أنت هنا

16 شوال 1429
المسلم-متابعات:

طالب مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيان له، أمس، إيران بالاعتذار للدكتور يوسف القرضاوي (رئيس الاتحاد) واتخاذ التدابير اللازمة لمعاقبة وكالة الأنباء (مهر) بسبب مقالتها التي جاءت بمجموعة من الأكاذيب والاتهامات الباطلة له، بعد كشفه المساعي الإيرانية لنشر التشيع في البلاد السنية.

وأكد المجلس إجماع الأمة الإسلامية على المرجعية العليا للقرآن الكريم، وأنّ كتاب الله تعالى موجود بكامله بين دفّتي المصحف، وأنّ الله سبحانه قد تولى حفظه من أي تحريف أو إضافة أو نقصان، وكذلك إجماعها على السنّة النبويّة المطهّرة، ووجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه آله وسلّم، وأزواجه أمّهات المؤمنين، وآل بيته الطاهرين، وتحريم الطعن فيهم والإساءة إليهم وضرورة تعميم الفتاوى المتعلّقة بذلك.

وقال المجلس إنه اطّلع المجلس على التصريح الصحفي المنسوب للقرضاوي والتوضيح الذي أصدره في بيانه المنشور، كما تدارس الردود المختلفة، وما تلاها من تداعيات، وقد أوضح القرضاوي أنّ تصريحاته قد جاءت انطلاقاً من مسؤوليته الشرعية في تنبيه الأمّة إلى ما يحدث من مساع تؤدي إلى إحياء الفتن المذهبية، متمثلة في التبشير المنظّم بالمذهب غير السائد وما يترتّب على ذلك من تمزيق الوحدة الإسلامية وزرع بذور الصراع وزعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي.

وقال المجلس إنه "يدين أشدّ الإدانة الإساءة إلى رمز كبير من رموز الأمّة سماحة العلامة الإمام يوسف القرضاوي بالافتراء عليه ومحاولة تشويه تاريخه المشرّف وإمامته العلمية وجهاده المتّصل في دعم القضايا الإسلامية والدفاع عن وحدة الأمّة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها ومناصرة مقاومة الاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها، كما يدين الاتحاد الإساءة إلى أيّ من علماء الأمّة ورموزها".

وطالب المجلس إيران "بتحمّل مسؤوليتها الشرعية في وأد الفتنة المذهبية وإطفاء نارها، وذلك باتخاذ التدابير اللازمة تجاه معاقبة وكالة الأنباء (مهر) بسبب مقالتها التي جاءت بمجموعة من الأكاذيب والاتهامات الباطلة، وبأسلوب السباب والشتائم الذي لا ينسجم مع الأخلاق الإنسانية فضلاً عن القيم الإسلامية". وطالب إيران بالاعتذار إلى سماحة الشيخ القرضاوي تقديراً لمكانته العالية.

نص البيان:
البيان الختامي لمجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المنعقد في الدوحة بتاريخ 14-15 شوال 1429 هـ الموافق 14-15 تشرين الأول 2008م
الحـمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد رسول الله، وعلى سائر إخوانه من النبيين والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه إلى يوم الدين، وبعد
فإن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بهيئة رئاسته، وأمانته العامة، ومكتبه التنفيذي ومجلس أمنائه المجتمع حاليًا في العاصمة القطرية الدوحة، وبقاعدته العريضة من علماء الأمة، الذين يمثلون المدارس والمذاهب الفقهية على اختلافها، قد رأى من واجبه، في هذه الظروف التي يمرُّ بها العالم عامة والمسلمون خاصة، واستحضاراً لمسؤولية العلماء في إسداء النصح للأمة (حكامًا ومحكومين) ولاسيما إذا أصابها ما يهدد سيادتها ومصلحتها العليا، أو سلامة ديارها، أو وحدة أراضيها، أو استقرارها، رأى أن يبيّـن الأمور التالية:
أولاً: اطّلع المجلس على التصريح الصحفي المنسوب لسماحة العلامة الأستاذ الدكتور يوسف القرضاوي والتوضيح الذي أصدره في بيانه المنشور، كما تدارس الردود المختلفة، وما تلاها من تداعيات، وقد أوضح سماحته أنّ تصريحاته قد جاءت انطلاقاً من مسؤوليته الشرعية في تنبيه الأمّة إلى ما يحدث من مساع تؤدي إلى إحياء الفتن المذهبية، متمثلة في التبشير المنظّم بالمذهب غير السائد وما يترتّب على ذلك من تمزيق الوحدة الإسلامية وزرع بذور الصراع وزعزعة الاستقرار في العالم الإسلامي. وأنه قد أشار إلى هذه المعاني في مناسبات سابقة تأكيداً لما توافقت عليه مؤتمرات التقريب المتعددة والتي كان آخرها إعلان الدوحة. وبعد مناقشات مستفيضة سادتها أجواء الصراحة والأخوّة قرّر المجلس بالإجماع ما يلي:
1-التأكيد على وحدة الأمّة الإسلامية بشتى مذاهبها، وإجماعها على المرجعية العليا للقرآن، وأنّ كتاب الله تعالى موجود بكامله بين دفّتي المصحف وأنّ الله قد تولى حفظه من أي تحريف أو إضافة أو نقصان: (إنّا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر:6). وكذلك إجماعها على السنّة النبويّة المطهّرة. وتتأكّد فرضية هذه الوحدة باعتبار ما تواجهه الأمّة الإسلامية من تحديات داخلية وخارجية.
2-يؤكّد المجلس على ما توصّل إليه علماء ومرجعيات جميع المذاهب الإسلامية من السنّة والشيعة وغيرهما في ملتقيات عديدة على:
‌أ-وجوب احترام أصحاب النبي صلى الله عليه آله وسلّم، وأزواجه أمّهات المؤمنين، وآل بيته الطاهرين، وتحريم الطعن فيهم والإساءة إليهم وضرورة تعميم الفتاوى المتعلّقة بذلك.
‌ب-الكفّ عن أي محاولة منظّمة أو مدعومة للتبشير بالمذهب غير السائد في المناطق التي يسود فيها المذهب الآخر، وعلى ضرورة الاحترام المتبادل بين المذاهب.
‌ج-التأكيد على حرمة دم المسلم وعدم جواز الاقتتال على أساس مذهبي أو طائفي.
‌د-احترام حقوق الأقليات المذهبية، وتمكينها من ممارسة تعاليم مذهبها في العبادة والقضاء والفتوى وغيرها.
3-يدين المجلس أشدّ الإدانة الإساءة إلى رمز كبير من رموز الأمّة سماحة العلامة الإمام يوسف القرضاوي بالافتراء عليه ومحاولة تشويه تاريخه المشرّف وإمامته العلمية وجهاده المتّصل في دعم القضايا الإسلامية والدفاع عن وحدة الأمّة، ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها ومناصرة مقاومة الاحتلال في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان وغيرها، والدعوة إلى الوسطية التي أصبح سماحته رمزاً لها، كما يدين الاتحاد الإساءة إلى أيّ من علماء الأمّة ورموزها.
4-يطالب المجلس الجمهورية الإسلامية في إيران بتحمّل مسؤوليتها الشرعية في وأد الفتنة المذهبية وإطفاء نارها، وذلك باتخاذ التدابير اللازمة تجاه معاقبة وكالة الأنباء (مهر) بسبب مقالتها التي جاءت بمجموعة من الأكاذيب والاتهامات الباطلة، وبأسلوب السباب والشتائم الذي لا ينسجم مع الأخلاق الإنسانية فضلاً عن القيم الإسلامية. هذا وقد بلغ المجلس نبأ فصل المدير المسؤول عن الإساءة، وهو إذ يقدّر ذلك يطالب بالاعتذار إلى سماحة الشيخ القرضاوي تقديراً لمكانته العالية.
5-يقرّر المجلس تشكيل لجنة متخصصة تقوم بالرصد الميداني حول جميع النشاطات والأعمال المذهبية في البلاد الإسلامية الضارّة بوحدة الأمّة، وتضع بناءً على ذلك خطّة عملية فاعلة تعالج الواقع القائم على الأرض، باتجاه المحافظة على وحدة الأمّة، وتعميقها، وبنائها على أسس راسخة ومتينة تداوي نقاط الخلاف التي يستغلها الأعداء من أجل إحباط مساعي الوحدة.
6-ينوّه المجلس بحرية الإعلام المسؤول ويناشد وسائل الإعلام المختلفة أن تلتزم بالأطر الشرعية والمهنية والأخلاقية في أداء رسالتها بعيداً عن أساليب الإثارة التي تُسهم في تعكير الأجواء وسوء الفهم والتأويل، كما يستنكر الدور التي تقوم به بعض الفضائيات ومواقع الانترنت في إذكاء نار الطائفية.
ثانيا: في الشأن الفلسطيني:
1-يؤكد الاتحاد على واجب أهل فلسطين بوجه خاص والأمة الإسلامية بوجه عام في العمل لتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني وأن هذا الواجب لا يجوز القعود عن أدائه لكل قادر عليه بالنفس أو بالمال أو بالفكر وبجميع الوسائل المتاحة لذلك، كما يؤكد على واجب دعم المقاومة ضد الصهيونية في العالم كله وليس على أرض فلسطين فقط.
2-يهيب الاتحاد بالأمة الإسلامية شعوبًا وحكومات، أفرادًا وجماعات، أن تقوم بواجب حماية المسجد الأقصى المبارك من الخطر الصهيوني المحدق به، والذي تجسد الآن في مشروع تقسيم الأقصى وحفر الأنفاق والحفريات تحته، وفي إنشاء كنيس ملاصق له انتهاكًا لحقوق المسلمين والمسيحيين في أرض المقدس وتمردًا على القرارات الدولية في هذا الشأن. ويثمن الاتحاد دور مؤسسة القدس الدولية، ومؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، وسائر الهيئات العاملة للحفاظ على هوية القدس واستمرار مقاومتها للمشروع الصهيوني. وإذ يستنكر الاتحاد قرار السلطات الصهيونية إغلاق مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات، يدعو الدول العربية والإسلامية لاسيما التي لها علاقات مع الكيان الصهيوني إلى بذل كل جهد ممكن لإعادة هذه المؤسسة إلى العمل بأداء دورها الإعماري للمقدسات الإسلامية.
3-يدين الاتحاد استمرار الحصار على الشعب الفلسطيني خاصة حصار غزة المستهدف تجويع شعبها وإذلاله، بما لا يجوز السكوت عليه بحال، ويجب على كل قادر وعلى جميع الدول العربية والإسلامية الوقوف إلى جوار أخواننا في غزة، ومناصرتهم ودعم صمودهم، والعمل على فك الحصار الظالم عنهم بجميع الوسائل المتاحة.
4-يؤكد الاتحاد على الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة المقاومة للمشروع الصهيوني الأمريكي، ويدعم المساعي الهادفة لإنهاء حالة الانقسام مع التأكيد على عدم التفريط بحقوق الشعب الفلسطيني في ممارسة سيادته الكاملة على أرضه التاريخية، وخاصة حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم فهو حق إنساني لا يجوز لأحد التنازل عنه ولا المساومة عليه.
5-يدعو الاتحاد أعضاءه، وعلماء الأمة جميعًا إلى أداء دورهم في نصرة القضية الفلسطينية على قاعدة الثوابت الوطنية أيًا ما كان موقف الجهات الأخرى لهذا الشأن.
6-يقدر الاتحاد الجهود المصرية وغيرها في سبيل تحقيق المصالح الفلسطينية ويدعو جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ودولة قطر إلى الانضمام إلى هذه الجهود وتقويتها بما يؤدي إلى نجاحها بإعادة اللحمة بين الفلسطينيين.
ثالثًا: في شأن الأزمة الاقتصادي العالمية:
تدارس مجلس الأمناء مظاهر الأزمة المذكورة، ورأى ضرورة المساهمة في تقديم الرؤية الاقتصادية الإسلامية الصالحة لإنقاذ العالم من تكرار هذه الأزمات، ويرى أن السبب الرئيسي للأزمة الحالية هو إبعاد الضوابط الأخلاقية عن أوجه النشاط الاقتصادي والرغبة العارمة للكسب مهما كان مصدره، وشيوع التعامل الربوي في أنحاء العالم كافة. وسيسعى الاتحاد بالتنسيق مع منظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية لعقد مؤتمر علمي لدراسة هذا الموضوع. وبهذه المناسبة يدعو الاتحاد المستثمرين ورجال الأعمال والدول الإسلامية كافة إلى الاستثمار في بلدان العالم الإسلامي حيث الفرصة الآمنة لاستثمار مجد بلا مخاطرة.
رابعا : في شأن تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام عالميًا:
يؤكد الاتحاد على أن ظاهرة كراهية الإسلام والخوف منه التي تنتشر الآن في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هي نتيجة لنشاط اليمين المتطرف ، وليس لها أي أساس واقعي من حقائق الإسلام أو سلوك المسلمين. وتابع الاتحاد بتقدير الخطوات الدالة على التخلص من تأثير هذه الظاهرة في كل من هولندا وبريطانيا والنمسا وألمانيا، مثمنا جهود منظمة المؤتمر الإسلامي في مراقبة هذه الظاهرة ، وإصدار تقرير شهري عنها ينبه إلى ما يجري من سلبيات وإيجابيات في هذا الشأن.
خامساً : في الشأن السوداني:
يؤكد الاتحاد وقوفه والمسلمين كافة مع السودان ضد المؤامرات التي تستهدف وحدته وسلامة أراضيه والسلام بين أهله. ويدين الاتحاد محاولة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية تقديم الرئيس عمر البشير إلى المحاكمة بتهم مزعومة لا دليل عليها، وأمام محكمة لا اختصاص لها بمحاكمته وبالمخالفة لنظامها الأساسي نفسه، ويدعو الاتحاد الدول الإسلامية لمؤازرة السودان في وجه ما يحاك ضده من ترتيبات تستهدف ثرواته ووحدة شعبه .
سادسًا: في المستجدات على الساحة الهندية:
لاحظ الاتحاد بقلق بالغ ما يتعرض له المسلمون في الهند من اضطهاد على يد بعض الجهات الحكومية وبعض الشركات الإسرائيلية والأمريكية التي تقوم بفصل الموظفين المسلمين من عملهم بغير سبب مشروع، ويهيب الاتحاد بالسلطات الحكومية في الهند التوقف عن ملاحقة الشباب المسلم بادعاءات باطلة تستغل في القبض على الرجال والنساء وحبسهم مددًا متفاوتة تؤدي إلى فقدان وظائفهم وحرمانهم من مصادر دخلهم.
سابعًا: الأقليات:
إن الاتحاد وهو يتابع أحوال الأقليات الإسلامية في العالم، وما يثار ضدها من اتهامات كلما حدثت حادثة إرهابية في بلدانها، ليؤكد شجبه وتنديده بكل الحوادث الإرهابية التي تستهدف المدنيين من أي بلد كان، وبخاصة ما حدث في جمهورية الهند.
والاتحاد إذا يندد بذلك ليحذر من استغلال هذه الحوادث الإرهابية للنيل من حقوق الأقلية الإسلامية تحت أي ستار. كما ينبه إلى استغلال بعض العنصريّين المتطرفين من تلك البلاد لأغراض سياسية للحصول على أصوات المتطرفين. ويطالب الاتحاد الأقليات الإسلامية بمزيد من الحظر والوعي الكامل من عدم استدراجهم لأي عمل يضر مصالحهم، كما يطالبهم بمزيد من التعاون والتماسك والوحدة والقدوة الحسنة.
ويوصي الاتحاد الدول الإسلامية والعربية بمد يد العون إلى المسلمين في صربيا والجبل الأسود وكوسوفا ولاسيما بالاعتراف باستقلال كوسوفا.