أنت هنا

الشيخ المنجد وأقلام كرتونية
29 رمضان 1429
ما تنبئ عنه الأخبار الأخيرة عن الشيخ محمد صالح المنجد (الداعية الإسلامي الشهير المقيم في السعودية) أن كلمات الدعاة جميعاً هي محل اهتمام بالغ، وأن عباراتهم كثيراً ما توضع تحت المنظار، لاسيما من أولئك الذين قيل لأجدادهم "وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم" فاستخفوا بالأمر الرباني وبدلوه إلى "حنطة" فما غفر الله بل ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله.
وأبرز ما لوحظ جراها ما قاله الشاعر:
 وإذا أراد الله نشر فضيلة       طويت أتاح لها لسان حسود.
فالذين لم يكونوا يسمعون بالداعية البالغ من العمر 49 عاماً والذي ينشط في مجال تدريس العلوم الشرعية في جامع عمر بن عبد العزيز بمدينة الخبر في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، حيث يؤم ويخطب في المسلمين ويلقي على مسامعهم دروس الفقه والتفسير والحديث والعقيدة والرقائق، عرفوه من خلال هذه الحادثة، تحديداً، حين اتهمه موقع ميمري المعني برصد البرامج الإسلامية واجتزاء مقاطع منها وترجمتها وعرضها ومراسلة وكالات الأنباء العالمية ببعضها، بأنه قد أفتى بوجوب قتل "ميكي ماوس" أثناء حديثه في برنامج الراصد بقناة المجد الفضائية، على الرغم من وضوح تهافت هذا الادعاء، حيث بدا لجميع العقلاء أن الشيخ لم يكن يقصد إلا الحديث عن الفئران ذاتها لا شخصية ميكي ماوس الكرتونية الافتراضية بطبيعة الحال.
غير مرادهم قد حصل عند القراء والمستمعين الذين أدركوا بفطرتهم أن الداعية "التكنوقراطي" خريج جامعة KFUPM في تخصص هندسة الإدارة الصناعية، ليس بهذه العقلية التي رسموها في خيالاتهم المريضة له، ونسجوا لها ما يجعل حديثها محلاً للضحك والسخرية من هذه القنوات العالمية التي تلقفت المقطع المجتزأ لحديثه بكثير من التعنت والسذاجة والسطحية المغموسة بالنية السيئة المريضة.
والذي ثبت أمام الناس أن هذا الداعية الذي يشرف على موقع الإسلام سؤال وجواب الموجود على شبكة الإنترنت منذ 12 عاماً أي قبل أن يعرف بعض الكتاب العرب الهازئين بالتبعية للغرب منه شكل "الكيبورد"!!
إن هذه الحادثة قد كشفت بجلاء عن أن كثيراً من كتاب التفاهة في صحفنا لا يجدون موضوعات يقدمونها لقرائهم إلا محض ما يوجههم إليه قدواتهم في بلاد الغرب، الذين بدورهم كشفوا عن سطحية لا نظير لها في حملتهم لتشويه الدعاة المسلمين، في مقابل حب الاستطلاع الذين أوجدوه في نفوس القراء والمستمعين الذين أدركوا أن المشرف على مجموعة مواقع الإسلامية ومجموعة زاد الدعوية التي تعمل في مجال الجوال والاتصالات والإنتاج الإذاعي والتلفزيوني والنشر والذي يتطلع إلى كل جديد تقنياً ليضمه إلى آليات دعوته لم يكن ليرفع سيفاً شهيراً في وجه "ميكي ماوس"!!
 وفي مقابل شح الموضوعات لدى الهازئين للحد الذي جعلهم يكررون أنفسهم في عشرات المقالات ويقولون الشيء ذاته عن حبهم لميكي ماوس، يحتفظ الداعية المنجد بآلاف المواد الدعوية ولا يجد أزمة في اختيار الموضوعات التي يطرحها، وهو ما يجعل الحديث عن أن الوقت ليس وقت ميكي ماوس مردوداً على من صبغوا صحفنا بالحديث عنه وشغلونا هم عما هو أهم..