أنت هنا

15 رجب 1430
المسلم-وكالات:

بعد يومين من قمع السلطات الشيوعية لهم، تجددت الاشتباكات، اليوم الثلاثاء، بين المتظاهرين المسلمين وشرطة مكافحة الشغب الصينية في عاصمة اقليم "شينجيانج" (تركستان الشرقية) الذي يشكل المسلمون أغلبية سكانه.

وتحدى المتظاهرون المسلمون حظر التجول الذي فرضته السلطات الشيوعية الصينية، وخرج المئات من عرقية الإيجور إلى شوارع مدينة "اورومتشي" اليوم الثلاثاء، في تظاهرة تقدمها مسنون ونساء وأطفال احتجاجا على أسر أقارب لهم.

من جهتها، قالت وسائل إعلام صينية رسمية اليوم الثلاثاء إن الشرطة ألقت القبض على أكثر من 1434 مسلما على خلفية الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع في عاصمة إقليم "شينجيانج" في شمال غرب الصين والذي يشكل المسلمون أغلبية سكانه.

وكان عبد الحكيم تكلامكان رئيس "الجمعية الإيجورية للتعاون مع تركستان الشرقية" قد أكد أن عدد ضحايا الأحداث الدامية التي وقعت في إقليم "شينجيانج"  أكثر من 600 قتيل مسلم إلى جانب آلاف الجرحى والمعتقلين.

وانتقد تكلامكان ممارسات الحكومة الصينية ضد مسلمي تركستان قائلا في لقاء مع قناة "الجزيرة الفضائية" إنه من الصعب رسم صورة دقيقة للوضع بسبب التعتيم الإعلامي الصيني على الأحداث.

ومن المعروف أن الإيجور هي إحدى العرقيات الإسلامية وموطنهم الأصلي هو إقليم تركستان الشرقية المسلم الغني بالبترول والذي يقع شمال غربي الصين والذي حصل على الاستقلال الذاتي صوريًّا عام 1955.

ويبلغ عدد سكان الإيجور نحو 25 مليون نسمة بحسب مصادر في إقليم تركستان بينما تزعم الأرقام الرسمية الصينية أن عدد الإيجور المسلمين لا يزيد على ثمانية ملايين نسمة.

والإيجور يتكلمون لغة محلية تركمانية ويخطون كتاباتهم بالعربية ولهم ملامح القوقازيين، وكانوا يشكلون 90% من سكان المنطقة، لكن هجرة الأقلية الصينية الشيوعية "هان" قوضت هذه الأغلبية المسلمة.

ومنذ استيلاء الحكومة الشيوعية على إقليم تركستان عام 1949 تزايد عدد أقلية هان الشيوعية الصينية في الإقليم من 6.7% إلى 40.6%، حسب الأرقام الرسمية، وأصبحوا يسيطرون على كل الوظائف الرئيسة وعلى النشاط السياسي.

وتفرض الصين على أقلية الإيجور المسلمة في الغرب الأقصى من البلاد حالةً من العزلة كما تقيد ممارستهم للشعائر الدينية، وتمنعهم من استخدام لغتهم في المدارس. وتقول بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية إن السلطات الصينية تمارس رقابةً دينيةً وتدخلاً
قسريًّا ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد شعب تركستان الشرقية.
وتتعرض تركستان لحملة تستهدف تغيير التركيبة الديموجرافية للسكان عبر تشجيع هجرة إثنية "الهان" البوذية على استيطان هذه المناطق؛ حيث يهيمنون على الاقتصاد والحكومات المحلية، فضلاً عن أن العدد الساحق من العمال في حقول النفط والمشروعات هم من الصينيين وليسوا من الإيجور.