في مفارقة ذات دلالة، وعلى الرغم من تجاوز عدد شهداء غزة حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف بين شهيد وجريح، فإن البيت الأبيض الذي لم يصدر بيانا يدين المجازر الصهيونية المستمرة على غزة، أصدر بيانا رسميا ينعي فيه قطة ابنتي الرئيس بوش السوداء.

ونعى البيت الأبيض في بيان رسمي وفاة القطة الأولى "إنديا"، الخاصة بابنتي الرئيس الأمريكي جورج بوش، والتي رحلت عن عمر يناهز 18 عاماً، بمقر إقامتها في البيت الأبيض (!).

وقال البيت الأبيض في بيان إن الرئيس بوش وزوجته وابنتيه، يشعرون بحزن عميق لرحيل "إنديا، وأكد البيان أن "القطة السوداء، ذات الشعر القصير، عاشت كفرد من العائلة قرابة عقدين". واختتم البيان بلاقول إن "إنديا كانت عضواً محبوباً في عائلة بوش لقرابة عقدين من الزمن، والجميع سيفتقدونها كثيراً".

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش كان قد قال أمس الاثنين، في اليوم العاشر للمجزرة الصهيونية التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة إنه "يتفهم رغبة "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها"، على حد قوله.

وفي إصرار منه على الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني حتى ساعاته الأخيرة في منصبه، حمّل بوش الأسبوع الماضي حركة "حماس" المسؤولية عن المجزرة التي تتعرض لها غزة حاليا، ووصف هجمات المقاومة الصاروخية بأنها "عمل إرهابي".

وقال بوش خلال خطابه الإذاعي الأسبوعي الجمعة، في أول تصريحات له منذ بدء العدوان الصهيوني الهمجي على غزة إن "وقفا جديدا لإطلاق النار ينتهي إلى إطلاق صواريخ على "اسرائيل" غير مقبول"، على حد قوله. وأضاف: "تعهدات من "حماس" لن تكون كافية.. يجب أن تنشأ آلية مراقبة للمساعدة على التأكد من وضع نهاية لتهريب الأسلحة للجماعات "الإرهابية" في غزة"، على حد زعمه.

ولم يوجه بوش أي انتقاد لـ "اسرائيل"، وأكد أن الهجمات الجوية "الاسرائيلية" على غزة هي رد فعل للصواريخ التي تسقط على مدنها الجنوبية، على حد زعمه. وأضاف: "رداً على هذه الهجمات على شعبهم، أطلق قادة "إسرائيل" العمليات العسكرية على مواقع "حماس" في غزة.. كجزء من استراتيجيتهم، فإن إرهابيّ "حماس" عادة ما يختبئون بين المدنيين، ما يعرض الفلسطينيين الأبرياء للخطر".

يُذكر أن الولايات المتحدة كانت قد عارضت الأربعاء مشروع قرار قدمته ليبيا في مجلس الأمن يدين العملية العسكرية "الإسرائيلية" على غزة ويطلب من تل أبيب "الوقف الفوري للهجمات على المدنيين". كما أحبطت أمريكا وبريطانيا صدور قرار من مجلس الأمن الدولي خلال جلسته الطارئة فجر الأحد يدعو لوقف إطلاق النار.

الجدير بالذكر أن حصيلة شهداء وجرحى عملية "الرصاص المصبوب" الصهيونية التي دخلت يومها الحادي عشر، ارتفعت إلى أكثر من 592 شهيدا فلسطينياً وما لا يقل عن 2800 جريح العشرات منهم في حال الخطر، كما أن نحو ربعهم من النساء والأطفال الأبرياء.