أنت هنا

15 جمادى الأول 1430
المسلم-متابعات:

استنكر الشيخ يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، استضافة "مركز الدوحة لحرية الإعلام" الصحفي الدنماركي فلمنج روس، ناشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام، في قطر بزعم الاحتفال باليوم العالمي للصحافة.

وأشار القرضاوي، في خطبة الجمعة التي ألقاها في مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة، أمس، إلى أن موقف الدنمارك معروف من قضايا الإسلام ولم تعتذر أو تتراجع عن إساءتها للرسول صلى الله عليه وسلم ولمشاعر المسلمين حتى الآن عبر ما نشرته من رسوم مسمومة في الصحيفة، مؤكدا أن الصحفي الذي قام بزيارة الدوحة هو الذي طلب إعداد الرسوم وقام بنشرها.

وقال د. القرضاوي إنه ما كان لقطر أن تقوم باستقبال ذلك الصحفي، وأشار إلى اعتذار أحد المسؤولين القطريين عن ذلك قائلا: "على الرغم من أن أحد المسؤولين القطريين اتصل بي وقال إن الزائر الدنماركي محرر في الصحيفة وليس الرسام الذي رسم الرسوم المسيئة وانهم لم يكونوا يعلمون أنه من ذات الصحيفة، ولكن الجهل في هذه القضايا والغفلة ليسا عذراً، فنحن نعلم أن للدنمارك موقفا من الإسلام ورسوله ونبيه وكتابه وشريعته وامته وكان موقفاً معروفاً في العالم الإسلامي، فحينما يدعى الناس في مثل اليوم العالمي للصحافة والاحتفال به ينبغي ان ندقق في المدعوين حفاظا على حرمة ديننا وحرمة رسولنا صلى الله عليه وسلم، ما كان ينبغي الغفلة عن هذا الأمر فلزم أن نعرف بهذا الأمر لتظل الأمة على يقظة في حق دينها ورسولها وقرآنها وعقيدتها وشريعتها حتى لا يتطاول عليها المتطاولون ولا يعتدي عليها المعتدون.

وأضاف د. القرضاوي أن الجميع يعلم موقف الصحف الدنماركية من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والجميع يعلم الرسوم الكاريكاتورية التي رأيناها بأعيننا وهي رسوم مقززة لا يقبلها منطق ولا يقبلها دين ولا يقبلها خلق في حق رسول هو أعظم رسل الله صلى الله عليه وسلم، وهذا يسيء إلى أمة كبرى لأن الإساءة إلى محمد صلى الله عليه وسلم معناها الإساءة لمليار ونصف المليار من البشر كلهم يفدونه بأنفسهم وبآبائهم وأمهاتهم، فهؤلاء أساؤوا لرسول الله ولم يعتذروا، ولم يعتذر رئيس وزرائهم ولم يعتذر رسامهم ولم تعتذر الصحيفة التي نشرت هذه الإساءات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد علمتم أن العالم الإسلامي في ذلك الوقت من أقصاه إلى أقصاه ثار على هذه الرسوم ولم يقبل أن يهان نبيه صلى الله عليه وسلم، ولكن الناس يقولون إن المسلمين قوم نساؤون سرعان ما تنطفئ جذوتهم وسرعان ما ينسون الإساءة والجريمة، ولقد نادينا من قبل بمقاطعة البضائع "الإسرائيلية" والأمريكية وتحمس الجميع مدة من الزمن وبعد ذلك ينسون ويفترون، وهكذا في الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أخذنا موقفا من الدنمارك ومقاطعتها وبعد ذلك توقفنا.

وكانت صحيفة "يولاندز بوستن" الدنماركية قد نشرت في 2005 رسومًا مسيئة للرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وتبعها عدد من الصحف الدنماركية والأوروبية، وهو الأمر الذي أشعل بركانًا من الغضب الإسلامي، حيث خرج ملايين المسلمين في مظاهراتٍ حاشدة احتجاجًا على هذه الرسوم.