أنت هنا

12 شوال 1429
المسلم-متابعات:

أكد مدير صندوق النقد الدولي دومينيك شتراوس أن المخاوف بشأن قدرة البنوك العالمية على الوفاء بالتزاماتها دفعت النظام المالي العالمي إلى حافة انهيار شامل، متوقعا أن تظل الأوضاع المالية صعبة جداً، ما يكبح فرص النمو العالمي.

وجاءت تصريحات مدير صندوق النقد الدولي عقب الاجتماع بالرئيس الامريكي جورج بوش ووزراء مالية مجموعة السبع أمس.

وقال شتراوس إن الدول الغنية فشلت حتى الآن في استعادة الثقة بالنظام المالي العالمي، معربا عن تأييده للخطة التي اقترحتها مجموعة السبع التي تمثل الدول الغنية. وأشار مدير صندوق النقد الدولي إلى أن تزايد عدد كبريات المؤسسات المالية المتعثرة على ضفتي الأطلسي قد دفعت بالنظام المالي الدولي إلى حافة الهاوية.

وتزامنت تصريحات شتراوس مع إعلان مجموعة العشرين التي تضم الدول الغنية السبع وكبريات الدول الاقتصادية النامية مثل الهند والصين والبرازيل والتي تمثل 85 في المائة من الاقتصاد العالمي عن عزمها على التصدي المشترك للأزمة المالية العالمية.

وأصدرت المجموعة مساء أمس السبت بيانا قالت فيه إن الدول الأعضاء في هذه المجموعة اتفقت على التعاون المشترك لتجاوز هذه الأزمة وعلى اللجوء إلى كافة "الوسائل الاقتصادية والمالية" من أجل استقرار النظام المالي العالمي، وكذلك على التنسيق الوثيق فيما بينها كي لا تأتي إجراءات أي دولة على حساب دولة أخرى.

ولم يتفق وزراء مالية مجموعة السبع على إجراءات ملموسة وموحدة أو على أسس نظام مالي دولي جديد. وقال مراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) للشؤون الاقتصادية في واشنطن أندرو ووكر إن هناك إحباطا من أن خطة الدول السبع الكبار لتجاوز الازمة الاقتصادية تفتقد الى التفاصيل. وكانت غالبية المعلقين الاقتصاديين في لندن استغربت "البيان خالي المضمون من اجراءات فعالة وحسية" الذي صدر عن مجموعة السبع واقتصار اجتماع  الوزراء على ثلاث ساعات ونصف الساعة والتباين بين اتجاه أوروبي وآخر أمريكي تؤيده اليابان وبريطانيا.

من جهة أخرى، حذر كبير الاقتصاديين في صندوق النقد الدولي اوليفيه بلانشار في تصريح لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية من أن أسواق المال قد تتراجع بنسبة 20 في المائة إضافية قبل أن تستقر وتعاود مسيرة تصاعدية بطيئة السرعة.
على صعيد متصل وفي تأكيد على تحمل الإدارة الأمريكية الحالية مسؤولية الأزمة المالية، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس إن الرئيس جورج بوش سينهي عهده بأكبر كارثة مالية منذ العام 1914 متخلياً عن مبادئ حاول تسويقها منذ توليه الرئاسة في مجال دعم الاقتصاد الحر والمبادرة الفردية. وستبدأ الولايات المتحدة ودول صناعية أخرى، من بينها اليابان، عمليات تأميم جزئية لمصارف كبرى تحتاج إلى السيولة، ما يعني التخلي عن بعض أعمدة النظام الرأسمالي الذي طالما سوق له الغرب طويلا.
وكُشف النقاب في واشنطن أمس عن خسارة صناديق التقاعد الأمريكية ما يصل إلى تريليوني دولار من قيمتها، بينما تعتقد جمعيات التقاعد البريطانية أن خسائرها ستزيد على 20 في المائة، ما يحرم ملايين المتقاعدين الأمريكيين من حصة ملموسة.