أنت هنا

جزاء أمريكا لأتباعها!! واشنطن وتفكيك باكستان !!
24 رمضان 1429
ليس جديداً ولا أمراً طارئاً ولا استثنائياً، أن يكون جزاء الولايات المتحدة لأتباعها هو جزاء سنمار.فالأصل في نظرة الاستعلاء الأمريكية للآخرين أنهم أدوات يجب التخلص منها فور الانتهاء من استخدامها.فهم طالما فعلوا ذلك مع عملائهم من الديكتاتوريين في أمريكا الجنوبية (اللاتينية) ومع شاه إيران المخلوع وفرديناند ماركوس في الفلبين.....
فما حقيقة السيناريو الأمريكي الخفي ضد باكستان والذي بدأت بعض معالمه الخطيرة في الظهور بصورة تدريجية؟
بالطبع، ينبغي استذكار زهاء ستة عقود من العلاقة العوجاء بين الطرفين.فما إن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، حتى أطلت الحرب الباردة بجمرها المتّقد تحت رماد سلام محدد بين موسكو وواشنطن، لتنحصر النزاعات المسلحة بين الأدوات المحلية بالوكالة عن المعسكرين الغربيين اللذين يتقاسمان الغنائم ومناطق النفوذ ويتركان للأتباع مهمة دفع التكاليف البشرية والاقتصادية.وخلال تلك الفترة التي امتدت حتى انهيار حلف وارسو الشيوعي عام1991م، كانت باكستان الحليف المخلص لواشنطن، في حين كانت الهند في المعسكر الآخر.
ولما اضطر الروس إلى الخروج مهزومين من أفغانستان، قلب الأمريكيون ظهر المجنّ للباكستانيين، وراحوا يغازلون خصمها التقليدي(الهند)، وأخذوا يعاقبونها بحظر طائرات سددوا ثمنها من قبل، مع احتفاظهم بقيمتها!!ولم يخفوا عداءهم المطلق لمشروع إسلام أباد النووي، حتى إنهم قتلوا الرئيس ضياء الحق، وأجهزوا على نواز شريف من بعد، لأنه انساق وراء ضباطه الغاضبين فمضى في الرد على التحدي الهندوسي وأجرى تجربتين نوويتين ناجحتين.
وجيء ببرويز مشرف الذي سار في درب العمالة إلى أقصى مدى على حساب بلاده ومصالحها الاستراتيجية، وبخاصة بعد أحداث 11سبتمبر2001م في أمريكا.
وأخيراً اضطر السادة إلى تبديل أداتهم هناك بعد استنفاد أغراضهم منها، حيث بات الجنرال عبئاً مكلفاً، لكن ذلك لم يكن كافياً لتعويض هزيمتهم النكراء في أفغانستان، فقرروا التضحية بباكستان كلها، بحسب ملامح خطتهم التي بدأت خيوطها تكشف نفسها بنفسها.
إن تفجير فندق ماريوت مؤخراً في العاصمة الباكستانية، ليس واقعة منعزلة، بالرغم من المؤامرة المحبوكة لإظهارها على أنها عملية من تنفيذ تنظيم القاعدة، لتثبيت أكذوبة تحميل إسلام أباد مسؤولية الفشل في أفغانستان.
فالقاعدة لا تُخفي رأسها-وربما تطوعت بادعاء عمليات لم تنفذها!!- فلا هي تخجل من علماء الأمة ولا من أهل الرأي فيها، فكيف يفسر القوم نفي القاعدة قيامها بالتفجير؟
وهنالك لم يجد المخططون الفعليون مفرّاً من نسبة التفجير إلى تنظيم غير معروف أسموه"فدائيان إسلام"!!فهل تتمكن منظمة ناشئة من تنفيذ هجوم وصفه كبار المسؤولين في باكستان رسمياً بأنه"متقن"؟وهم على حق في ذلك، فالعملية تمت في مكان لا يبعد أكثر من 500متر عن مقر رئيس البلاد الجديد آصف علي زرداري!!
وقد فات هؤلاء المخططين المجرمين المحترفين أن الاسم المختلق للتنظيم المذكور، يوحي بخلفية شيعية فارسية، في حين يسعون إلى اتهام تنظيم سني متطرف كالقاعدة أو فصيل يتبع خطها الفكري؟
وفي غمرة الحدث الكبير، عملت الأيدي الخفية/الجلية على محاولة طمس ملاحظة شديدة الأهمية، وتضع مليون علامة استفهام على "إخراج"المسرحية من ألِفِها إلى يائها!!ألا وهي تغيب كل من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء عن حفل عشاء مقام في الفندق الذي تم تفجيره؟
أوليس مما يثير الانتباه إلى أقصى درجة ممكنة، أن الإعلام الصهيوني والصليبي يوهم الناس كافة بأن هنالك خطة أمريكية يهودية لتوجيه ضربة عسكرية قوية لإيران، في حين يكشف الواقع الملموس أن الضربة الماحقة يجري تسديدها عملياً لحليف الأمس الأحمق؟