أنت هنا

8 شوال 1429
المسلم ـ وكالات

قرر عدد من المصارف المركزية في العالم الأربعاء خفض أسعار الفائدة بمعدل نصف نقطة مئوية ما يعد اعترافًا واضحًا بفعالية النموذج الإسلامي الذي يحرم الربا في إنقاذ الأزمة المالية التي تعصف بالولايات المتحدة.

وأعلن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) خفض نسبة فائدة الأموال الفيدرالية لتصل إلى 1,5 بالمئة نظرا للأدلة التي تشير إلى ضعف النشاط الاقتصادي وانخفاض ضغوط التضخم، وذلك في إطار عمل متفق عليه لوضع حد للتراجع الذي تعاني منه أسواق المال العالمية.
وفي السياق ذاته، أعلن البنك المركزي الأوروبي في بيان خفض معدل الفائدة الرئيسي نصف نقطة أيضا ليصل إلى 3,75 مقابل 4,25.
وذكر البيان أن المصارف المركزية في كندا وبريطانيا والسويد وسويسرا والاحتياطي الفيدرالي الأميركي قررت أيضا خفض معدلات فوائدها.
وفي الصين، أعلن البنك المركزي خفض أسعار الفائدة للمرة الثانية خلال شهر واحد في محاولة لمعالجة النمو الاقتصادي البطيء في البلاد.

وفي تطور جديد، واصلت أبرز أسواق المال العربية موجة الهبوط الحاد الأربعاء، وسط غياب أي أنباء إيجابية حول انفراج الأزمة العالمية، ووسط مخاوف من تأثير تلك الأزمة على المنطقة العربية.

وتراجع مؤشر بورصة الرياض، أكبر بورصة عربية لأكثر من ثمانية في المائة منذ بدء التداولات، ليعود ويعوض جزءا كبيرا من خسائره ويغلق عند مستوى 6160 نقطة، متراجعا بنحو  اثنين في المائة، بعد شائعات عن دخول سيولة حكومية إلى السوق.

وفي مصر،  فتحت السوق على تراجع بنحو 13 في المائة، قبل أن تعود وتغلق متراجعة بنحو 7.22 في المائة، ويسجل مؤشرها 5470 نقطة في هبوط قياسي لم تشهده بورصتا القاهرة والإسكندرية منذ عامين.

وفي الكويت، هوى مؤشر سوق الكويت للأوراق المالية بنحو 1.41 في المائة، ليفقد 163 نقطة، ويستقر عند مستوى 11472 نقطة، بعد أن تراجع بنحو أربعة في المائة خلال التعاملات.

وأعلن المصرف المركزي في الكويت، في محاولة لوقف التراجع، خفض معدل الفائدة أيضًا بنسبة 1,25 بالمئة لتصل إلى 4,5 بالمئة مع مفعول فوري.

أما أسهم الإمارات، ففقدت نحو 39 مليار درهم جديدة الأربعاء، لتصل خسائرها منذ بداية الأسبوع إلى نحو 140 مليار درهم، كما تراجع مؤشر سوق الإمارات المالي الذي يقيس أداء بورصتي دبي وأبوظبي مجتمعتين بنحو 6.9 في المائة، ليستقر عند مستوى 3747 نقطة.

وكذلك قطر، فقد هوى المؤشر بشدة، بعدما فقد نحو 8.75 في المائة من قيمته، ليصل إلى مستوى 7434 نقطة، بعد خسارته نحو 712 نقطة، بينما هوى مؤشر مسقط بنحو 7.2 في المائة إلى مستوى 6626 نقطة، وواصلت الأسهم البحرينية تراجعها مسجلة 2.7 في المائة إلى مستوى 2319 نقطة.

أما في الأردن، فأنهى مؤشر بورصة عمان يومه على تراجع لأكثر من 3.87 في المائة، ليصل مستوى 3635 آلاف نقطة. في حين سجلت السوق تعاملات بقيمة 32.7 مليون دينار أردني، تحققت من تداول 10.6 ملايين سهم، ارتفعت معها أسهم 11 شركة، في حين تراجعت أسعار أسهم 157 شركة أخرى.

ونتيجة للأزمة التي تعصف بالأسواق حول العالم فقد قفز سعر الذهب في تعاملات الأربعاء ليصل 913 دولارا للأوقية، مع تهافت المستثمرين عليه باعتباره ملاذا آمنا لحفظ ثرواتهم في ظل تقلبات السوق.

كما صعدت المعادن النفيسة الأخرى تتبع خطى الذهب، إذ ارتفع سعر الفضة والبلاديوم، في حين تراجعت أسعار البلاتين.

يذكر أن المعاملات في الشريعة الإسلامية قائمة على تبادل حقيقي للسلع والمنافع فلا تجيز الشريعة الإسلامية الربا ولا بيع الإنسان ما لا يملك إلا بضوابط دقيقة كما في بيع السلم. ولا تبيح بيع الدين على غير المدين إلا وفق شروط دقيقة تمنع الربا والجهالة والغرر.