نافذة ثقافية
يختم المؤلف دراسته الكاشفة الموثقة، بصرخة نابعة من ضمير يقظ يؤلمه انتشار هذا القاموس الكفري الرديء بين أبنائنا، وعدم إنتاجنا قاموساً عصرياً موضوعياً، يعبر عن الحق وعن هويتنا ويقدم أعلامنا بما يستحقونه من تقدير واجب
ومن أكاذيب الكوراني التي وثقها المؤلف ثم نسفها في اليم نسفاً، افتراءاته الحاقدة على الفاروق عمر بن الخطاب والإمام البخاري...بل إن الرجل لا يستحيي من الكذب على آل البيت الأبرار وعلى رأسهم رابع الخلفاء علي بن أبي طالب وولده الحسن... ومن تناقضات الكوراني ومخاتلاته، تناقضاته في الموقف من قول رؤوس الرافضة بتحريف القرآن الكريم، فالكوراني يُطْلِقُ القول ونقيضه دون أدنى إحساس بوخز من ضمير!!
ما من دعوة تؤذي المؤامرة الصفوية مثل الدعوة السلفية التي اعتاد خصومها أن ينبزوها بإطلاق اسم "الوهابية" عليها، فهي تدعو إلى العودة إلى مرجعية الكتاب والسنة بحسب فهم السلف الصالح وتطبيقاتهم، الأمر الذي ينسف جميع أباطيل الرافضة وغلاة الصوفية وسائر الفرق الضالة والمنحرفة
المفارقة الضخمة أن هؤلاء العملاء أجبروا الشعوب المنكوبة بهم على تزوير وعيهم فالخونة باتوا مثال الوطنية والشرف والمقاومة والممانعة.... وانطلت الثقافة المشوهة على أجيال جديدة لم تعايش هزائمهم ومخازيهم في وقتها،إلى أن أراد الحق سبحانه أن تستعيد الأمة وعيها مؤخراً وتثور على قيودها وأغلال طواغيتها..
يستمد البحث قيمته من اعتماده على استقراء منهج هذا الرجل النصراني في موسوعته الموسومة بدائرة المعارف العربية، الممتلئة بالشبهات والمفتريات حول الإسلام وحول رجالاته وتاريخه مع بث أفكار الغرب بقضها وقضيضها على أنها خير محض وسبيل أوحد للتقدم!!
لذلك يبدو السعار العلماني واليساري في أعلى درجات الصخب حالياً لحماية ما يعتبرونه إبداعا، للدرجة التي يظلمون معها بممارساتهم الإبداع ذاته، بعد اعتبارهم له إبداعا يتوقف عند حدود نشر الكفر والخلاعة والمجون
إن الإسلام لا يواجه مشكلات في نفسه عند من يؤمنون به ويلتزمونه عقيدة وشريعة وأخلاقاً مثلما جاء في كتاب الله سبحانه وفي سنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. من هنا ركّز الباحث على نوعين من المشكلات يواجههما الإسلام في العصر الحاضر، نوع موروث من ركام الماضي، وآخر فرضته سياسات الغرب المناوئة في زماننا
يستهل الشيخ الزغبي كتابه بتفنيد شبهات واهنة يتشبث بها نفر من أهل السنة لأسباب حزبية أو نتيجة خلل عقدي لديهم، فيعارضون فضح زندقة الصفويين بذريعة ما يسمونه "الوحدة الإسلامية"، متجاهلين استحالة إقامة أي وحدة فعلية بين من يؤمن بالقرآن الكريم كله، وبين من يفترون على الله تعالى الكذب بادعائهم وقوع التحريف في التنزيل العزيز الذي تكفل الحق تبارك وتعالى بحفظه
لسائل أن يقول: وكيف نحصِّن أنفسنا وفكرنا من الداخل، خشية أن يضلَّنا ما هو زائغ عن المنهج القويم، وما الأسس والأصول التي تكوِّن لدينا حصانة شرعيَّة، نستطيع ـ بإذن الله ـ بعدها أن نردَّ الغلط إذا أوردت الشبهات، وخصوصاً في ظلِّ ما يُمارَس الآن من الحرب الإعلاميَّة الغازية للأفكار والعقول المسلمة؟
إنَّ فرضيَّات الواقع والتي يغلب عليها اللغة الانهزاميَّة، والأفكار المضلِّلة، تقتضي أن نكون أشدَّ إصراراً في مفاصلاتنا العقدية، وأصلب عوداً في التلمُّس الجاد لوجود أهل السنة المعينين لنا بالإبقاء على استنبات الفطرة التي ولدنا عليها، وأهميَّة معرفة مصادر التلقي لنتصورها ونعتقدها مستمسكين بها، ولدينا أهل العلم وحملته الربانيُّون، فلنسألهم ولنستوضح منهم ما أشكل من أصول ديننا
من خلال تأمُّل فكري لاستخراج تعريف لهذا المفهوم: (الحصانة الشرعية) وتبيين المقصود منه، أرى أنَّه: (البناء العقدي المتين من خلال الفهم الناضج لمنهاج الله كتاباً وسنَّة، ووقاية الفكر والعقل عن كلِّ ما يخلُّ بهما من الآراء الفاسدة، المخالفة لمنهج أهل السنَّة
محاربة النظام لأهل السنة ليست وقفاً على الجوانب الدينية والسياسية والإدارية، فهم يواجهون حرباً منظمة للتضييق عليهم في لقمة عيشهم، وفي الإهمال المتعمد لمناطقهم، حتى إن الغريب يستطيع معرفة أن هذه البلدة سنية من النظرة الأولى بسبب تردي الخدمات فيها إلى درجة مزرية
أبرز ميزة لهذه الموسوعة أنها تعرض معلومات طازجة عن الفرق التي تتناولها، وليس رصدها جرائم الحوثيين وتمردهم قبل الثورة الحالية ضد نظام علي عبد الله صالح سوى شاهد على ما هذه الميزة الحيوية.كما تمتاز هذه الموسوعة بحرصها الملحوظ على التتابع التاريخي لظهور كل فرقة ولا سيما تطور الفرق ثم انشطاراتها إلى فرق أو تيارات انبثقت عنها، بالإضافة إلى دعم المعلومات بالصور والخرائط المتعلقة بموضوع البحث
الكتاب ليس كتاباً موجَّهاً إلى القارئ غير المتخصص لأن فيه تفاصيل وقضايا لا تلائم رصيده المعرفي، وتشغله في مسائل جدلية وخلافية توقعه في حيرة قد يتعذر عليه الخروج منها.وأما أن يكون الكاتب يخاطب بكتابه أهل التخصص فإن تناوله لمسائله
المؤلف يدعو صراحة وبلا مواربة إلى العودة إلى اعتماد الذهب والفضة كنقود حقيقية محايدة لا تؤثر سلباً في آليات السوق وقوانين العرض والطلب على السلع والخدمات، وذلك من خلال قراءة علمية لظهور النقود الورقية والآثار الكارثية التي ترتبت عليها مبدئياً
يعرض المؤلف مقتطفات اختارها بعناية ليبين الصورة الحقيقية لثورة الخميني الرافضية، بتطلعاتها التوسعية العدوانية، وأكثرها مقولات للشيخ الرافضي المعروف حسن الصفار، وهي تمثل مراحل تبعيته العمياء للولي الفقيه، ثم مرحلة مراجعة قد تكون اضطرارية ثم مرحلة
إنَّ ثناءَ الله تعالى على ذلك العلم الحقيقي الذي يسوق ويقود صاحبه إلى الله - عزَّ وجلَّ - يكون بالعلم بالله وبالعمل بما يرضيه بالقنوت آناء الليل ساجدًا وقائمًا، خاشعًا لله تعالى، خائفًا من أهوال يوم القيامة، يرجو ما عند الله من رحمة ومغفرة
الكتاب يبين تلك الريادة في مقارعة الاستعمار الفرنسي لتونس، والتي انعقد لواؤها للعلماء وطلبة العلم الشرعي بقيادة الثعالبي، الذي نفاه المحتلون بسبب نجاحه في تأليب المجتمع التونسي وتعزيز عوامل مناعته في وجه سياسات الفَرْنَسة والمسخ الثقافي الجذري
قناة "نسمة" على غرار قناة "حنبعل" جئ بها لشن حرب شاملة على الإسلام وأهله في تونس خاصة ومنطقة المغرب الإسلامي عامة لتعمم بعد ذلك على البلاد الإسلامية قاطبة، وهذا ما فهمه بعض العاملين في القناة فقدموا استقالاتهم رافضين الانخراط في حرب ضد دينهم
وفي خضم هذا الإبحار الموضوعي الرائع، يفضح الكتاب ما اقترفه كثير من الباحثين المعاصرين من التحريف والتضليل والتدليس، في غلوهم في هؤلاء الفلاسفة من جهة؛ وتضخيم صوابهم القليل، وإغفال أخطائهم وانحرافاتهم الكثيرة بالتستر والتهوين، والتبرير والاعتذار من جهة أخرى