أنت هنا

11 ذو القعدة 1429
المسلم ـ متابعات:







تعتزم وزارة الأوقاف المصرية إصدار كتاب جديد يعتبر النقاب "عادة اجتماعية سيئة وليس عبادة" ويدعو المنقبات إلى خلع نقابهن، فيما يعتبر أحدث وسائل الحكومة المصرية لمحاربة النقاب ومنعه داخل مؤسساتها.

ومن المقرر أن يتم توزيع الكتاب الذي طبع منه 100 ألف نسخة على أئمة وخطباء الأوقاف، كما سيتم إجبارهم على إلقاء خطبة موحدة لصلاة الجمعة حول الكتاب الذي يصدر بعنوان: "النقاب عادة وليس عبادة". ويقول مؤلفو الكتاب أن النقاب ليس له أصل في الشريعة الإسلامية وأنه قد يؤدي لتأصيل الفكر المتشدد. ومن أبرز مؤلفيه محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف الذي شن هجوما حادا على النقاب معتبرا أنه "ليس من الدين في شيء".

وسبق أن صرح زقزوق أكثر من مرة في لقاءات صحفية أن النقاب ليس أصلا من أصول الشريعة الإسلامية وأنه عادة اجتماعية سيئة تم توارثها ثقافيا وليس لها علاقة بالدين. كما اعتبر زقزوق في الكتاب أن النقاب يمثل "حاجزا عن التواصل بين الناس"، وقال: إن "ذلك الحاجز أصبح ينتشر وبسرعة بين النساء حتى في الأماكن التي لا يصح معها النقاب كالمستشفيات والمدارس، لاسيما مدارس الفتيات؛ مما يؤصل لفكر متشدد في أذهان الفتيات".

ورفض زقزوق في الكتاب محاولات تفسير النقاب على أنه علامة على التدين، وقال: إن ذلك "أمر مغلوط لابد من توعية الناس به"، وشدد على أن النقاب لا صلة له بالحرية الشخصية وإنما هو "ضد الطبيعة البشرية وضد مصلحة الوطن، بل إنه إساءة للدين بالغة وتشويه لتعاليمه".

وقالت إحدى اللجان التابعة للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية والمكلفة بإعداد الكتاب إنه من المقرر أن يصدر الكتاب نهاية شهر نوفمبر الجاري.

ويأتي الكتاب بالتوازي مع التوجه الرسمي لدى الحكومة المصرية لمنع النقاب داخل الهيئات الحكومية بجانب المستشفيات والمدارس في مصر، وتضمن آراء وفتاوى لمحمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، ومفتي مصر الشيخ علي جمعة.

لكن على جمعة اكتفى بالقول: إن النقاب "ليس بواجب"، وأضاف أن زي المرأة الشرعي شروطه معروفة، وهي ألا يصف مفاتن الجسد، ولا يشف، ويستر الجسم كله عدا الوجه والكفين، مشيرا إلى أن المالكية أفتوا بأن النقاب مكروه بدليل حظره في الإحرام للحج.

 

لكن مراقبين يرون أن الخطباء لن يلتزموا بالكتاب الذي يرفض محتواه غالبية أهل العلم، وكانت وزارة الأوقاف قد أصدرت بداية العام الجاري كتابا بعنوان "دليل الإمام" يتضمن موضوعات ورءوس عنوانين لخطب الجمعة، ووزعته خطباء المساجد ليلتزموا به، لكن الخطباء لم يفعلوا.

يذكر أن وزير الأوقاف رفض تعيين داعيات جدد في الوزارة بسبب ارتداء أربعة منهن للنقاب، حيث كان من المقرر أن يتم تعيين 50 داعية ليصبح عدد الداعيات التابعات لوزارة الأوقاف 100 داعية، لكنه تراجع في قراره مكتفيا بالمعينات حاليا والبالغ عددهن 50 داعية.
كما طردت الوزارة إحدى الداعيات المنتقبات العام الماضي أثناء إلقاء محاضرة في مسجد النور بالعباسية بسبب رفضها خلع النقاب.

وتواجه المنقبات اضطهادا شديدا في مصر من جانب الحكومة والأفراد، وأنشأ عدد من الشباب والفتيات مجموعة إلكترونية على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي بعنوان: "اخلعي نقابك"، حيث دعت إلى مقاطعة المحجبات في المؤسسات الحكومية. واعتبروا أن النقاب يعوق التواصل معهن كما أنه يستخدم ستارا من أجل تنفيذ بعض الجرائم، على حد قولهم.

ومع أن العلماء قد اختلفوا حول كون النقاب واجبا أم مستحباً إلا أن أحداً منهم لم يقل بأن النقاب بدعة، وهو ما شذ به هذا الكتاب عن جموع أهل العلم، بما جعله لدى البعض تماهياً مع هجمة عالمية على النقاب والحجاب امتدت من تركيا وبريطانيا وحتى تونس والجزائر بخلاف دول آسيا الوسطى، والاعتداءات المتكررة من اليمينيين المتطرفين في بلدان أوروبية عديدة.