19 ربيع الثاني 1431

السؤال

ما الحكم الشرعي في متابعة الدراسة في التخصص التالي: (التجارة والتسيير: شعبة التسويق)؟ مع العلم أن أغلب المتخرجين يعملون في شركات تتعامل بالربا، أو يشاركون في وضع خطط تجارية غير أخلاقية؛ كاستعمال جسد المرأة في الإشهار، أو استعمال المبالغة والحيل لبيع المنتج؟

أجاب عنها:
د.عبد الحي يوسف

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فطلب العلم النافع محمود، ولا يخفى أن المال هو قوام الحياة الدنيا، قال الله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً قال ابن كثير رحمه الله تعالى: قياماً، أي: تقوم بها معايشهم من التجارات وغيرها.ا.هـ وفرض على المسلمين ـ كفاية ـ أن يأخذوا بالأسباب التي يتعلمون بها كيفية إدارة هذا المال ـ كسباً وإنفاقاً ـ ليكونوا في مصاف الأمم المتقدمة المزدهرة التي رغد عيشها وطابت حياة الأفراد فيها.
ومعلوم أن العلم النافع ـ أياً كان ـ يمكن توظيفه في الخير أو الشر؛ فرب إنسان يدرس العلوم التجريبية ـ كالصيدلة مثلاً ـ أو الإنسانية ـ كالإعلام ـ ثم يستخدمها في أذى الناس وسوق الشرور إليهم، بل إن ناساً قد يدرسون العوم الشرعية ثم يجعلونها سلماً لترويج الأباطيل ونشر الخرافة بين الناس، وذلك بتحريف الكلم عن مواضعه، والاستدلال بالنص في غير محله، ولا يعني هذا أن يمتنع أهل الخير من دراسة هذه العلوم، إذ الحرام لا يحرِّم الحلال، بل واجب عليهم سبر أغوارها ومعرفة أسرارها مع استحضار نية صالحة في نفع الناس وتغيير واقع الأمة إلى ما هو أفضل.
والعلم عند الله تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين