رصد الإعلام
لم يكتفِ الغرب الحقود بـ"متعة" مشاهدة حروب الإبادة التي يشنها المجوس الجدد علينا، وخاصة في الشام والعراق؛ وإنما أضاف إلى جريمته هذه جريمتين أخريين في السياق نفسه الذي يفضح حقيقته ويسقط تجارته بالشعارات الإنسانية والحضارية....
وسقطت مع الانقلاب الفاشل أسطورة الإعلام الغربي، الذي يتعالى على أمم الأرض زاعماً أنه -وحده- الإعلام الموضوعي الحر النزيه المستقل!! فقد أثبتت ساعات الانقلاب ثم الأيام التي تلت فشله الذريع، أنه ليس موضوعياً وليس حرّاً ولا نزيهاً ولا مستقلاً!!
أبواق خامنئي وطاغية الشام ما زالت تتشدق بالممانعة، مع أن قناة الجزيرة نشرت تقريراً مصوراً قبل يومين يوثق اقتحام جنود الاحتلال الصهيوني أرضاً سورية أخرى محاذية للجولان المبيع، فأثار الأمر/ الفضيحة شهية السوريين الأحرار، وكان من أطرف تعليقاتهم ما كتبه أحد الناشطين: العدو يتوغل في أراضي سورية إضافية والطاغية يرد بقصف حلب وداريا!!
من غرائب الإعلام العربي الإخباري، ندرة تسليط الأضواء على أحداث تبدو صغيرة لمن يقف على سطح المحيط؛ لكنها كبيرة الأهمية عند وضعها في سياق المؤشرات الحيوية التي تنذر بتحولات مهمة يمكن أن تندلع في وقت غير بعيد!
فبعد مقتل النائبة في مجلس العموم البريطاني جو كوكس المؤيدة للثورة السورية، طرح مدير تحرير صحيفة فايننشال تايمز، روبرت شريمسلي سؤالاً حاسماً على شعبه: لو كان القاتل مسلماً أو واحداً من أبناء المهاجرين، فهل كانت تغطية الإعلام البريطاني للحدث ستأتي بهذه الحصافة والتعقل؟.
إعلام بي بي سي كله، نشر النبأ باقتضاب شديد، ومن دون عرض أسبابه البتة!! بينما تولت صحيفة الغارديان البريطانية نسج معلقة عن "مناقب" المديرة المطرودة، مكتفية في تعليل الإقالة بالإشارة إلى خلاف بين لاندور والإدارة العليا حول الخط التحريري وتوجهات الخدمة العالمية، ولم يستطع الطرفان حله فتم التوافق على مغادرة ليليان .!!
من بديهيات العلوم الجنائية: البحث عن المستفيد من الجريمة، لأنه يقود غالباً إلى تحديد هوية المجرم.. والمقصود بالمجرم ليس الأداة التنفيذية، ولا سيما عندما يقف وراء التخطيط للجريمة عصابات إرهابية ضخمة ومتمرسة ذات تاريخ أسود في دنيا الجريمة المنظمة، كعصابات بشار الأسد وخامنئي وشريكهما حزب اللات القائم على الإرهاب جملة وتفصيلاً
لكي نتصور مدى الانحدار في تصرف العربية، فلنتخيل أن أحد الدعاة المعروفين أخطأ فشكك في إسلام رجل مثل كلاي، بالرغم من صدور قول كفري منه، أفلم تكن العربية ترتدي زي العلماء وتشن عليه حملة تسفيه ضارية، تشتمه لأنه يتألى على الله ويمارس الوصاية على ضمائر الآخرين!!
إن الإعلام اللبناني الذي يهتم كثيراً لحادث مروري عادي، تعامل بكثير من التعتيم المتعمد مع نتائج الانتخابات المحلية، التي يصفها الخبراء والمحللون المحايدون بأنها ثورة شعبية ناعمة. والتفسير ميسور إذ إن مالكي المحطات الفضائية والصحف هم أنفسهم المسيطرون على المشهد السياسي اللبناني، أو هم من أدواتهم في تزييف الوعي والتلاعب بالمشاعر
لكن وحشية الرافضة والنصيريين في الشام -بعد المثاقب الكهربية في العراق- ليس لها مثيل، وبخاصة أنهم يوثقونها بالصوت والصورة، في وقاحة لا سابقة لها، من حيث التباهي بهمجيتهم، والسعي إلى ترهيب المسلمين: عدوهم الوحيد!
أجدني مضطراً إلى التعبير عن الامتنان العميق للمؤسسة القَطَرية للإعلام، التي فاجأت الجمهور العربي العريض، ببرنامج رائع اسمه: فصاحة! جاء سهماً متوهجاً في قلب أعداء الضاد الذين لطالما أقاموا الأعراس وأولموا لغربانهم، مبتهجين بأن عدوتهم اللدود قضت نحبها
شن ناشطون سوريون كثر حملة نقد قاسية في مواقع التواصل الاجتماعي، لتعرية فضائية BBC الناطقة باللغة العربية، بعد وقوعها في عار التجني على الشعب السوري للمرة ألف أو أكثر!
استشعر نصر اللات أن وزيره على وشك الافتضاح العلني، فأمر بوقه صحيفة الأخبار باحتواء الكارثة، ونفذت الأخبار مهمتها القذرة بقيادة الشتّام الصفيق إبراهيم الأمين-تخصصه شتم الأمة ورموزها قديماً وحديثاً-.
كانت المذيعة تكرر رأيها في غلاف سؤال ممجوج، لكن الوزير الجبير بخبرته في مواجهة الإعلام الغربي المتوازن أو المناوئ سلفاً، أحبط مساعي المذيعة التي أكلها الغضب المكتوم إلى أن يئست
أن انطلاق الثورة السورية من فضل الله على أمة الإسلام، التي انخدع كثير من أبنائها بالدجل الإيراني، القائم على ركنين أساسيين منذ ثورة الهالك الخميني، أولهما: التظاهر بعدم الطائفية والإكثار من معسول الكلام عن التقريب بين "المذاهب" وأن وحدة الأمة الإسلامية أكبر وأهم من أي خلاف طائفي أو مذهبي. وأما الركن الآخر فهو رفع راية العداء لأمريكا والصهاينة!!
والمفارقة أن سبب الانقلاب ضد أردوغان في كل من طهران وواشنطن واحد، هو أنه وقف ضد سفاح العصر بشار الأسد العميل المشترك لهما!!
لم يكن حجب إدارة تويتر لوسم #weloveerdogan الذي جاء الأول على مستوى العالم قبل أيام، وأثناء زيارة أردوغان للولايات المتحدة الأمريكية، دون إبداء أسباب ثم إعادته بعد اعتراض الآلاف، دون تفسير كذلك هو أول إجراء يعبر عن ضيق هذا الموقع الشهير ببعض الآراء
أصبح الأمن على الشبكة العنكبوتية هاجساً للجميع: الحكومات بأنواعها، والدول بعضها ضد بعض، والأفراد الذين باتت خصوصياتهم كلأً مباحاً للقراصنة الرسميين والهواة على حد سواء، فهم الحلقة الأضعف والتي ينالها النصيب الأكبر من سهام الاعتداء بالحق نادراً،
الإلحاد في السينما أصبح موضوعا غير مستنكر بل تجد تجد جرأة حتى في الألفاظ من سب الدين والإله دون رد فعل من الجمهور بسبب التكرار (قبول ضمني)
قدرة نصر الله على سحر رعاعه وركوب ظهورهم، أصابته بالغرور، فأصبح يظن أنه قادر على تمرير مسرحياته على الجميع، وأغراه نجاحه في تخدير قطاعات واسعة من المسلمين زمناً غير قليل، عندما كانوا يصدِّقون تجارته بالمقاومة والممانعة، قبل أن يهتك الله ستره على أيدي الشعب السوري المجاهد