أنت هنا

3 شوال 1439
المسلم ــ متابعات

شهدت أفغانستان عيد فطر مميزا هذا العام في ظل سريان وقف غير مسبوق لإطلاق النار بين قوات الحكومة ومقاتلي حركة طالبان؛ حيث راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور تظهر الجنود الأفغان بجانب مقاتلي طالبان متبادلين للتهنئة بعيد الفطر، فضلا عن التقاط الصور الذاتية المشتركة (سيلفي).

 

وكانت حركة طالبان قد أعلنت وقفا لإطلاق النار لمدة ثلاثة أيام خلال عطلة عيد الفطر التي بدأت يوم الجمعة واستثنت من ذلك القوات الأجنبية. ويتداخل وقف إطلاق النار المعلن من جانب طالبان مع وقف لإطلاق النار أعلنته الحكومة ويستمر حتى الأربعاء.

 

وأظهرت مقاطع مصورة وصور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي الجنود ومقاتلي طالبان المبتهجين وهم يتبادلون الأحضان والتهنئة بمناسبة العيد في إقليم لوجار جنوبي كابول وإقليم زابل بجنوب البلاد وميدان وردك في الوسط.

 

وقال مسعود عزيزي نائب وزير الداخلية الأفغاني إن هناك مراقبة لوقف إطلاق النار في سائر أنحاء البلاد. مضيفًا: "لم تحدث هجمات لحسن الحظ".
وأكد حكام أقاليم هلمند وقندهار وزابل أن الجانبين ملتزمان بوقف إطلاق النار ولم ترد تقارير بحدوث عنف على مدى 24 ساعة.

 

ونظم أعضاء من جماعات مدافعة عن الحقوق اجتماعا موجزا بين القوات الأفغانية ومقاتلي طالبان في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند، أحد المعاقل التاريخية للحركة. وتجمع رجال ونساء حول الجنود ومقاتلي طالبان وحثوهم على إبقاء أسلحتهم في أغمادها قبل تبادل الأحضان.

 

وقال قيس ليوال وهو طالب في زابل: ”هذا أكثر الأعياد هدوءا. نشعر بالأمان لأول مرة. لا يمكنني وصف سعادتنا“.

 

كما أصبح الميدان الرئيسي في عاصمة إقليم قندوز، الذي شهد سلسلة من الاشتباكات الدامية، موقعا لتجمع ودي.

 

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي أفراد الشرطة الأفغانية وهم يصطفون عند منعطف الشارع ويعانقون مقاتلي طالبان فردا فردا.
كما أظهر مقطع مصور حشدا من الناس يستقبل مقاتلي طالبان بالصياح والصفير.

 

وقالت مصادر مقربة من حركة طالبان إن الحركة في ظل وقف إطلاق النار رفعت الحظر الليلي عن الاتصالات السلكية واللاسلكية في ربوع أفغانستان، حيث أصبح الآن كل واحد يستطيع التكلم في الليل أيضاً.

 

من جانبه، عبر الرئيس الأفغاني أشرف غني عن أمله في أن يمهد وقف إطلاق النار الطريق لوقف أطول لإطلاق النار ودعا طالبان للجلوس إلى طاولة المفاوضات بدلا من العودة لميدان القتال.