نافذة ثقافية
لكنَّ العجب العجاب أن نجد ما يقدمه أقزام العلمانية في الدول الإسلامية والعربية من فسح المجال للفساد والإباحية بحجَّة (الحريَّة) و (التقدميَّة)، والبلاء المتراكم المتلاطم حينما نجد ازدياد هذا الفساد دون رقيب أو عتيد بل بحماية هؤلاء المفسدين والساقطين أخلاقياً
ويظنُّون أنَّ الإصلاح كل الإصلاح هو في اتباع سنن الغرب، والعيش معه وملاحقته حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلوه معهم وظنُّوا أنَّ الدخول في جحر ضب لربما يأتي للأمَّة الإسلاميَّة بالنهضة والتقدَّم، فنرى العلمانيين العرب في داخل البلاد الإسلامية يزيدون الأوار لهيباً فيشتعل نارًا، بتصريحاتهم حول (رجعيَّة) أو (تخلف) المفاهيم الإسلامية
لا يترك غلاة الثقافة العلمانية ودعاة التنوير الزائف مناسبة إلا ويصبون فيها جام غضبهم على الآخر، والآخر هنا في مفهومهم ليس إسرائيل أو أمريكا أو غيرهما من دعاة القدح في الإسلام، بل هم حسب تعبيرهم المقيت أنصار الثقافة الجادة، وأصحاب الفكر الإسلامي
يؤكد بيجوفيتش أن " الحضارة تَعَلُّمٌ أما الثقافة فَتَنَوُّرٌ " وأن الأولى،" تحتاج إلى تعلم، أما الثانية فتحتاج إلى تأمل "، ويشرح علي عزت رحمه الله التأمل بأنه "جهد داخلي ( جواني ) للتعرف على الذات وعلى مكان الإنسان في العالم "
الرئيس البوسني الراحل علي عزت بيجوفيتش عَلَمٌ كبير وشخصية نادرة، فهو مفكر عميق ومثقف فذ، لكن جهاده ضد الإلحاد الشيوعي ثم التعصب الصربي الصليبي الذي سعى لاجتثاث الإسلام من البلقان، جعل شهرته كقائد ورجل دولة أوسع من صيته الفكري السامق
الكتاب يضع النقاط على الحروف بهدوء واتزان وحسن أدب-ربما زاد عن حده مع من لا يستحقه-،ويقدم شيخ الإسلام ابن تيمية كما هو بلا زيادة قد يقع فيها الغلاة ولا نقصان يستمرئه الجفاة. والكتاب يصلح للشباب وغير المتخصصين، ويشجع عشاق المعرفة على الإبحار في مؤلفات ابن تيمية نفسه
كثيراً ما نعى أعداء الفكر الإسلامي على الفصائل والحركات والجماعات الإسلامية ندرة النقد الذاتي الذي تقوم به المؤسسات الفكرية والتيارات السياسية لمسيرة عملها، لتتقصى مواضع القصور ونقاط الخلل فتسعى إلى اجتنابها، وتتأكد من عوامل قوتها فاعمل على تعزيزها..
المؤلفة الفاضلة لا توارب في الجهر بقناعاتها ولا تلجأ إلى لغة "دبلوماسية"تحتمل المعنى ونقيضه، وإنما تطلق حكمها منذ مقدمة كتابها، بأن الهدف الرئيس للغرب الصليبي هو اقتلاع الإسلام من جذوره، لكنه بطبيعته النفعية وتركيبته المخاتلة لا يصدع برغبته الدفينة..
ما تسرب في مواقع فرنسية عن الكتاب يجعله مثيرا للجدال حقا، ربما لأنه يسرد الحكاية من البداية، أي من الدوافع "المختلقة" التي جعلت صقور البيت الأبيض يخططون لاحتلال دول بعينها، مثل أفغانستان على سبيل المثال لا الحصر. حيث ذكر موقع "أنفوغرييا" الفرانكفوني..
ذلكم هو عنوان كتاب جميل وقيّم، للأستاذ سامي عامري صاحب عدة كتب متخصصة في محاججة النصارى، وذلك برعاية المؤسسة العلمية الدعوية العالمية/مبادرة البحث العلمي لمقارنة الأديان، صدر في العام الجاري، وله عنوان فرعي إضافي هو: ردّاً على كتاب القمّص...
هذا الكتاب صغير الحجم-84صفحة بما فيها مقدمتا المؤلف والناشر-، إلا أن له قيمة تاريخية كبرى، إذ هو عبارة عن شهادة شاهد عيان على وحشية الغزاة الإسبان المتعصبين لنصرانيتهم، عقب اكتشاف أمريكا على يد كريستوف كولومبوس، ولعل ما يضاعف...
في 25 أغسطس 1992 م أقدم المتوحشون الصرب على حرق المكتبة الوطنية في سراييفو، وإحالة مليوني كتاب، و300 مخطوط من أنفس المخطوطات العالمية التي لا تقدر بثمن، في مختلف مصادر الثقافة والمعرفة، إلى أكوام من رماد، بين أطلال مكتبة كانت زاخرة بالحياة
من يتابع حلقات المسلسل وما أثاره من احتجاجات علمية موثقة ومؤصلة، ينتهي إلى أن الاختيار لم يكن عفوياً وإنما وراءه غاية خبيثة وخطة هدامة، والمكر كان يتخفى في صدور كاتب المسلسل ومخرجه وسواهما من أصحاب الكلمة الفصل في توليفة المسلسل بحسب أهوائهم وانتماءاتهم الخفية، وهي رافضية بكل جلاء، مثلما تتجلى في الدسائس الهائلة التي وضعوها في ثناياه، متوهمين أنها تخفى على جمهرة المفكرين والمؤرخين
لم يصدم كتابٌ الرأي العام في فرنسا مثلما صدمه كتاب "لو كررت ذلك على مسمعي فلن أصدقه" الذي بدا كالصاعقة على القارئ الفرنسي بخاصة والأوربي بعامة، ليتحول من مجرد كتاب توثيقي إلى أكبر فضيحة سياسية يمكن أن تعري الأسباب الحقيقية وراء احتلال العراق، ووراء كل هذا الدمار الشامل الذي ألحقه جورج دبليو بوش نيابة عن الصهاينة في العراق: كل العراق
الكتاب شديد الخطورة، ويتجاوز في آثاره المدمرة دعوات الحمقى أو العملاء إلى التقريب المستحيل بين دين الإسلام الحنيف ودين الرافضة الإمامية الاثني عشرية-وبخاصة في صيغتها الصفوية الأشد حقداً وعداء للقرآن الكريم والسنة المطهرة والصحابة الكرام وأمهات المؤمنين الزاكيات الطاهرات-
استغلت الولايات المتحدة الأمريكية ضربات 11سبتمبر(أيلول)2001م أبشع استغلال فاتخذت منها ذريعة لغزو بلدين إسلاميين هما العراق وأفغانستان. كما اتكأت عليها لتشويه صورة الإسلام والمسلمين في الغرب كله وفي أرجاء العالم، تحت ستار حربها القذرة المتسترة بما أطلقت عليه: مكافحة الإرهاب
يذَّكرني كتاب "حركة التغريب في السعودية...تغريب المرأة أنموذجا" الذي صدر مؤخراً عن المركز العربي للدِّراسات الإنسانية للباحث د.عبد العزيز بن أحمد البداح -أعلى الله منزلته- بكتاب "الحداثة في ميزان الإسلام" الذي ألَّفه الشيخ د. عوض القرني -حفظه الله- قبل ربع قرن تقريبا؛ فقد أحدث كتاب الحداثة ضجَّة مدَّوية حينها، وساعد في قمع الحداثيين
لعل التوفيق الرباني الذي كلل الكتاب، يتجلى في حرص المؤلف على إسقاط الثياب المستعارة عن تلك الأسماء، وهي ثياب العقل والعقلانية، بدءاً من تمييزه العقلانية الفطرية من العقلانية المؤدلجة التي لا يصح اعتبارها عقلانية عند التمحيص والتدقيق!!
لقد انتقل العبث بمفهوم الاعتدال من دنيا السياسة إلى دائرة الدين، فقد كان التلاعب السياسي لتمرير خطط هدامة، ولقلب الحقائق، وتشويه الشرفاء، ونبز المقاومين، وتلميع المنبطحين والعملاء والجبناء وعديمي الإرادة..... أما العبث بالدين من خلال خلط الأوراق واللعب على الألفاظ وتحريف المفهومات عن مواضعها
الكتاب وإن كان يتخذ من نتاج هذا الكتاب نموذجا لكشف أسلوب العبث والتخريب وتلغيم الحياة الفكرية، ونسف أي جسور للحوار الوطني البناء، إلا أنه لم يقصد الكاتب بشخصه، وإنما كرمز ونموذج فكري يمكن أن يقيس عليه القارئ لمعرفة أساليب أخرى، لعابثين آخرين، عسى أن تتمكن الأمة من محاصرة خطرهم، وتحجيم آثار تخريبهم في حياتنا الفكرية وحوارنا النهضوي..