أنت هنا

13 شوال 1429
المسلم-وكالات:

ذكر مسؤول أمني لبناني، اليوم الاثنين، أن الخلية التي ألقي القبض على بعض عناصرها في شمال لبنان أمس على علاقة بمجموعة "فتح الإسلام" التي يعتقد على نطاق واسع بأنها مرتبطة بالاستخبارات السورية، وأضاف أنها أرادت الانتقام من الجيش اللبناني بسبب نجاحه في مواجهة هذه المجموعة عام 2007.

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المصدر اللبناني الأمني المتابع للتحقيقات الأولية مع الموقوفين، والذي طلب عدم الكشف عن هويته قوله: إن "الخلية على علاقة بفتح الاسلام وبعض أعضائها كان من عناصر هذه المجموعة" التي تحصنت سابقا في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان. وأضاف: "العمليات التي نفذتها هذه الخلية حتى الآن اقتصرت على الجيش، والعمليات التي كانت تخطط لها تستهدف الجيش وقوى الأمن الداخلي".

وكان الجيش اللبناني قد أعلن في بيان له أمس الأحد "توقيف عدد من أفراد خلية "إرهابية" متورطة في تفجيرات طرابلس الأخيرة". ونسبت وكالة "فرانس برس" إلى مصدر عسكري لبناني قوله إن المعتقلين هم "فلسطينيون ولبنانيون". وحمل المصدر الخلية مسؤولية تفجير سيارة مفخخة في 29 سبتمبر الماضي عند مدخل مدينة طرابلس كبرى مدن شمال لبنان أسفر عن سبعة قتلى من بينهم أربعة جنود، ومسؤولية تفجير في 13 أغسطس في المدينة نفسها خلّف 14 قتيلا، بينهم تسعة جنود، ومسؤولية تفجير عبوة ناسفة في منطقة عكار في 31 مايو أدت إلى مقتل جندي.

يذكر بأن الجيش اللبناني خاض عام 2007 معارك شرسة استمرت أكثر من ثلاثة أشهر ضد مجموعة "فتح الإسلام" التي تحصنت في مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، انتهت بسيطرته على المخيم بعد تدميره تدميرا شبه كامل، وسقوط أكثر من 400 قتيل.

لكن زعيم المجموعة شاكر العبسي نجح بالفرار وهدد في 8 يناير الماضي الجيش اللبناني الذي سماه "جيش الصليب" بمواصلة الحرب ضده.

ويعتقد مراقبون بأن السلطات العلوية في دمشق تحرك عناصر في "فتح الإسلام" على صلة بالاستخبارات السورية لإحداث قلاقل في شمال لبنان الذي تسكنه أغلبية سنية لاتخاذ ذلك ذريعة لتدخل عسكري في لبنان تحت ذريعة "محاربة الإرهاب"، لترجيح كفة الطائفة العلوية بعد المواجهات التي حدثت بينها وبين أنصار تيار المستقبل.

وعززت سوريا مؤخرا قواتها العسكرية على الحدود مع شمال لبنان بقوات يسيطر عليها العلويون الذين ينتمي الرئيس الأسد إلى طائفتهم، وأثارت أخبار هذه التعزيزات السورية على الحدود مخاوف الأكثرية النيابية في لبنان من احتمال تدخل عسكري سوري جديد، خصوصا وأنها أعقبت إعلان الرئيس الأسد مطلع سبتمبر الماضي عن "قلقه" من الاشتباكات التي جرت في طرابلس عاصمة الشمال بين غالبية السكان من السنة والأقلية العلوية، واعتبرها دليلا على توسع المجموعات "الأصولية السنية"، وزعمه أن شمال لبنان "صار قاعدة حقيقية للتطرف تمثل خطراً على سوريا"، المخاوف من حدوث هذا التدخل العسكري. واعتبر سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل اللبناني، تصريحات الأسد حول شمال لبنان "تهديداً صريحاً ومباشراً لسيادة لبنان وخصوصا الشمال"، محذراً المجتمع الدولي من استخدام سوريا ذريعة "الإرهاب" للتدخل في لبنان.