إعطاء الجندي من الزكاة (*)
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
في رحاب الشريعة
من الناس من يموت وتبقى بعده ذنوبه تُكتب عليه ويُعذب بها، فهو في دنياه لم يأبه بذنبه أو نظر إليه نظرة استصغار ونسي أثره السيئ الذي يبقى بعده سنوات لايعلم قدرها إلا الله تعالى فتُكتب عليه سيئات كل تلك السنوات – إلا أن يتوب الله عليه -
تلك سياسة المنافقين إزاء الحق ومن يخالف شهواتهم، ولم يكونوا يوماً طلاب حق وأزكياء نفوس يبحثون عن الدليل ويخضعون له، ولقد عرف تلك السياسة الحذاق من العلماء وطلاب العلم، وانخدع بها ثلة على غرة، وعما قليل يرمون بهم في (سلة المهملات)، إذا لم يستمروا معهم في تقديم التنازلات
يقولون إن قوة العقل في الإنسان كقوة البصر في العين، والذوق في اللسان، وبه يمتاز الإنسان عن سائر الحيوان، ومن أحسن ما قيل في العقل ما قاله الأصمعي: (العقل: الإمساك عن القبيح، وقصر النفس وحبسها على الحسن)، فيكفي العقل أن الإسلام اعتمده مناطاً في التكليف، فالذي لا يعقل تسقط عنه شرائع الإسلام
والسؤال الذي يطرح نفسه: إذا وجدنا صنم هبل الذي عبده كفار قريش... والتماثيل التي عبدها قوم نوح ود وسِواع ويغوث ويعوق ونسراً.... إذا وجدنا العجل الذي عبده قوم موسى عليه السلام. إذا وجدنا قبر اللات.. والعزى.. فهل سنحافظ عليها ونرممها ونبنيها بناء على الطريقة القديمة ونجعلها مزارات وننفق عليها الأموال كما صنع كفار قريش. هل سنضع كل ذلك باسم المحافظة على الآثار؟ أم سنهدمها كما هدمها النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا بد عند قراءة القرآن الكريم من التدبر والتأمل لمعانيه، ولتدبر كتاب الله والتأمل فيه طرق وأساليب توصل إلى المقصود منه وهو فهم كتاب الله فهما صحيحا للعمل به وفق هذا الفهم.. والتأمل في كل هذه الأمور والتفكر فيها يقوي الإيمان في القلوب، ويهدي إلى العمل بالقرآن وتطبيق تعاليمه في كل ناحية من نواحي الحياة المختلفة
فالناظر لتاريخ الإنسانية قديماً وحديثاً يجد أنه لا يوجد دين نُصب له العداء وحُورب الحرب العشواء كما حدث لدين الإسلام، ولم تُوجد أمة حُوربت في عقر دارها وحاول أعداؤها أن يزيلوها من على وجه البسيطة كما حدث لأمة الإسلام، فلولا حفظ الله تعالى لدينه ولهذه الأمة لزالت منذ زمن بعيد كما زال غيرها من الأمم ما مسها عشر معشار ما مس أمة الإسلام
إنّ المرء ليستغرب من حشر مؤسّسة الفتوى نفسها في اشتباك مع شباب يستحقّ النّصح والرّحمة، خاصّة وأنّ المشهد التّونسيّ يتميّز بحساسيّة شديدة ومناخ متوتّر ضدّ كلّ متديّن يخالف الرّؤية الرّسميّة للدّين وتطبيقاته، والذي صدر عن المفتي كلام مرسل ليس بحجّة، لأنّ القول في الدّين لا يقبل إلاّ بدليل، ولذلك قال أهل العلم: إنّ كلام العلماء يُحتجّ له ولا يُحتجّ به
وهل يرضى أحد من العلماء الذين شمروا سواعدهم دفاعاً عن هذه المرجعية الكبرى عندهم أن يحدث لابنته مثلما رأينا في فتاوى السيستاني المؤصلة لواقع أتباعه مع المتعة؟ وهل يرضى أي عاقل منهم أن يكتب باسمه ولد ليس من صلبه؟ وهل هؤلاء المنتفضون للسيستاني يريدونها فوضى جنسية تعم البلاد، وتنشر الانحلال والفساد بين العباد، دون خشية من رب العباد
إن علماء المسلمين لم يكونوا جميعاً على مسافة واحدة وموقف موحد وواحد بالنسبة للآراء الفلسفية، بل وجد منهم من وقف منها موقف الرفض وعدم القبول، كما وجد منهم من وقف موقف الدفاع عنها والقبول لها
إن قضية هتك الستر ونزع اللباس وتكشف العورات من القضايا التي يريدها إبليس الشيطان الأكبر من آدم وذريته من بعده منذ بدء الخليقة، ليستغل ذلك في حربه وإغوائه لبني آدم، وهذا الاستغلال يتجدد ويتطور في كل زمان ومكان، ويظهر جلياً في زماننا هذا حيث أصبح شعار دول الكفر "الحرب على الحجاب" وإخراج المرأة من خدرها وسترها وبيتها، بل ويحاربون ويهددون بالحرب كل من لا يذعن لأفكارهم ونظرياتهم فيما يخص المرأة
إن قطار الزمن يمضي بسرعته الفائقة، وحركته الدائمة، ولا يتوقف عند أحد ولا يحابي أحدا، ولكن إذا نحن غفلنا عن أيامنا الخالية, وأعمارنا الماضية ونسينا ما عملنا وغفلنا عما أودعنا، فإن الله تعالى لا يغفل ولا ينسى جل في علاه، الأنفاس معدودة والأعمال مرصودة، فالمرء محاصرٌ من جميع جهاته، مسؤول عن كل أوقاته، سيواجه بما أودع في أعوامه، ويفاجأ بدقائق أيامه
وحيث اعتدى هؤلاء الحوثيون على حدود بلادنا وأفسدوا في الأرض، وأساءوا إلى الآمنين،وعطلوا مساجد عن ذكر الله فالتنديد بهم واجب شرعي، والدعاءُ عليه بما كسبت أيديهم، كما ندعوا بالتسديد والنصر للقوات التي تصدت لهم ومنعت شرورهم ، وكفت اعتداءهم، ولا تزال تتبع فلولهم ، وتتنبه لمداخلهم.
الحج المبرور- وهو الحج الذي توفر فيه الإخلاص والمتابعة، مع اجتناب الرفث والفسوق والجدال- فضله عظيم، وجزاؤه جزيل؛ وهناك حكم عظيمة، وفوائد جليلة في تشريع الحج، وهذه الحكم والفوائد منصوص على بعضها في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهي ملموسة- غالبا- عند أداء هذه العبادة
إن الله تعالى أثنى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في كتابه، وقرن ذلك بالثناء على الذين معه من أصحابه الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم؛ ذلك لأن الله تعالى يجعل لأنبيائه عليهم الصلاة والسلام من الحواريين والأصحاب من يؤمنون به وينصرونه، وينشرون رسالته في الآفاق
يجب أن يُعرف لأهل العلم فضلهم، وإن إجلالهم هو من إجلال الله تعالى، والذب عنهم هو ذب عن شريعته عز وجل؛ لأنهم ورثة الأنبياء، بهم يُعرف الحلال من الحرام، والحق من الباطل، يذكّرون الغافل، ويعلّمون الجاهل، بهم تحيا قلوب أهل الحق، وتموت قلوب أهل الزيغ والضلال، مثلهم في الأرض كمثل النجوم في السماء يهتدي بها الناس، إذا ظهرت أبصروا، وإذا انطمست تحيروا، حياتهم غنيمة، وموتهم مصيبة، فما أحسن أثرهم على الناس وما أقبح أثر الناس عليهم
وإنه ليكون من الحمق، كما يكون من سقوط الهمة، أن يملك الإنسان التطلع إلى الدنيا والآخرة معاً؛ وإلى ثواب الدنيا وثواب الآخرة جميعاً - وهذا ما يكفله المنهج الإسلامي المتكامل الواقعي المثالي - ثم يكتفي بطلب الدنيا، ويضع فيها همه؛ ويعيش كالحيوان والدواب والهوام؛ بينما هو يملك أن يعيش كالإنسان! قدم تدب على الأرض وروح ترف في السماء، وكيان يتحرك وفق قوانين هذه الأرض؛ ويملك في الوقت ذاته أن يعيش مع الملأ الأعلى
مما يُحزن ويُشجي ما يراه المرء من اجتماع كلمة المنافقين في نوازل المسائل، ورميهم للغيورين والعلماء عن قوسٍ واحدة "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض"، مع تفرّق شأن أهل الصلاح والإصلاح واختلاف كلمتهم، وإنْ كانت هناك صورٌ لتوحّد كلمة الغيورين تُسعد القلب وتسرُّ الخاطر
تم افتتاح أول جامعة مختلطة في المملكة العربية السعودية منحرفة بذلك عن توجه البلد ودينه وقيمه كخطوة خطيرة في مسيرة التغريب في بلاد الحرمين الشريفين والتي باتت تعاني من الهجمات التغريبية العنيفة في السنوات الأخيرة
لقد شرع الله تعالى لعباده عيدين هما عيد الفطر المبارك وعيد الأضحى المبارك وجعل سبحانه عيد الفطر شكراً له تعالى على عبادة الصيام فقال سبحانه : تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
فوحدة المسلمين ليست خيارا استراتيجيا يلجأ إليه المسلمون عند الحاجة أو الضرورة، بل هي أصل من أصول الدين الكلية، وقاعدة من قواعده العظمى، والتفريط فيها معصية توجب غضب الله وعذابه في الدين والآخرة