انطلقت اليوم الخميس في الخرطوم فعاليات ملتقى "مبادرة أهل السودان لحل أزمة دارفور" وسط مخاوف مسبقة من فشلها بعدما أعلنت أحزاب المعارضة الرئيسية مقاطعتها لها، واعتبرتها فصائل المتمردين "مضيعة للوقت والمال".

وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية في السودان قد أعلنت رفضها للمبادرة التي طرحها الرئيس عمر البشير لتسوية أزمة دارفور. وعقد نحو 25 حزباً وتنظيماً ومنظمة معارضة أبرزها أحزاب الأمة والاتحادي الديموقراطي والشيوعي والبعث اجتماعاً في دار الحزب الشيوعي ليل الإثنين. وصدر عن المجتمعين بيان، أمس، وصف مبادرة البشير التي أطلق عليها "مبادرة أهل السودان"، بأنها تحمل مفارقة لأنها غيّبت غالبية القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني الدارفوري وحركات دارفور المسلحة،كما أن الأحزاب "تجهل تماماً جدول أعمال المبادرة ومكانها وزمانها ومحتواها".

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد أعلن عن انطلاق "مبادرة أهل السودان" لحل أزمة دارفور في جلسة للبرلمان السوداني مؤخرا، ودعا الحركات المسلحة في دارفور وشرائح المجتمع إلى الاستجابة والجنوح إلى السلم، وأوضح أن المبادرة العربية الإفريقية تعمل بتنسيق كامل مع جهود الوساطة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، وأن اتصالات جرت خلال الأيام الماضية لتنسيق الجهد الوطني لمبادرة أهل السودان مع جهود المبادرة القطرية.

في مقابل ذلك، شرعت لجنة المبادرة القطرية لتسوية أزمة دارفور في ابتعاث مسؤولين لاجراء اتصالات مع قيادات فصائل متمردي دارفور لتحديد ممثليهم في اجتماع يُنتظر أن يلتئم في الدوحة قريباً. وطلبت الحكومة القطرية من فرنسا وبريطانيا وليبيا واريتريا العمل لاقناع قيادات الفصائل بالمشاركة في الاجتماع، لكن "حركة العدل والمساواة" و "حركة تحرير السودان" نفتا وجود أي اتصالات من قطر في شأن المبادرة.

من جهة أخرى، شرعت وزارة الشؤون الإنسانية السودانية في وضع الترتيبات لعقد الاجتماع للجنة الفنية المشتركة بين السودان والجامعة العربية الخاصة بدعم الأوضاع الإنسانية بولايات دارفور.

وقال علي أبوزيد الأمين العام لشبكة منظمات دارفور إن هناك لجنة عليا برئاسة وزير المالية وعضوية الجهات ذات الصلة مهمتها وضع الخطط وتنفيذ مشروعات التنمية مبيناً أن اللجنة أعدت خطة طموحة للمشاريع التي يراد تنفيذها بولايات دارفور.

وأشار إلى أن هناك عدداً من الدول العربية أرسلت دعمها إلى اللجنة منوهاً بوجود اتجاه لتنفيذ المشاريع التنموية بالتزامن مع إطلاق مبادرة أهل السودان التي أعلنتها الحكومة، مضيفاً أن جهود اللجان المتمثلة في اللجنة العليا وشبكة منظمات دارفور واللجنة الفنية والجهات ذات الصلة انصبت حول تفعيل عمليات الدعم الشعبي والمكون المحلي الداخلي، مشيراً إلى أن اجتماع اللجنة الفنية الذي ترتب له وزارة الشؤون الإنسانية وممثل الجامعة العربية سيعقد في الخرطوم خلال الأيام المقبلة وسيتم فيه مناقشة انسياب الدعم العربي لتنمية دارفور.