أنت هنا

9 شوال 1429
المسلم-شبكة الأخبار العربية:

اعتقلت سلطات الأمن المصرية 9 إعلاميين من معدي ومقدمي عدد  من البرامج الدينية بخمس قنوات فضائية، أربع منها مملوكة لرجال أعمال عرب، وواحدة تابعة للتليفزيون المصري الحكومي، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، خلال اجتماع تنظيمي بمنزل أحدهم بمحافظة الدقهلية.

ووفقا لشبكة الأخبار العربية، فقد وجهت نيابة أمن الدولة للمعتقلين وبينهم أساتذة في عدة جامعات مصرية من ضمنها جامعة الأزهر اتهامات بمحاولة قلب نظام الحكم من خلال إعداد وثائق إعلامية وترويجها عبر تلك القنوات لاستثارة الرأي العام، بالإضافة لتجنيد شباب الإخوان وتدريبهم على العمل في المجال الإعلامي وحثهم على التضحية والجهاد في سبيل نشر الدعوة الإخوانية إعلاميًا.

وأبدى محامي الإخوان، عبد المنعم عبد المقصود، تخوفه من أن تكون الحكومة المصرية تعد لقضية عسكرية جديدة، إلا أن د. ضياء رشوان، خبير الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، رأى أن تلك الحملة تدل على أن الأجهزة الأمنية أصبحت ترى أن المواجهة لا بد أن تتخذ محاور مختلفة، بحيث تشمل كل المجالات والمناطق التي يمارس فيها الإخوان أي نشاط، وعدم الاكتفاء بتحجيم نشاطهم في المجال السياسي فقط.


وجاء على رأس المعتقلين الداعية الإسلامي د. عبد الرحمن البر، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر فرع المنصورة، والذي يقوم بتقديم 3 برامج دينية على 3 قنوات فضائية مختلفة.

 وتكتمت نيابة أمن الدولة خلال اليومين السابقين على أسباب اعتقال البر والمجموعة التي كانت في ضيافته؛ خوفًا من إثارة القضية إعلاميًا، إلا إن عددًا من وسائل الإعلام عرضت نص الاتهامات التي تم توجيهها للمعتقلين، وهي استغلال المناخ الديمقراطي لتنفيذ توجهاتهم من خلال المشاركة في إعداد الوثائق الإعلامية المتنوعة التي تستهدف إثارة المواطنين، وخلق رأي عام معارض لسياسة النظام القائم، وأنهم كانوا في اجتماع تنظيمي لتدارس طريقة تحركهم في المرحلة القادمة، ووضع مخطط لاستغلال وسائل الإعلام المرئية لبث مبادئهم، بالإضافة إلى إعداد الوثائق الإعلامية والتنظيمية وترويجها من خلال شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت".

واتهمتهم أيضًا باختراق القنوات الفضائية من خلال وضع آليات لتنفيذ أهدافهم ضد النظام في الفترة القادمة، مع التركيز على تفنيد الاتهامات التي تبثها وسائل الإعلام عن الجماعة في الفترة الماضية، وذلك للعمل على تحسين صورتها بين لأوساط الجماهيرية وتكوين رأى عام مؤيد لتوجهاتها.

وشملت الاتهامات استقطاب أكبر عدد من شباب الإخوان وتثقيفهم وتلقينهم المبادئ الإخوانية، وحثهم على التضحية والجهاد والعمل في سرية تامة، في سبيل نشر الدعوة الإخوانية، وتحريك هذه العناصر ضد النظام القائم والادعاء بتعنته واضطهاد التيارات الإسلامية.

ونفى معتقلو الجماعة تلك الاتهامات، وأكدوا أنهم كانوا في زيارة لمنزل عبد الرحمن البر من أجل الاتفاق على تصوير وإعداد بعض البرامج التليفزيونية التي يقوم بتقديمها، مؤكدين أنه لا يوجد بينهم وبين البر أي علاقة تنظيمية، وأنهم قبلوا دعوته لتناول طعام الغداء لدراسة كيفية إنتاج البرامج، إلا أن النيابة أصرت على اتهاماتها وأمرت بحبسهم 15 يومًا.

وأكد محامي الإخوان عبد المنعم عبد المقصود أن جميع الاتهامات الموجهة لأعضاء الجماعة مبنية على أوهام، مشيرًا إلى أن خطورة الاتهامات التي ربما تحمل وراءها نوايا لم تتضح بعد. واعتبر أن هذه القضية تأتي في إطار التضييق على حرية الرأي والتعبير بصفة عامة وعلى الفضائيات بصفة خاصة، من أجل تفعيل وثيقة البث الفضائي الجديدة وتمهيدًا لتمرير قانونها الذي ستتم مناقشته في الدورة البرلمانية القادمة لتمهيد الرأي العام لتقبله.