أنت هنا

15 شوال 1429
المسلم ـ خاص










أكد عدد من الخبراء الاقتصاديين والسياسيين الذين شاركوا بندوة في العاصمة المصرية أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأسواق العالم قد أزاحت الولايات المتحدة عن الصدارة المنفردة للعالم وأفرزت زعامات اقتصادية جديدة بعد الخسارة التي منيت بها الخزينة الأمريكية كمتضرر أساسي للأزمة.

وتوقع نائب مدير التحرير بصحيفة الأهرام المصرية المحلل الاقتصادي ممدوح الولي استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية لنحو تسعة أشهر على الأقل على الرغم من ارتفاع مؤشرات البورصة العالمية بصفة مؤقتة.

وعزا في كلمته بالندوة التي أقيمت بمركز "الرسالة" في القاهرة ليلة أمس الأزمة إلى فقدان الثقة في المؤسسات المالية الكبرى ما أدى إلى إخفاق الضخ المالي في لجمها.

الخبير السياسي طلعت رميح من جهته شدد على بروز قوى دولية جديدة لم يعد بإمكان الولايات المتحدة الأمريكية إيقاف صعودها، الذي جعل العالم على أعتاب "نظام عالمي جديد" لا تقوده الولايات المتحدة، وإنما تتوزع فيه القيادة على عدة قوى، أهمها ألمانيا والهند والصين واليابان.

ورفض رميح تسمية الأزمة بـ"المالية" معتبراً ذلك من قبيل اختزال الأزمة الاقتصادية في هذا الجانب وحده.

وتشاطر رميح وخميس البكري مدير التحرير السابق بالأهرام الرأي حول الحاجة الملحة إلى تقديم النظرية الإسلامية الاقتصادية في سياق التطبيق العملي كحل عالمي استغلالاً لفرصة اهتزاز أركان النظرية الرأسمالية.

ودعا البكري البحث عن اليهود واحتمال وقوفهم خلف الأزمة، معتبراً إياهم دعاة خراب العالم، وحذر من أن تكون الأموال العربية هي التي أنعشت الأسواق العالمية بشكل مؤقت

وحيا د.محمد مورو رئيس تحرير مجلة المختار الإسلامي المقاومات الإسلامية في العراق وفلسطين وأفغانستان التي نجحت في إفشال المخططات الأمريكية في استنقاذ اقتصادها من حالة الانكماش التي ظلت هاجساً يراوده قبل غزو أفغانستان والعراق.

وأحصى د.عادل عيد بجامعة الأزهر والباحث بشؤون الاقتصاد الإسلامي بمركز صالح كامل نحو 10 آلاف عنوان لبحوث ودراسات في الجامعات العربية والإسلامية تناولت كل صغيرة وكبيرة فيما يخص الاقتصاد الإسلامي، معتبراً أن حلول المشكلات الاقتصادية العالمية تناولها الفقه الإسلامي، لاسيما مسألة التعثر وأنشطة البورصة، ولفت إلى أن النشاط الثانوي هو الذي اتجه إليه العالم بينما النشاط التنموي "نسيناه تماماً".

من جانبه، دعا وائل عبد الغني مدير المركز إلى تحليل هذه الأزمة موضوعياًَ على مستويات ثلاثة، أولها: مستوى التطبيق في الاقتصاد الغربي للرأسمالية والذي يكشف عن مشكلة عميقة في هذا التطبيق حيث فساد الذمم والتلاعبات والتحايل على النظرية كملهم للسلوك.

وثانيها: على مستوى النظرية، ومحاكمة التطبيق الذي أدى إلى الأزمة، إلى النظرية الرأسمالية.. فإذا كان في الجانب التطبيقي شذوذ عن النظرية فستجدد النظرية نفسها، أما إذا كان التطبيق متوافقا مع النظرية  ـ وهو الواقع ـ سيسقطان معاً.

أما المستوى الثالث في التحليل فهو المنهج الغربي بذاته كمنهج وضعي بحت وهو الذي يجعل الإنسان هو محور الكون الذي ليس له وازع من دين أو قيم.

ولفت إلى مسألة البعد السنني الكوني، والتي لها تأثير قد لا يكون ظاهراً للكثيرين لكنه يظلل بعض الحوادث، كقضية الظلم وصلتها بالخراب، والطغيان الذي يصيب الحضارات في مقتل ، ويعجل بنهايتها ..والولايات المتحدة بنموذجها تجسد حالة حديثة للطغيان ، والإفساد، وتنكيس الفطرة.

 وأضاف: إذا كان في الولايات المتحدة نقاط قوة لا تنكر؛ فإن خبراء كثيرين من داخل الولايات المتحدة نفسها قالوا إن البلد كمؤسسة أمريكية أصبحت عصية على الإصلاح.