أنت هنا

23 جمادى الثانية 1430
المسلم/ متابعات

تصاعدت ردود الفعل في العالم العربي والإسلامي على سب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للصحابة رضوان الله عليهم قبل أيام على إحدى القنوات التليفزيونية الإيرانية.

فقد رأى النائب الكويتي محمد هايف أن انتقام الله من سب الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للصحابة عكرت عليه فرحة الفوز، مؤكدا أن نجاد كان قد سب عدد من الصحابة في القناة الإيرانية الثالثة الإيرانية في العاشرة والنصف من مساء 10 يونيو الجاري.

واعتبر هايف، حسبما نقلت عنه صحيفة "الوطن" الكويتية أن اللغط السياسي وتفاقم الخلافات والاشتباكات التي وقعت في إيران في أعقاب الإعلان عن فوز نجاد إنما هي في الواقع انتقام الله للصحابة الذين قام نجاد بشتمهم وسبهم والتعدي عليهم قبل أيام في التلفزيون الإيراني.

وقال: إن نجاد تعدى قبل ثلاثة أيام على الصحابة الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدالله ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم وذلك على القناة الإيرانية الثالثة.

وتمنى هايف على نجاد أن يكون رئيسا للجميع في إيران ويبتعد عن مثل هذه التصريحات والتعدي على الصحابة الأجلاء.

وأضاف: إن هذا النهج من الرئيس الإيراني سوف يثير الطائفية في بلده، منوهاً إلى أن هذا النهج كان واضحا منذ توليه الرئاسة الإيرانية وكان عليه أن يبتعد عن هذه المسائل الخطيرة التي قد تقسم الشعب الإيراني وتحدث مزيدا من الفتن.

إلى ذلك وجه عضو مجلس الشورى السعودي د. الشريف حاتم بن عارف العوني رسالة إلى نجاد قال فيها: لقد استمع العالم الإسلامي لخطابكم الأول والثاني الذي تعرضتم فيه لشخصيتين عظيمتين في التاريخ الإسلامي , وهما شخصيتا الصحابيين الجليلين : طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما , وهما عند أهل السنة (على الأقل) من سادة الأمة الإسلامية واثنان من العشرة الميشرين بالجنة .

وأضاف الشريف موجها كلامه لنجاد: وقد اعترفتم في خطابكم الثاني أنهما كانا قد قدما خدمات جليلة للإسلام بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وفي حياته , ولكنكم وللأسف الشديد عدتم على هذا الثناء بالنقض , عندما وصفتموهما بأنهما قد نكثا العهد بسبب ما حصل في موقعة الجمل , وأنهما بذلك قد فقدا المميزات التي استحقاها بجهادهما وبذلهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . فبغض النظر عن الروايات التاريخية الملفقة أو المجتزأة التي تعزز رأيكم هذا حسب وجهة نظر أهل السنة , وبغض النظر عن التفسيرات البعيدة للحوادث الثابتة في التاريخ , وبغض النظر عن اللغة المتطرفة التي كتبت هذا الموضوع في الكتب الدينية والتاريخية لدى الشيعة والتي تبلغ حدا غاليا من التطرف , وحسب وجهة أهل السنة أيضا , بغض النظر عن ذلك كله وعن المناقشات الطويلة لأهل السنة له , فلم يكن من المنتظر منكم , وأنتم رئيس دولة , أن تسيئوا إلى مشاعر مليار مسلم من أهل السنة هذه الإساءة البالغة بتعرضكم لاثنين من كبار رموز الإسلام عندهم , ولا يليق برجل سياسة كبير في مستوى رئيس دولة أن يفعل ذلك ؛ لأنه سيخسر بذلك أكثر مما يربح , ويزيد من النار الطائفية في المنطقة اشتعالا , ويصل بها مستوى جديدا , لم يكن قد وصل إليه سابقا , فقد كان سابقا يقوده صراحة بعض رجال الدين وحدهم , فأصبح بخطابكم هذا يقوده السياسيون صراحة أيضا , بل يقوده رئيس دولة ... .

وطالب عضو مجلس الشورى السعودي نجاد بالاعتذار لجماهير أهل السنة قائلا: ومع أني لا أسمح لنفسي هنا أن أناقشكم في قناعتكم الخاصة التي يوافقكم عليها عدد كبير من أبناء أمتكم, ويخالفكم فيها أهل السنة كلهم , وهم الغالبية الكبرى من المسلمين ؛ إلا أن المنتظر أن تعتذروا للعالم الإسلامي عن هذه الإساءة , فالقناعات الخاصة لا تجيز الإساءة لمشاعر مئات الملايين من المسلمين , وإذا كان الله تعالى قد نهانا أن نسب الأوثان التي كان يعبدها المشركون لكي لا يؤدي ذلك إلى مفسدة أعظم , وذلك في قوله تعالى (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم) فمن باب أولى أن يكون مما ينهانا عنه الله تعالى أن نعلن بشتم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أجمعين , للسبب نفسه , وهو أن شتمهم سيزيد من نار الطائفية اشتعالا في المنطقة وسيسئ إلى مشاعر مليار مسلم .

وكان المفكر السلامي المعروف جمال سلطان قد انتقد هذا الفعل أيضا وكتب قائلا: لا أفهم ما هي صلة الصحابي الجليل طلحة بن عبيد الله ، أحد حواريي رسول الله وأحد رموز الجهاد الإسلامي الكبير وبطل غزوات النبي وأحد العشرة الذين بشرهم النبي بالجنة ، ما هي صلته بمشكلات أحمدي نجادي مع منافسه مير حسين موسوي في الانتخابات الرئاسية ، من أجل أن يشتمه ويشهر بخلقه ومكانته ودينه ويكاد يخرجه من ملة الإسلام ، السؤال أتوجه به إلى هؤلاء الذين يتحفونا بالحديث عن أن الهجوم على أصحاب النبي وأزواجه في إيران هو من فعل المتطرفين والمهاويس فقط عند الشيعة الإثنا عشرية ، ولكنها خصلة مذمومة عند معظم المعتدلين ، أين يضعون رئيس الجمهورية الإيرانية إذن ، لقد خطب مرتين أثناء الانتخابات ، وفي كل مرة يتعمد أن يستدعي أحقاده وأحقاد التاريخ لكي يسب الصحابة ويصف اثنين من رموز الصحابة وهما من العشرة المبشرين بالجنة ، يصفهم بالخيانة ، ما دخل طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما بمشكلات نجادي مع خصومه السياسيين ، وما دخل الصحابيين الجليلين في الانتخابات الرئاسية في إيران لكي يتبجح رئيس الدولة بشتائمه لهما ، وهل سنسمع بعض المحامين يستدعون شهادة جديدة من محمد علي التسخيري يحدثهم عن أن نجادي كان يقصد رجلين من أهل عبادان من معسكر خصومه ، وليس يقصد الصحابيين المعروفين اللذين بشرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، لبلائهما الكبير وتضحياتهما النبيلة في تعزيز رسالة الإسلام وحماية الدعوة ونصرة رسول الله ، هل يفعل ذلك التسخيري كما دجل علينا ، ونقلوا دجله ، بأن مزار أبو لؤلؤة المجوسي هو لشاعر إيراني قديم وليس لأبو لؤلؤة المجرم قاتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب !!، هل يمكن تصور مستوى التطرف والهوس من رئيس الجمهورية الأستاذ الجامعي وهو يهين علنا مشاعر أكثر من مليار مسلم من أهل السنة في العالم كله ، وبشكل مجاني ، ودون أن يكون في اشتباك فكري أو حتى شعوري له مع أهل السنة.

وأضاف سلطان: لقد فعل نجادي هذه الحماقات علانية وعلى الهواء مباشرة دون أن ينصحه أحد من "العقلاء" الذين يحدثونا عنهم بأن يتوقف أو يكف عن هذا الهراء وتلك البذاءة ، لم نسمع من يسمونهم "المعتدلين" يطالبونه بالاعتذار لمليار مسلم أهان مشاعرهم بكلامه غير المسؤول وشتائمه غير اللائقة ، هل أصبحت مشاعر المسلمين سوقا للمزايدات الطائفية الرخيصة في الانتخابات الإيرانية ، لقد ألقى مرشد الثورة علي خامنئي بثقله وثقل أجهزة الدولة بكاملها وراء هذا "المتطرف" واعتبر انتصاره عيدا لإيران ، ويبدو أنه كان من معالم هذا العيد أو من احتفالياته تلك الجرأة الطائفية غير المسؤولة والتي تكشف عن عمق تجذر الغلو الطائفي في مؤسسة الحكم في إيران .