خبير عسكري عراقي: المقاومة نضجت وساهمت بتأمين انسحاب آمن للاحتلال.. العسكرية الأمريكية تتضاءل.. تراجع العرب فملأت إيران الفراغ
24 ربيع الثاني 1430
سارة الشمري







للوقوف على واقع الحالة العسكرية في العراق، كان لنا هذا اللقاء مع الخبير العسكري مهند العزاوي الباحث في الشئون العسكرية والإستراتيجية، وخريج كلية العلوم العسكرية العراقية والحاصل على دبلوم عالي- دورة القادة الأحداث, وماجستير في العلوم العسكرية – كلية الأركان العراقية وبصدد الحصول على الدكتوراة في الإعلام والإستراتيجية الأمريكية وهو باحث في الشئون الإستراتيجية والعسكرية - أزمة احتلال العراق-النطاق الجيواستراتيجي العربي والإقليمي, ومؤسس ورئيس مركز صقر للدراسات العسكرية والأمنية والإستراتيجية، ومشارك في العديد من الفعاليات الإعلامية في التحليل العسكري والإستراتيجي, عبر الصحف العربية والعراقية, والقنوات الفضائية, والمواقع الإلكترونية, والندوات العلمية والبحثية.

عن واقع المقاومة العراقية ودورها في الساحة العراقية وانعكاسات الاتفاقية الأمريكية واختيار التوقيت وأسئلة كثيرة أخرى كانت محور الحديث الذي خص به الأستاذ والخبير العسكري مهند العزاوي موقع المسلم .

 

بوصفكم عسكريا سابقا ومديرا لمركز دراسات كيف تقيمون واقع المقاومة العراقية اليوم وتخطيطها الاستراتيجي وموضعها من حيث القوة والضعف؟

 

أنا شخصيا اعتبر المقاومة العراقية مدعاة فخر واعتزاز لكل عراقي وعربي ومسلم لأنها واجهت الباطل بكل قدراته العسكرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية ومنظوماته الشبحية, وأستطيع أن أجزم أنها تعافت من فيروس أصاب جسدها عام2007(الاختراق-الاستدراج-الرد القاسي-المرتزقة) واني كمحلل وباحث في الشأن العراقي(أزمة احتلال العراق) أؤكد أن المقاومة العراقية قد نضجت كثيرا وتخطت المنحنيات الخطرة التي وضعها المحتل ودوائره وأذنابه في طريقها (وضع العصي في الدواليب)، وتبدو أكثر تركيزا وقراءة للمعطيات وتجيد المناورة والتكتيك, ولديها قيادات عسكرية وسياسية وإعلامية محترفة، كما يبدو من خلال عملياتها العسكرية النوعية ومواقفها السياسية ونشاطها الإعلامي, وأراها ندا عنيدا وخصما قادرا في ساحة الصراع ويسعون للقيام بدور وطني مقبل يعزز الوحدة الوطنية ويعيد حرية واستقلال العراق, لذا أميل إلى تسميتها حركات تحرر بدلا من فصائل مقاومة لتوافر العناصر الرئيسية التي تتصف بها حركات التحرر في العالم من كافة الجوانب وفق منظوري العلمي التحليلي.

 استطاعت المقاومة أن تنهك جيش الولايات المتحدة الأمريكية ومن معها من العالم, والمعطيات العسكرية والسياسية والاقتصادية هكذا تقول, بالرغم من الموقف المثير للشك والجدل للدول العربية والإسلامية وتنصلها عن واجبها الشرعي والأخلاقي تجاههم كما جرى من قتل جماعي في غزة مؤخراً, وتنصل دول العالم أيضا في دعم قضيتهم العادلة كحركات تحرر أسوة بحركات التحرر في العالم.

أؤكد من خلال البحث والمتابعة في الشأن العراقي أن المقاومة العراقية تخطت مراحل عصيبة وأنها فعالة استراتيجيا, ونشطة تكتيكيا, وتجيد المناورة عند إحساسها بالخطر أو تستشعر به واتخذت مسار وتجارب حركات التحرر في العالم-الجزائر-فيتنام-فلسطين-ايرلندا وغيرها من التجارب التحررية, وندعو الله أن يوفقهم في مسعاهم التحرري. وبدلا من توجيه الانتقادات للفرسان في الميدان-المقاومة العراقية الباسلة يفترض أن تمد يد العون إليهم ومساندتهم على جميع الأصعدة للدفاع عن قضيتهم العادلة "تحرير العراق".

 

لماذا تلجأ الولايات المتحدة الأمريكية اليوم إلى الاتفاقية الأمريكية ولماذا لم يكن هذا الأمر منذ بداية الاحتلال.. ما سبب ذلك واختيار التوقيت ؟

 

وفقاً للقاعدة القانونية ( ما بنيّ على باطل هو باطل) إذن بكل بساطة وبالحقائق أعلاه أن الحرب ونتائجها في العراق لا تستند على الشرعية الدولية والقانونية وباطلة وجميع ما تمخض عنها غير شرعي. على كل حال يتلاعب المخطط الاستراتيجي الأمريكي بمحاور الضغط بين شد وجذب وترهيب وترغيب, يركز الجانب الأمريكي على مبدأ اتفاقية وليست معاهدة لغرض توصيف المشروع بطابع إداري, ويمكن إبرامه بموجب الدستور الأمريكي, بصيغة أمر تنفيذي-Executive" "Order, يوقعه الرئيس الأمريكي دون موافقة "الكونغرس", ومن جانب آخر تبدو مناورة تتخطى القانون الدولي وعدم إخضاعها إلى اتفاقية "فيينا" للمعاهدات من حيث الشروط الواجب توفرها في طرفي المعاهدة وإحكامها بشكل يؤمن التكافؤ والمشروعية والمصالح المشتركة, ومن الضروري أن يسأل المرء أو المفاوض أو الموقع والرأي العام العراقي المدغم إعلاميا رفضه للاتفاقية عدد من الأسئلة:-

 

أولا.هل العراق يتمتع بالاستقلال والسيادة, خصوصا أن عناصره السيادية بإمرة قوات الاحتلال وجميع تلك الهياكل السيادية من صنع الاحتلال.

ثانيا. هل تعارض الاتفاقية مع (القاعدة القانونية-الآمرة) في القانون الدولي.

ثالثا.هل هناك صوت حقيقي للشعب العراقي وإرادة حرة لاتخاذ القرار الاستراتيجي العراقي بما يتناسب مع منظومة القيم الوطنية, ومصالح العراق وفق ثوابته الوطنية والقومية والإسلامية. رابعا. هل تستخدم الولايات المتحدة الأمريكية عناصر الضغط المختلفة في تمرير الاتفاقية حتى لو كانت تتعارض مع مصالح العراق العليا.

خامسا.هل ما يدرج في البنود والفقرات تضمنه دولة أخرى ذات قدرة وتوازن سياسي وعسكري واقتصادي دولي.

سادسا.ماذا حقق الاحتلال للعراقيين خلال السنوات الماضية ومن يضمن سيادة واستقلال العراق وإرساء الأمن والسلم والرخاء للشعب العراقي, وهل تحقق صرف التعويضات للعراق وشعبه من جراء الغزو الغير شرعي, إذا ما قورنت بفترة وجودهم طيلة سنوات الاحتلال وما خلفته من مآسي وكوارث, وماذا تحقق الهيمنة الاقتصادية على مقدرات العراق وثرواته بعد نهب حر طيلة سنوات الاحتلال, وماذا تؤمن في المجال السياسي بعد أن فرق الشعب العراقي ودمر بنيته التحتية الاجتماعية وجعله طوائف وأعراق وعشائر وأحزاب متناحرة على المغانم الغير شرعية ولا ذكر للوطن العراق في هذه المسرحية الأمريكية الدموية.

سابعا. من المستفيد الحقيقي من الاتفاقية أمريكا وورشها السياسية العاملة حاليا أم العراق وفق المنظور الإستراتيجي؟

ويبدو أن المواقف كثيرة التشابه وكم من أقنعة سقطت عندما مرر الدستور وأصبح اكبر معضلة يعاني منها العراق ليشرعن تقسيمه وتوزيعه إلى كانتونات طائفية وحزبية وعشائرية ومحميات شخصية, وتعود نفس الجهات لتمرير الاتفاقية والتحايل والتلاعب بالمصطلحات عبر وعود ووثائق كاذبة لا يمكن تحقيقها متى توقعت الاتفاقية التحايل على الشعب مهنتهم.

التوقيت

يجري في العادة التخطيط لكل عمل عسكري(هدف استراتيجي عسكري) وفق الأبعاد السياسية المطلوب تحقيقها المنبثقة من الإستراتيجية الشاملة/العليا, وكما هو معروف منهجيا وتنظيميا أن الأداة العسكرية تحقق أهداف السياسة هكذا تقول الإستراتيجية العسكرية, ويتجه المخطط الاستراتيجي في تقييم إستراتيجيته ومدى نجاحها, عبر تقييم النتائج, وتحقيق ما يسمى(الإنجاز النهائي) وهذا يخضع لمعايير الربح والخسارة والنصر والهزيمة, والعمل العسكري احد صفحاته الرئيسية, ويعتبر الإنجاز النهائي للإدارة الأمريكية الحالية إدارة الرئيس بوش هو جعل العراق "مستعمرة أمريكية" و"قاعدة لوجستية" لإدامة المراحل اللاحقة لمشروعها( مشروع القرن الأمريكي الجديد-يمثل العراق عنق الزجاجة فيه) ويتحقق بذلك( السيطرة المستقرة النهائية-السيادة العسكرية المطلقة على ميدان العمليات) الذي جعلته المقاومة العراقية حلما لن يتحقق, وتمكنت الإدارة الحالية من تنفيذ مراحل إستراتيجية منذ احتلال العراق ولحد الآن وتحاول ترصين هذه المراحل بالرغم من الفشل المزمن فيها وهي:-

أ.الاحتلال العسكري الميداني بقوات على الأرض(مسك الأرض).

ب.تصفير مقومات ومرتكزات الدولة ما قبل الاحتلال وحل مؤسساتها السابقة بشكل بشع.

ج.تغيير البني التحتية الماسكة بالقرار بشكل يتلاءم مع تنفيذ مراحل المشروع الاستعماري الأمريكي في العراق( العملية السياسية الحالية) وتكون ملحقة بإرادتها وقراراتها.

د.تشكيل مؤسسات الدولة الجديدة, والقائمة على الولاء المزدوج والمحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية ومبدأ الارتزاق, بعيدا عن المنظور الوطني(منظومة القيم الوطنية والإسلامية) والبعد المهني والتلاحم الاجتماعي.

هـ. إعداد منظومة القوانين والتشريعات والنظم التي تحفظ مرتكزات الاحتلال وتحافظ على نمطية الأداء المزدوج الولاء والبعيد عن المصالح العليا للعراق وشعبه وأمته العربية والإسلامية.

و. قطع التماس الحربي المباشر, والاعتماد على القدرة المكتسبة(القوات الحكومية المرتبطة بالقوات الأمريكية-المرتزقة-المليشيات الحزبية-شركات الأمن الخاصة) لغرض إعادة توزيع قواتها وفق مهام محددة تحافظ على أمنها السياسي في العراق, والاعتماد على العمليات الخاصة والشبحية, والابتعاد عن الحملات العسكرية الكبرى بعد أن ثبت فشل جميع العمليات العسكرية التي استنزفت قوات الاحتلال (عسكريا, ماديا, خسائر بشرية, مضاعفات مختلفة) ولم تحقق نتائج عسكرية تتلاءم مع حجم وقدرات القوات الأمريكية( الكلفة والتأثير).

ز.تلوح ملامح وشبح الهزيمة العسكرية للقوات الأمريكية في الأفق الاستراتيجي العسكري, وفقا للمعطيات والتقارير, ونمطية السلوك والفعاليات العسكرية التي تقوم بها تلك القوات, والترهل الجيوعسكري, إضافة إلى الفشل السياسي والمناورات المكشوفة, واستنفاذ وسائل المشوهة المعالم بعد أن اعتاد العراقيون والعالم على أساليبها وأبعاد تسويقها.

 وهناك أكثر من مسلك استراتيجي أمام المخطط الاستراتيجي العسكري الأمريكي لإيقاف الانهيار والهزيمة العسكرية, منه استراتيجي عقلاني وآخر تكتيكي متهور ويعتمد على متخذ القرار الأمريكي ومدى حنكته وحرفيته وفضاء الإصلاح الذي يدور في فلكه وهي:-

 

(1) الإستراتيجية العقلانية-الإصلاح الاستراتيجي-بات من الصعب إدامة الترهل الجيوعسكري الأمريكي عبر شبكة القواعد العسكرية المنتشرة في العالم, ومنظومات الصواريخ العابرة للقارات, ومنظومة القدرات الفضائية والمعلومات, وفق للمتغيرات الدولية في ساحة الصراع, ناهيك عن الزلزال الاقتصادي الذي يعصف بالعالم وخصوصا في أمريكا وأوربا والعالم وفي كافة الدول التي ارتبطت بالنظام الاقتصادي الأمريكي-المركز, وكما نعلم أن الاقتصاد هو المحرك الأساسي لديمومة العمل العسكري وعنصر القوة السياسية, لذا يكون احد الخيارات المطروحة لتعويض نقص السيولة والانهيار الاقتصادي, إيقاف فوري للعمليات الحربية وإعادة تقييم الإستراتيجية السياسية والعسكرية الأمريكية بشجاعة وعقلانية وفق منظور إصلاحي, وترقيق القطعات ذات الانفتاح البعيد والتخلي عن هوس الأطماع والسيطرة على العالم وإنهاء احتلال العراق وأفغانستان وإيقاف الحروب وسحب القوات, وإعداد إستراتيجية شاملة تتلاءم مع المعطيات الحالية تلغي المرتكزات الإستراتيجية السابقة, ولذا توجب أن يكون الرئيس الأمريكي استراتيجيا عقلانيا وليس تكتيكيا متهورا, ويعالج الأمر بشجاعة والاعتراف بخطأ احتلال العراق وأفغانستان وفشل الأداء السياسي والعسكري للإدارة السابقة من كافة الجوانب, والتخلي عن السياسات الوحشية الدموية( الهروب إلى الأمام) التي لم تحقق سوى الخرب والدمار.

(2) قطع التماس السريع, والانسحاب الشامل, والاعتراف بالهزيمة, مع تقديم الساسة والقادة العسكريين الذين شنوا الحرب وضللوا الرأي العام للمسائلة القانونية ومحاكمتهم لتحقيق المصداقية الأمريكية والديمقراطية الحقيقة لامتصاص زخم الهيجان الشعبي وردود فعل الرأي العام الأمريكي الذي ضلل باتجاه شن الحرب التي أفقدت الولايات المتحدة الأمريكية مصداقيتها وقدرتها أوصلتها إلى شفير الهاوية (الزلزال الأمريكي), والانسحاب الجريء بشكل مشابه للانسحاب من فيتنام مع فرق الموقف العام للولايات المتحدة داخليا وخارجيا, وإمكانية الهدنة المرنة مع حركات التحرر في العراق وأفغانستان حتى إنهاء الانسحاب( الانسحاب الآمن).

(3) التكتيك المتهور- استمرار الغطرسة والعنجهية الأمريكية والعمل بسياسة "الهروب إلى الأمام" واستخدام أكثر للقوة وتعزيز منهجية "الصادم والمريع" السادية, ونشر الفوضى الرعب والإرهاب عبر القتل الشامل والاعتقالات والمناورات العسكرية والحملات المحدودة, والعمليات الخاصة المحدودة ذات السلوك العدواني, وبذلك تبرز هناك مضاعفات وسلبيات وعقبات تجتاح كل مقومات الدولة الكبرى(سياسية-عسكرية-أمنية-اقتصادية-ودولية-انهيار كامل) لتسود الفوضى الشاملة والواسعة في بقع مختلفة من العالم, وتتجه مؤكدا إلى الهزيمة العسكرية الساحقة للولايات المتحدة الأمريكية, وتعود أمريكا دولة عجوز غير قادرة على تلبية متطلبات مواطنيها

 

المقاومة العراقية هل تقتصر على الجماعات الإسلامية أم هناك توجهات أخرى كالجيش العراقي السابق وتحت أي مسمى يقاتل اليوم ؟

 

من خلال متابعتي للشأن العراقي اعتقد المقاومة العراقية متنوعة الأطياف إسلامية ووطنية وبوصلتها لا تختلف كثيرا في الأهداف الإستراتيجية العسكرية للمقاومة, وقد تختلف في الرؤى العقائدية نسبيا, وبالرغم من ذلك فان جميع المقاومين من الفصائل الوطنية هم مسلمون وان لم ينتموا لتيار إسلامي عقائدي, وجميع المقاومين الإسلاميين وطنيون وان لم ينتموا لأحزاب وطنية والجميع يؤمنون بالعراق وطن يوحدهم مع احتفاظهم بخصوصية عقيدتهم الإسلامية أو الوطنية, ويجمعهم قاسم مشترك الإسلام ثم العراق كما اجتهد كباحث وفق المعطيات في ساحة الصراع, والجيش العراقي انعكاسا لشعبه وواجبا عليه خدمته هكذا تشير العقيدة العسكرية للجيش العراقي الأصيل, وبالتأكيد أن منتسبي الجيش العراقي الأصيل هم روافد لمؤسسة مهنية محترفة تستمد شرعيتها من هيكلها السياسي الوطني والجماهيري الشعبي ودعم حركات التحرر لدورها المستقبلي في تحقيق السلم والأمن والرخاء في العراق ولا يمكن توصيفها بشخص أو مجموعة أو جهة أو حزب فهي ملك الشعب وانعكاسا له.

 

حادثة ضرب منطقة البوكمال في سوريا، التي وقعت منذ شهور بسوريا، بوصفكم عسكري سابق ، كيف تقيمونها استراتيجيا؟

 

هذه ليست حادثة بل عدوان هكذا يوصفه القانون الدولي, وسلوك عسكري عدواني هكذا توصفه التقديرات العسكرية العملياتية والإستراتيجية, وذهب ضحيته مدنيون أبرياء عزل لا يحملون السلاح وتعتبر مجزرة إنسانية كما يجري يوميا في العراق هكذا توصفها قوانين ومواثيق حقوق الإنسان والقانون الدولي, لذا هو عدوان وليس حادثة, قوات الولايات المتحدة الأمريكية غازية همجية جاءت لتبقى في العراق, وتغير المنطقة والشرق الأوسط من22 قطر عربي الى56 دويلة متصارعة, تؤمن بهوس الهيمنة الكونية وقيادة العالم وجاءت لأهداف إستراتيجية بعيدة المدى, وقد أفشلت مشروعها المقاومة العراقية الباسلة, ويبدو لي أن الولايات المتحدة الأمريكية استنفذت بل وحرقت غالبية أوراقها العسكرية والسياسية بالتعاقب نظرا للتداعيات والفشل السياسي والعسكري المزمن منذ غزوها العراق ولحد الآن, فلديها في العراق جيش مترهل ومنهك ومني بخسائر كبيرة و يعتمد على عمليات ثانوية والتجسسية والمعلوماتية تنفذها المرتزقة والجواسيس, وبعض العمليات الشبحية شبه عسكرية المشكوك في نجاحها من قبل قوات خاصة, ونتاج سياسي تبعي( العملية السياسية) فاشلة من جميع الجوانب والمقاييس وكذلك في أفغانستان, وبالتأكيد القرار على تنفيذ العملية ضد الشقيقة سوريا "قرار استراتيجي سياسي ذو أبعاد عسكرية" واتخذ القرار بموافقة البيت الأبيض أو البنتاغون أو على اقل احتمال القيادة المركزية" وهو سلوك عدواني عسكري, أي ليس قرار ميداني لقائد قوات الاحتلال في العراق, ويصعب التكهن بما يفكر المخطط الاستراتيجي الأمريكي في ظل الانهيار العسكري والتخبط والزلزال الاقتصادي, كما ذكره تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية بأن القوة العسكرية والاقتصادية تتضاءل للولايات المتحدة,وفي جميع الأحوال أن العملية ذات طابع استراتيجي عسكري وسياسي معا وسلوك عسكري عدواني وقد تكون مناورة ( الهروب إلى الأمام) لصرف الأنظار عن الفشل والانهيار في العراق وأفغانستان والباكستان أو رسالة سياسية للضغط كي تمرر الاتفاقية أو استهداف جس, وجميع الاحتمالات واردة؟

 

ما الانعكاسات المتوقعة الحصول بعد توقيع الاتفاقية الأمريكية على الواقع العراقي وعلى الواقع العربي ؟

بالتأكيد الاتفاقية ذات دلالات وأبعاد إستراتيجية عسكرية خطيرة تنعكس على العراق أولا وعلى دول الجوار ثانيا, أما الدول العربية فقد فقدوا خيار القوة العسكرية كأداة لتنفيذ السياسة هكذا تقول الإستراتيجية, وهم يعيشون في حالة تيه وتشتت وتخبط مريب وخلاف دائم, والأكثر من ذلك انهيار مقومات الأمن القومي العربي، حيث أصبحت الدول العربية دولا نمطية تابعة للقرار الأمريكي، لا تجيد استخدام فضاءات المناورة العسكرية والسياسية والاقتصادية أو التلويح بالقوة على الأقل للحفاظ على المصالح الوطنية والقومية للأمة العربية والإسلامية, هذه نمطية إستراتيجية الثعبان(أندوك) ضد الأمة العربية والإسلامية، وأنا أعتقد أنها فاشلة بكل المقاييس, وشكلت عبئا سياسيا وعسكريا واقتصاديا كبيرا على الولايات المتحدة نفسها سبب في انهيارها لأنها أصبحت تعني بجميع المشاكل والمعضلات التي تعترض الدول العربية الحليفة لها, مما يرهل حلقة صانع القرار الأمريكي, وباتت الشعوب العربية تغلي وتثور وتقمع باستمرار, لان الشارع العربي لا يزال حي ينبض.

بالتأكيد هناك انعكاسات جوهرية على الواقع العراقي وخطيرة وتلوح بالأفق فوضى دموية أخرى يقودها سدنة الاحتلال لقمع الشارع العراقي وترصين وجود قوات الاحتلال التي لن تكون بمنأى عن الاستهداف المركز من قبل حركات التحرر العراقية.

 أما الدول العربية فهي لا تغيير ولم تزل بانتظار وصول المشروع الأمريكي إلى دولها، والشواهد كثيرة على ذلك، وأنا لا استبعد قيام الولايات المتحدة بخوض حرب محدودة منطلقة من ارض العراق وفقا لمتغيرات الصراع الدولي والإقليمي, بالرغم من إنها مثقلة بالانهيارات من جميع الجوانب.

كما أنني أعتقد أن هذه الاتفاقية صيغت لغرض الهروب من المسئولية القانونية والتعويضات للعراق من جراء الحرب ضد الإدارة الحالية ولتأمين القواعد والحصون العسكرية وجعل العراق قاعدة لوجستية تمول انهيارات جيوشها منه وتؤجج النزاعات والصراعات والحروب المحدودة مؤقتا لحين إعادة تنظيمها لشن حروبها الاستباقية المقبلة، وهذا مشابه لمبدأ نيكسون عندما خرجوا مثقلين بالهزيمة من فيتنام, وهو ما قد تحقق من جراء عمليات المقاومة العراقية والأفغانية الذين لا يزالون يقاتلون بضراوة واستوعبوا الدروس وتجنبوا الفخاخ التي أعدت لهم.

 على كل حال أن أمريكا فقدت بريقها السياسي والعسكري وعادت دولة عادية مثقلة بالمشاكل تلعق جراحها هذا رأي مؤقتا.

 

هل تعتقد أن الشعب العراقي والمقاومة ستقول قولتها بعد أن تمت الموافقة وتوقيع الاتفاقية الأمريكية على العراق؟

 

بالتأكيد أن الاتفاقية بعد أن مررت بتعاون سدنة الاحتلال لم تزل وستبقى حبرا على ورق بين محتل وأعوانه، ولا تشكل رقما للمقاومة العراقية والشعب العراقي الأبي، ولا يفت بعضديها وستسقطها, واعتقد أن المقاومة لها كلمتها استراتيجيا وتكتيكا في كافة ميادين الصراع على ارض العراق المفتوحة, وخصوصا بعد كشف الأوراق وسقوط الأقنعة, وبيان بوصلة السياسيين الجدد مزدوجي الولاء الإقليمي والأجنبي البعيد عن المصالح العليا للعراق وأمته العربية والإسلامية بالرغم من توشحهم باليافطة الإسلامية!!

 

عندما وقعت الاتفاقية الأمنية فوجئت الشعوب العربية بصمت رسمي عربي، بماذا تفسرون هذا الموقف، لاسيما عند المقارنة بالموقف الإيراني المناقض له؟ 

 

سبق وأن أشرنا إلى أن الموقف العربي مخيب للآمال، وفي أسوأ أحواله، ويعاني من ضعف وخلافات كبيرة وواسعة نظرا للتأثيرات الأجنبية من كل مكان, إضافة إلى جهد الدوائر الأمريكية لتفتيت الدول العربية، وإلحاق شعوبها بثقافات هجينة، وجعل بلدانها سوقا مفتوحة لعصابات الجريمة المنظمة وتبييض الأموال ولشركات السلاح والنفط والبضائع الأخرى الاستهلاكية الباهظة الثمن, بل ومنعتهم من الاستثمار في الزراعة والصناعة والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة ورهن مستقبلها بالنظام الرأسمالي الذي انهار كما نرى اليوم, وارتكبت الدول العربية أكبر خطأ استراتيجي عسكري سياسي وأخلاقي يحاسبهم الله ثم الأجيال القادمة عليه, عندما شاركوا ومهدوا لغزو العراق وتدميره الذي كان عنصر القوة والارتكاز للعالمين العربي والإسلامي والتأريخ يشهد بذلك, أما إيران فهي دولة براجماتية طامحة لملء الفراغ السياسي والعسكري في المنطقة وتسعى إلى لعب دور مؤثر ولها برنامجها ومشروعها في العراق وتهيمن على الهرمية السياسية والاقتصادية والعسكرية من خلال النفوذ الإقليمي المتعاظم والهيمنة على مصدر القرار في العراق باستثمار سطوة الدبابة الأمريكية وبرز جليا عندما شاغبت إيران في تمرير الاتفاقية لفترة محدودة لتحقيق مزيد من المكاسب الإضافية والتعهدات وتقاسم الثروات , وتبدوا أنها المستفيد الأساسي من احتلال العراق.

 

يقال إن أمريكا غير قادرة على المواصلة في العراق, هل نحن أمام انهيار أمريكي وكيف تستنتجون ذلك ؟

نعم أمريكا خسرت الكثير استراتيجيا وعسكريا، وآخر أورقها لعبة "بتريوس" التي يتبجح بها الإعلام بالترويج لأن الاحتلال قد نجح في العراق، ويحاول إعادة تسويقها في أفغانستان، وتفتقر إلى العناصر الأساسية لبناء دولة, وقد أفقد القوات المسلحة الأمريكية الكثير تكتيكيا-عملياتيا-استراتيجيا –ومعنويا وبالتالي سياسيا, وأعتذر عن تفسير ذلك لأسباب قد يستفيد منها الغزاة وأحتفظ بها فكريا، لأن خصومنا ليسوا أكفأ منا، بل يجيدوا استخدام الموارد المتيسرة لديهم وتوظيفها أحيانا بشكل أفضل. وبإمكانهم إعادة تقييم إستراتيجيتهم بشكل عقلاني ومنطقي وموضوعي بعيدا عن الغطرسة والعنجهية وهوس الهيمنة فيخرجون وينهون حروبهم المستعرة لتحقيق السلم والأمن الدوليين.

 

البعض تعجب من حكومة كردستان العراق عندما عرضت إقامة قواعد أمريكية كبديل للإتفاقية الأمنية في العراق إذا لم تحظَ بالموافقة البرلمانية (وهو ما لم يحدث بعد أن وافق البرلمان عليها)، هل هو دور جديد آخر للعمالة أم هي فقط عروض للعب دور الشرطي في العراق؟

لا استغراب في الموضوع بل أمرا متوقعا فالأحزاب الكردية انتهجت منذ أوائل القرن الماضي الارتباط بالأجنبي والعمالة, وموثق بالصور والتواريخ في الكثير من الكتب التي تناولت فضح العلاقة بين الأحزاب الكردية و"إسرائيل" وإيران وأمريكا والدول الأجنبية الأخرى, ليكونوا ورقة ضغط مستمرة على الحكومات العراقية, فلا استغراب في الموضوع ويجاهر قادة الحزبين أنهم جزء من قوات الغزو الأمريكي للعراق وكانوا عرابي الغزو ويعتبرون احتلال العراق تحريراً! وكافة العمليات المخابراتية خلال الحرب الباردة مع العراق منذ عام1991/2003 انطلقت من محافظتي أربيل والسليمانية المسيطر عليها من قبل الحزبين الكرديين, وقد نشرت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية بتاريخ8/6/2004رسالة موجهه إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش من رئيسي الحزبين الكرديين- مسعود بار زاني- جلال طالباني يعلنان فيها رغبتهما في دوام الاحتلال الأمريكي للعراق ودعمه مقابل إعطائهم منصب رئيس الدولة أو رئيس الوزراء وأورده كتاب- التغلغل "الإسرائيلي" في العراق- من الثورات الكردية إلى الحكومات الانتقالية للكاتب محمد الحوراني-مركز الراية للتنمية الفكرية.

وتشير الحقائق المستقاة إلى دور قذر تمارسه مليشياتهم في إذكاء الصراع الطائفي والمجازر التي ارتكبت منذ الغزو ولحد الآن في كركوك و الموصل وديالى, وأعتقد أن لهم أدواراً مقبلة في رقع الحرب الشبحية استراتيجيا-إقليميا-محليا!

 

هل نحن على أعتاب ظهور حقيقي لمعارضة كردية داخلية ومقاومة كردية للحكومة القائمة في كردستان ؟ 

نعم هناك نقمة شعبية متصاعدة في شمال العراق والشعب الكردي في العراق شعب وطني مؤمن متعايش يرفض المتاجرة به ورسم ملامح مستقبل اسود من خلال ما تقوم به تلك المليشيات وأحزابها وأداورها العميلة ويعاني شعبنا الكردي الكثير من القمع والاعتقالات والحاجة والفقر, وهناك عدد من القادة الكورد الوطنيين معارضين وملتصقين تماما بمواقف المقاومة العراقية والقوى الوطنية العراقية ويسعون لتحرير العراق والعمل تحت خيمة العراق الحر الموحد ويفدون العراق بدمائهم وأموالهم وهذه حقيقة.

 

هل المقاومة العراقية تخطط اليوم للتعاون مع المعارضة العراقية المتواجدة بالخارج وبشتى توجهات هذه المعارضة ؟

نعم.

 

هل تعتقد أن الكثير من العراقيين اليوم نادمين على أنهم لم يتخذوا موقف المقاومة والدفاع عن وطنهم منذ بداية العدوان؟

 

أنا شخصيا أعتقد أن المقاومة العراقية ساكنة في قلب كل عراقي شريف وغيور، وهناك من يحسن أن يحمل السلاح دفاعا وآخرون يحمونه، هذه هي المقاومة, ولها حاضنة لشرعيتها ومشروعيتها وشرف انتهاجها, وبالرغم من كافة المجازر والجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال والمليشيات المرتبطة به فنيا وشبحيا ضد قياداتها وعناصرها, ومحاولات تشويه المقاومة, إلا أن العراقيين واعون لأبعاد هذه اللعبة التي انكشفت وسائلها الرذيلة, وأعتقد مجتهدا ـ  نعم ـ أن العراقيين الذين لم يقاوموا حتى بقرارة أنفسهم نادمون, وهناك أكثر من موقف ومؤشر وطني لعدد من الشهداء انخرطوا تحت ضغط الحاجة للحصول على لقمة العيش مع الاحتلال (ليس مبررا للتعامل مع الاحتلال) وانتفضوا لكرامة شعبهم وقتلوا الجنود الغزاة عندما حاولوا المساس بشرف العراقيات أو إهانتهم، وهي دلالة على تجذر روح المقاومة في العراقيين.

ولم يستطع الاحتلال وأعوانه أن يقتلوها في نفوس الشعب العراقي الأبي ويطبعوا إذلاله, وبالرغم من جميع وسائل التضليل الإعلامي والإغراءات المالية والهجمات العسكرية القاسية للقمع-الصادم والمريع يبقى شعب العراق الحاضن الأمين لمقاومته الباسلة الجسورة والمحرك الأساسي لها وعضد لحركات التحرر العراقية.

 

لماذا لم يقاوم الجيش العراقي في البداية واليوم ينخرط كثير من أفراد الجيش السابق في صفوف المقاومة العراقية ؟

 

هذا غير صحيح. من قال أن الجيش العراقي لم يقاتل الغزاة؟! إن التغطية الإعلامية كانت أحادية من جانب واحد ويرى العالم ما يقدمه البنتاغون فقط عن قواته الغازية, هذه أكذوبة أمريكية بريطانية وإحدى وسائل التأثير النفسي (الحرب النفسية) يستخدمها الأعداء لزرع ثقافة الهزيمة وتطبيعها في عقولنا وقلوبنا، وروجتها وسائل إعلامهم الملحقة, لقد قاتل الجيش العراقي (مفخرة العرب) بشرف وببسالة منقطعة النظير وصمد لأكثر من 22 يوم من القتال الضاري غير متكافئ, مع قصف دموي مستمر طوال24 ساعة استخدمت فيه كافة الأسلحة المحرمة والقاذفات الإستراتيجية والذخائر الذكية والصواريخ الجوالة الحديثة المدمرة والقنابل النووية الكهرومغناطيسية الصغيرة واستهدفت البني التحتية وطرق الإمداد، وتعدى ذلك إلى ضرب المدنيين (الصادم والمريع) لخلق التأثير النفسي، وتحقيق الإثارة الشعبية، وهو أسلوب تكتيكي ضمن الحرب النفسية, فالجيش العراقي جيش تقليدي محترف، له خبرة القتال التقليدي، ومن جيوش دول العالم الثالث-وكان محاصرا لأكثر من عقد من الزمن-ولا يمتلك مقومات وعناصر الحرب الحديثة (القدرة الفضائية-المعلومات-مكننة الحرب ـ القاذفات الإستراتيجية وسلاح الجو-القدرة الصاروخية-القدرة البحرية-القدرة النفسية والإعلامية-الدفاعات الجوية) جميع تلك المقومات عناصر قدرة لحرب عالمية, ناهيك عن تحالف الجيوش الدولي، وما لم يكن في الحسبان، والتسهيلات العربية من الأرض والإمداد والمعلومات والقواعد والممرات البحرية وتسهيلات الحشد , ولذا فالجيش العراقي فقد بذلك إسناد أشقائه وجيرانه العسكري والسياسي واللوجستي (معاهدة الدفاع العربي المشترك)، وهو التزام استراتيجي وقومي وأخلاقي, بل إن جيران العراق المسلم اشترك بشكل غير مباشر مع قوات الاحتلال لغزو العراق، وما أفصح عنه "أبطحي" علنا في وسائل الإعلام وقال لقد ساعدنا أمريكا في احتلال العراق وأفغانستان!! ولو أن أي دولة كبرى تعرض جيشها لهذا الإعداد، والتفوق التقني، والتسليح، والتسهيلات، وتعدد محاور الاستهداف العسكري شمالي وشرقا وجنوبا وغربا "الكماشة" لن يستطيع أن يصمد أسبوعا واحدا، وأنا جازم بذلك وفقا لمعطيات التخطيط الاستراتيجي العسكري؛ فالقيادة العسكرية (فن استخدام الموارد وحشدها لتحقيق الهدف) فكيف أن كانت الموارد غير متيسرة ولا متماثلة والأرض والديموغرافيا عنصر سلب لا إيجاب؟

 

وفقا للدراسات الإستراتجية والتكتيك العسكري, اليوم من هو المنتصر في العراق؟ ولمن ستكون الغلبة في المستقبل وفقا لما تقرؤونه على الساحة العراقية وواقع الاحتلال الأمريكي ؟

 

أعتقد من المنظور الاستراتيجي أن حركات التحرر العراقية -المقاومة العراقية انتصرت، وستلحق الهزيمة الكبرى والنهائية بقوات الاحتلال، ولكن بنفس الوقت أعلنت عن قدرتها في تأمين انسحاب آمن لقوات الاحتلال دون تأثيرات أو سلوك عسكري مضاد إذا قررت انسحابها من العراق طوعيا وسلميا بدون مناورات, وفي جميع الأحوال بالرغم من الصمود الدامي فالمنتصر الشعب العراقي وأمته العربية والإسلامية الذي استطاع أن يصمد في أشرس صراع وأنتج مقاومة باسلة يفتخر بها كل عراقي شاء أم أبي وندعو لهم من الله التوفيق وسداد القرار والنصر وتحرير العراق من دنس الاحتلال لأن المعطيات الإستراتيجية تشير إلى أن النصر قريب سواء بهزيمة قوات الاحتلال عسكريا وفق المنظور الاستراتيجي، أو انسحابها طوعيا وسلميا ضمن إستراتيجية إصلاحية أن اختاروا ذلك.

أخيرا أقدم شكري وتقديري لموقع المسلم لهذا الحوار والبحث الاستراتيجي المصغر للواقع العراقي وبيان انعكاسات التكتيك والإستراتيجية الحالية وماهية التصورات المستقبلية في العراق والمنطقة, وأجبت مجتهدا وعسى أن أكون صائبا عذرا للإطالة... شكرا لكم

 

نشكركم شكراً جزيلاً على إفادتكم..