياد من عند الآخرين ممن لا يعرفون من معاني الحب الحقيقية إلا تأجيج الشهوات وإثارة عواطف الشباب والشابات في غير ما يحله الله تعالى لهم.
إن معنى العيد يشمل أطيافاً متعددة تأخذنا بعيداً عن زاوية التقليد الأعمى لغيرنا واستنساخ ثقافات لم تجلب لأهلها إلا التفسخ والانحلال، حيث نجد عيداً يشمل الأهل والأرحام جميعاً بعطفه ويغمرهم بالمحبة وبالصلة للأرحام والقربى في كل ذلك من رب العالمين.
إن العيد لدينا هو منظومة قيمية لا تنفك عن العقيدة الإسلامية وما يتعلق بها من ولاء لأهل الإسلام وبراءة من قيم الآخرين وعقيدتهم وعوائدهم التي لا تتوافق مع تلك المنظومة.. وفي جانب واحد من تلك الجوانب يتجلى عيد الفطر كعيد للحب وصلة الأرحام والوفاء للآباء والأمهات والزوجات والأبناء.. وعيد أيضاً للحب من الأغنياء للفقراء الذين لا يربطهم بهم سوى رباط الإسلام والشفقة والرفق والمشاركة، وهي معانٍ شاهقة لا يمكن أبداً أن يرقى إليها فالنتاين.