أنت هنا

يوسف أبا الخيل لا يُكَفِّر من كَفَّره اللهُ ورسوله
9 صفر 1429

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله لا ينتزع العلم من الناس انتزاعا ولكن بقبض العلماء فيرفع العلم معهم ويبقى في الناس رؤوساً جهالاً يفتونهم بغير علم فيضلون ويضلون) [البخاري (100) مسلم (2673) واللفظ لمسلم] ويذكر صلى الله عليه وسلم وصفاً أخر لهؤلاء الأئمة الجهال وذلك في حديث آخر (سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) ]احمد 2/291 وابن ماجة في السنن وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1887) [وفي زماننا اليوم وبعد ذهاب كثير من العلماء الراسخين وبقاء القلة منهم بدأ بعض من وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديثين السابقين يطلون علينا بضلالاتهم وجرأتهم العظيمة على الكتاب والسنة ومسلمات هذا الدين وأصوله .

ومن ذلك ما تجرأ وتورط به الكاتب في صحيفة الرياض يوسف أبالخيل بتاريخ 6/12/1428هـ تحت عنوان (الآخر في ميزان الإسلام) هذا المقال الخطير الذي عارض فيه الكاتب _هداه الله_ صريح القرآن والسنة وإجماع المسلمين قاطبة وذلك عندما لخص مقالته المخزية بقوله:(إن الإسلام – على خلاف ما يريده المتشددون والمتنطعون – لا يكفر مخالفيه لمجرد عدم اتباعهم رسالته .بل يكفر منهم فقط من يحول بين الناس وبين ممارستهم لحرية العقيدة التي كفلها لهم).

الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به هذا الظالم لنفسه من بلاء الجهل والصلف والحماقة ألا يعلم هذا المسكين أن المتشددين والمتنطعين الذي خالفوا رأيه هم أئمة الإسلام في القديم والحديث من الصحابة رضي الله عنهم والتابعين لهم بإحسان!؟

وإن تعجب فعجب جرأة هذا الجاهل على كتاب الله _عز وجل_ وتفسيره لبعض الآيات حسب هواه ضارباً بأقوال السلف وأئمة التفسير عرض الحائط معترضاً عليها .ولا ندري إن كان هذا الكاتب مدركاً لخطورة صنيعه هذا أم غير مدرك. ألم يسمع قول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار)]الترمذي (295) وقال حسن صحيح[

ألم يسمع صديق الأمة الأكبر أبي بكر رضي الله عنه وقد سأل عن قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}] سورة عبس:31[ فقال:(أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا قلت في كتاب الله مالا أعلم)]تفسير البغوي 8/339، جامع بيان العلم ص 353، الدر الممنثور 8/421[

ومن افتراءات هذا الظالم لنفسه على كتاب الله _عز وجل_ وجهالاته الشنيعة التي أوردها في مقاله ما يلي:
أولاً: استدلاله على عدم كفر اليهود والنصارى الذين لم يدخلوا في الإسلام بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} ] سورة البقرة:62[وهذا منة جرأة عظيمة على كتاب الله عز وجل ومخالفة لإجماع أئمة التفسير قاطبة، حيث لم يقل أحد منهم بذلك بل قالوا بنقيضه وأكتفي بكلام شيخ المفسرين الطبري رحمه الله تعالى حيث كان مما قال:(فكان إيمان اليهود:أنه من تمسك بالتوراة وُسنة موسى، حتى جاء عيسى .فلما جاء عيسى كان من تمسك بالتوراة وأخذ بسنة موسى – فلم يدعها ولم يتبع عيسى - كان هالكاً .وإيمان النصارى: أنه من تمسك بالإنجيل منهم وشرائع عيسى كان مؤمناً مقبولاً منه، حتى جاء محمد صلى الله عليه وسلم،فمن لم يتبع محمداً صلى الله عليه وسلم منهم ويدع ما كان عليه من سنة عيسى والإنجيل – كان هالكاً)

وقد أطال الرد على هذه الفرية شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله تعالى في الجواب الصحيح 3/121 فليرجع إلية وقد بين ان هذا التحريف من شأن الذين في قلوبهم زيغ حيث يتبعون المتشابه ويتركون المحكم الصريح قال الله _عز وجل_: {فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} [سورة آل عمران:7].

ثانياً : استدلاله على أنه لا يكفر من أهل الكتاب إلا المحارب بقوله تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ} [سورة المائدة:82] وهذا يدل على جهله بالقرآن وتفسير القرآن وأتباعه لما تشابه منه. يقول شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في رد هذه الجهالة (والجواب أن يقال تمام الكلام:{وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَا الْمُحْسِنِينَ} [سورة المائدة: 83-85].

فهو –سبحانه –لم يعد بالثواب في الآخرة إلا لهؤلاء الذين آمنوا بمحمد –صلى الله عليه وسلم-الذين قال فيهم: {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [سورة المائدة:83].

والشاهدون هم الذين شهدوا له بالرسالة فشهدوا أن لا إله إلا الله،وأن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم،وهم الشهداء الذين قال فيهم: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [سورة البقرة143].
ولهذا قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره في قوله: {فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} قال مع محمد – صلى الله عليه وسلم-وأمته.

وكل من شهد للرسل بالتصديق فهو من الشاهدين،كما قال الحواريون: {رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلَتْ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ} [سورة آل عمران:53].. وأما قوله في أول الآية: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى} [سورة المائدة:82].

فهو كما أخبرنا –سبحانه وتعالى- فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى .والنصارى أقرب مودة لهم،وهذا معروف من أخلاق اليهود،فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى.. وليس في هذا مدح للنصارى ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاقه الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة) [الجواب الصحيح 3/106-111] باختصار.

ثالثاً: استدلاله بقوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ} [سورة البينة:6] على أنه مفهوم المخالفة هنا أن من أهل الكتاب من ليس بكافر.
وهذا منه خروج عن مقصوده إذ كان مقصوده أن من لم يدخل في الإسلام فليس بكافر بشرط أن لا يحارب الإسلام فأين موضوع الاستدلال على ذلك هنا؟ أما أن مِن أهل الكتاب من ليس بكافر فليس الخلاف على هذا إذ أن من آمن برسوله واتبعه قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فهو مؤمن ومن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم وآمن به واتبعه فهو مؤمن أما من لم يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم وبرسالته فهو كافر ولو كان على دين صحيح قبل ذلك إذ أن من أركان الأيمان الواردة في حديث جبريل الطويل الإيمان بالرسل ومن كفر وجحد برسالة واحد منهم فهو كافر .

ومن بواقر هذا الظلم لنفسه جهله أو تجاهله لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي لا تقبل التأويل والتي تخالف طرحه الشاذ المنحرف، وإلا فأينه عن الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:(والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)]مسلم 153[وقد استدل بهذا الحديث اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في جوابها الطويل عن (وحدة الأديان) على كفر من لم يدخل في الإسلام بقولهم:(ومن أصول الإسلام أته يجب اعتقاد كفر من لم يدخل في الإسلام من اليهود والنصارى وتسميته كافر وأنه عدو لله ورسوله والمؤمنين وأنه من أهل النار كما قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [سورة البينة: 1].
وقوله جل وعلا: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ} [سورة البينة:6].

وثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) ولهذا من لم يكفر اليهود والنصارى فهو كافر طرداً لقاعدة الشريعة (من لم يكفر الكافر فهو كافر... إلخ الفتوى) الفتوى رقم (9402)،25/1/1418هـ ومن استدلالات أئمة السلف رحمهم الله تعالى على مصداق الحديث من القرآن الكريم قوله تعالى: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [سورة هود:17].

قال شيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله تعالى:(روى الإمام أحمد وابن أبي حاتم وغيرهما عن أيوب عن سعيد بن جبير قال: ما بلغني حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على وجه إلا وجدت تصديقه في كتاب الله:حتى بلغني أنه قال:((لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بما أرسلت به إلا دخل النار)) قال سعيد: فقلت أين هذا في كتاب الله حتى أتيت على هذه الآية: {وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [سورة هود:17].
قال الأحزاب هي الملل كلها [مجموع الفتاوى 15/75]. والهاء في قوله {وَمن يَكْفُرْ بِهِ} عائدة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَن تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ(82)} [سورة آل عمران81-82] قال أبن كثير رحمه الله في تفسيره هذه الآية (قال علي بن أبي طالب وابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ما بعث الله نبياً من الأنبياء إلا أخذ عليه الميثاق، لئن بعث محمد وهو ليؤمنن به ولينصرنه،وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته لئن بعث محمد وهم أحياء ليؤمنن به ولينصرنه.

وقال طاووس، والحسن البصري، وقتادة: أخذ الله ميثاق النبيين أن يصدق بعضهم بعضا.
وهذا لا يضاد ما قاله علي وابن عباس رضي الله عنهما ولا ينفيه، بل يستلزمه ويقتضيه. ولهذا رواه عبد الرزاق،عن معمر،عن ابن طاووس،عن أبيه مثل قول علي وابن عباس.

وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق،أنبأنا سفيان،عن جابر،عن الشعبي،عن عبد الله بن ثابت قال: جاء عمر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،إني مررت بأخ لي من قريضة، فكتب لي جوامع من التوراة،ألا أعرضها عليك؟ قال:فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم –قال عبدالله بن ثابت:قلت له:ألا ترى ما بوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عمر:رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً،وبمحمد رسولا-قال:فسرى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:والذي نفس محمد بيده لو أصبح فيكم موسى عليه السلام ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم،إنكم حظي من الأمم،وأنا حظكم من النبيين.[مسند أحمد 4/265].

دعوة الكاتب إلى التوبة:
إن الطوام التي تورط فيها الكاتب هداه الله عز وجل بقوله على الله بغير علم وتحريفه للقرآن ورده للأحاديث الصحيحة لتوجب عليه المبادرة إلى التوبة النصوح من هذه الزلات العظيمة التي تهدد أصل إيمانه قال الله عز وجل: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ}]سورة الأعراف:33[ومن ذلك عدم تكفيره للكافر الذي كفره الله ورسوله وقد أجمع أئمة العلم والدعوة من سلف الأمة على كفر من لم يكفر من كفره الله عز وجل وكفره الرسول صلى الله عليه وسلم أو شك في ذلك لأنه مكذب لله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى (فاليهود والنصارى لما لم يصدقوا محمداً- عليه الصلاة والسلام-،صاروا بذلك كفاراً ضُلالاً،وأن بعضهم وحد الله،فإنهم ضالون كفار بإجماع المسلمين؛ لعدم إيمانهم بمحمد –صلى الله عليه وسلم-،فلو قال شخص:إني أعبد الله وحده،و أصدق محمداً في كل شيء إلا في تحريم الزنا،بأن جعله مباحاً،فإنه يكون بهذا كافراً حلال الدم والمال بإجماع المسلمين. [مجموع فتاوى ابن باز 2/18].

وقال عن حكم من لم يكفر اليهود والنصارى:(ومن لم يكفر الكافر فهو مثله إذا أقيمت عليه الحجة وأبين له الدليل فأصر على عدم التكفير،كمن لا يكفر اليهود أو النصارى أو الشيوعيين أو نحوهم ممن كفره لا يلتبس على من له أدنى بصيرة وعلم). [مجموع الفتاوى 7/418].

وهل يحسب الكاتب أن الله ليس بسائله عن هذه الزلة العظيمة، بلى والله ليسألن قال تعالى {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ} لذا نكرر النصح لهذا الكاتب هداه الله عز وجل بالتوبة النصوح من هذه الأقوال الشنيعة قبل أن يفاجأه الموت وهو مصر على هذه الجريرة وعندها لا ينفعه الندم ولا ينفعه مال ولا بنون ولا منصب ولا شهرة فكل ذلك ذاهب وزائل ويبقى بعده الحسرات قال الله عز وجل {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ *ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ *مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [الشعراء205-207].
كما ندعو القائمين على صحيفة الرياض إلى التوبة من فتحهم المجال لمثل هذا المقال و مقالات كثيرة سابقة لا تزال هذه الصحيفة تنشرها وتتحدى مشاعر المسلمين بالنيل من مسلمات هذا الدين وأصوله. والله حسبنا ونعم الوكيل.
والحمد لله رب العالمين.