أنت هنا

الهجوم المسعور على الشيخ القرضاوي!!
26 رمضان 1429

ربما تعذر على كثير من الناس أن يدركوا سر الهجمة الرافضية الشرسة على فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي.فقد كان هذا الداعية الأكثر شهرة على علاقة حسنة  مع المراجع الاثني عشرية بعامة ومع زعاماتهم الإيرانية بخاصة،فالزيارات المتبادلة والمشاعر المتناقلة كانت قوية وشهيرة،كما كان الشيخ القرضاوي من أقوى الأصوات الداعية إلى "التقريب"بين أهل السنة والشيعة الجعفرية الإمامية-بحسب التسمية المفضلة لديهم-.فما الذي تبدل حتى غدا الشيخ القرضاوي محل تطاول المواقع والمنابر الرافضية المختلفة،والتي دأبت على تبجيله على مدى سنوات وسنوات؟

 

من المفهوم تماماً أن يستاء القوم من تحذيرات الشيخ القرضاوي من فتنة عمياء يتسببون بها نتيجة سعيهم المحموم لنشر مذهبهم الباطل في أوساط البسطاء من أهل السنة،مستغلين أموال ضحاياهم من الرعاع الذين يدفعون لهم الخُمْس،ومتسللين تحت راية المخادعة"التقية"باسم التقارب الكاذب والاتجار بوحدة الأمة،ناهيكم عن ابتزاز الفقراء والمعوزين والدخول من باب حب آل البيت –وهو حب من الإيمان في الإسلام - ثم تضليل الجهلة وأرباع المتعلمين وصولاً إلى غلوهم الشركي بعد فوات الأوان!!

 

غير أنه لم يكن متوقعاً هياج القوم،تأسيساً على دينهم الذي يعد الكذب"التقية"تسعة أعشاره،فضلاً عن حسابات الربح والخسارة،فليس سهلاً أن يصبح الشيخ القرضاوي خصماً لهم،بناء على معرفتهم بحجم تأثيره في الناس.أفلم يكن في وسعهم الصبر على انتقادات الشيخ مهما بلغت قسوتها بدلاً من الرد عليها بصفاقة وغلظة لا تدعان للصلح موضعاً؟كما كان في مقدور أحفاد أبي لؤلؤة المجوسي-الذي أقاموا له مقاماً باسم بابا شجاع الدين لأنه قتل الفاروق مطفئ نار المجوسية في فارس-كان في مقدورهم التريث في رد فعلهم البائس،لأن الشيخ القرضاوي لم يتخذ منهم موقفاً حاسماً على الصعيد العقدي،فبالرغم من تنبيهه الأمة إلى الشر الذي يفعلونه في قلبهاـما زال الرجل يتعامل معهم من موقع أهل القبلة،وما زال يعوّل على وحدة الأمة الإسلامية،التي يعدهم ـ بخلاف آخرين من العلماء ـ في دائرتها..

 

وبعبارة أكثر دقة،بقي نقد الشيخ لهم في نطاق الخوف من استفزازهم مشاعر أهل السنة وإثارة الفتنة معهم، واكتفى بتذكيرهم بما كان يقوله لهم في مؤتمرات"التقريب"من أن سب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم خط أحمر، وظل رد الفعل الشيعي هائجاً برغم أنه لم يبين لهم الحكم الشرعي في من يسب الصحابة الكرام ولاسيما الشيخين أبا بكر وعمر-على الأقل في المذهب الحنفي –وليس كما يزعم أولئك المفترون إذ يصوّرون أن خصومتهم محصورة مع التيارات السلفية..وربما ينطلق الشيخ القرضاوي مع القوم من منطلق ترتيب الأولويات،ولعل الله يهدي بعضهم إلى الحق من باب تأليف القلوب....لكنه في النهاية لم يجد مهرباً من الصدع بالحقائق المريرة التي يلمسها على الأرض بعد أن تسلل هؤلاء الحاقدون - بإقرار الشيخ - إلى مجتمعات كانت تخلو من أذاهم كلياً!!

 

إن الرافضة لم يطيقوا صبراً على نقد محدود وهادئ من الشيخ، لأنهم لا يقبلون من علمائنا أي موقف علني جاد ولو كان في حدود دعوتهم إلى التعقل وعدم استفزاز إيمان أكثر من مليار ونصف مليار من المسلمين. وهم يتوقعون ألا يقف الشيخ القرضاوي عند حد التحذير وإنما يتحسبون أن يمضي في الشوط إلى آخره ما داموا هم مستمرين في مخططاتهم الإجرامية لمحو الإسلام ونشر الغلو الشركي وتشويه التوحيد الخالص ونسف تاريخنا الوضيء لحساب ماضيهم المزدكي المجوسي.ولذلك عمدوا إلى شن حملة ظالمة وقحة ضد الشيخ كنوع من التخويف ظنّاً منهم أنه سوف يتراجع عن موقفه الشجاع الذي لقي قبولاً كاملاً لدى الأمة من علماء ومثقفين وإعلاميين وعوام.