أنت هنا

17 ذو الحجه 1429
المسلم- وكالات

بدأ جيل جديد من المنصرين السريين يحول اهتمامه باتجاه شمال إفريقيا المسلم، في مساعي لتحويل ضعاف الإيمان عن عقيدتهم عن طريق إغرائهم بالوظائف والأموال. وأثار الكشف عن هذه الحملات غضب العلماء والأئمة المسلمين معتبرين تلك الحملات تهدد النظام العام.

وبحسب احصاءات لجماعات التنصير، فإن عدد النصارى في دولة المغرب ارتفع من 100 إلى 1500 في خلال العشرة أعوام الماضية، بينما بلغ عددهم في الجزائر عدة آلاف رغم عدم وجود أرقام رسمية.

وتساهم قنوات التنصير التليفزيونية الفضائية بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية في نشر أفكار هذه الجماعات والترويج للتحول إلى النصرانية، وبالرغم من أن حكومات المغرب والجزائر مشهور عنها ممارسة الرقابة على المواقع الإلكترونية إلا أنها تغض الطرف عن تلك المواقع التنصيرية.

ونقلت وكالة رويترز الأمريكية عن أحد الشباب الذين ارتدوا عن الإسلام لاعتناق "المسيحية" بعد إغراءات المنصرين: إنه يعيش على أجره من وظيفة الترجمة التي قدمتها له الجماعات التنصرية بعد أن توقف عن دراسته وترك مدينته. ويضيف الشاب الذي يدعى أمين: "حين أبلغت والدي أنني تحولت للمسيحية حدق في صمت، ثم قال لي: لست ابني من الآن فصاعدا".

ويضيف أمين إن مئات من مواطني المغرب الذين ارتدوا عن الإسلام لاعتناق "المسيحية" يتجمعون في سلا قرب العاصمة الرباط للاحتفال بعيد الميلاد في ظل حماية الشرطة. لكن هذا التجمع يعتبر استنثائي، حيث يصلي المسيحيون في المغرب منفردين دون الحاجة إلى تجمعات. وتفيد بعض المواقع الإلكترونية إلى أن تلك الجماعات تتراوح بين كونها تحالفات نصرانية واسعة إلى تكوينها بعض الكنائس الصغيرة.

وخارج المدن يقتصر الوجود "المسيحي" المنظور علي تجمعات صغيرة للكاثوليك تقود أعمالا خيرية من بينها مشروعات صحية ومشروعات تحقق ثروة ولكنها تتجنب الأنشطة التنصيرية. وهي تعتمد على وجود علاقات سلسلة مع السلطات.

كما تشير دانا روبرت أستاذة الدراسات "المسيحية" في جامعة بوسطن الأمريكية إلى أن أنشطة هذه الجماعات تتنامي مع تحويل الكنائس اهتمامها لأماكن قلما تسمع فيها الدعوات التنصيرية. وأضافت إن ما يدعم عمل هذه الجماعات توافر الإنترنت وسهولة الارتحال.

وأثارت تلك الحملات غضب الأئمة المسلمين الذين أكدوا أن هذه الحملات تستغل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها بعض المسلمين في دول شمال إفريقيا، حيث يقدمون لهم وظائف برواتب مجزية أو يعرضون على المرضى فرص للعلاج المجاني، كما يستغلون جهلهم بدينهم ليقوموا بالترويج لعقيدتهم.

ويحاول المنصرون إثارة الفرقة بين العرب والبربر في المغرب العربي، محاولين كسب ود بعض المتعصبين من البربر بإقناعهم بأن العرب فرضوا عليهم الإسلام.

ويقول محمد يسف الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى "إنها أساليب غير أخلاقية؛ فالإسلام دين سماوي ليس للعرب أو للبربر" بل هو دين من يؤمن به. وأضاف إن بعض المسلمين يستجيبون للمبشرين عندما لا يملكون كامل حريتهم، فيأسرهم الجهل أو الفقر أو المرض، لكنهم "حين يستردون عافيتهم وأحوالهم الطبيعية يستعيدون قدرتهم على أخذ القرار".

وتعمل البعثات التنصيرية بشكل سري في بلاد المغرب العربي، ويتضمن عملها إقامة شركات أو مدارس لغات يتم فيها توظيف المرتدون عن الإسلام.

وقال تيلور وهو عضو كنيسة معمدانية تهتم بالتنصير في شمال إفريقيا -والذي اكتفى بذكر اسمه الأول فقط حتى لا يتأثر عمله- إنه يمهد الطريق لزملائه الذين سيأتون من أمريكا الجنوبية وسيتعلمون اللهجة المغربية ويبحثون إقامة مشروعات صغيرة لتمويل عملهم التنصيري.

وكانت السلطات الجزائرية قد قامت بسلسلة محاكمات "لمسيحيين" بروستانت جزائريين بعد اتهامهم بالدعوة إلى التنصير وصد المسلمين عندينهم. وينص دستور الجزائر على حرية العقيدة غير أن قانونا صدر في عام 2006 يفرض قيودا صارمة على الممارسات الدينية ويحظر محاولات التنصير التي تؤدي إلى تقويض الوحدة الوطنية.

وصرح وزير الشؤون الدينية الجزائري بو عبد الله غلام الله لصحيفة ليبرتيه إنه لا ينبغي أن يقتل الناس بعضهم البعض باسم الدين. وأضاف أن من يأتون من الولايات المتحدة وفرنسا ينشرون أفكارا تتعارض مع الوحدة الوطنية مما يمثل خطرا على أمن البلاد.