قررت تركيا إرسال وفد حكومي إلى بغداد اليوم الثلاثاء، في محاولة لدفع السلطات في شمال العراق إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد أنشطة حزب العمال الكردستاني الذي يستغل المناطق الجبلية الشمالية كقاعدة لشن الهجمات داخل تركيا.

وذكرت قناة "إن. تي. في" التركية الإخبارية الخاصة أنه من المقرر أن يجتمع الوفد مع رئيس الإقليم بارزاني، للإعراب عن استياء أنقرة من عدم اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد حزب "العمال" الذي تقود تركيا حربا ضارية ضده.

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس إن بلاده ليست بحاجة في الوقت الحالي لإقامة منطقة عازلة بشمال العراق لوقف الغارات عبر الحدود التي يشنها متمردون أكراد، وذلك في رده على دعوات المعارضة لاتخاذ تلك الخطوة. وأضاف: "في هذه اللحظة ليست هناك حاجة لمنطقة عازلة. يتم القيام بكل ما هو ضروري". وذكر أردوجان أن 167 منشأة عسكرية ستقام بحلول نهاية 2009 بتكلفة ما بين 250 و300 مليون ليرة (ما بين 180 و210 دولارات) في إطار جهود تهدف إلى تشديد الأمن في المنطقة.

ووافق البرلمان التركي الأسبوع الماضي على طلب حكومي بإعطاء الجيش الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات ضد قواعد حزب العمال الكردستاني بشمال العراق لعام آخر بعد أيام من هجوم عبر الحدود قتل خلاله 17 جنديا تركيا.

وتشن تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي غارات جوية شبه يومية على ما يشتبه أنها قواعد لحزب العمال الكردستاني في العراق منذ الكمين في منطقة هكاري بشمال العراق في مطلع الشهر الحالي وهو أسوأ هجوم على الجيش منذ أكثر من عام.

وكان هجوم مماثل على موقع حدودي العام الماضي دفع تركيا لشن عملية برية قصيرة في العراق.

وتعتبر تركيا ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية". ويشن هذا الحزب حملات مسلحة منذ 1984 مطالبا بحكم ذاتي في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه غالبية كردية.

وبحسب حصيلة أعلنها الجيش التركي في الآونة الأخيرة، فإن النزاع بين المتمردين الأكراد والسلطات التركية أوقع 32 ألف قتيل في صفوف حزب العمال الكردستاني، و6500 قتيل في صفوف القوات التركية (أمن وجيش). وقتل في النزاع أيضا نحو 5500 مدني.