أنت هنا

16 شوال 1430
المسلم- وكالة شهاب

نقلت تقارير صحفية عن مصادر مطلعة في واشنطن قولها إن مسؤول "إسرائيلي" هدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بنشر شريط فيديو يفضح دوره في الحرب على غزة إذا لم يسحب تأييده لتقرير جولدستون حول الحرب. ويظهر الشريط عباس وهو يقنع إيهود باراك وزير الحرب آنذاك بضرورة استمرار الحرب لإسقاط حماس.

وقالت وكالة "شهاب" الفلسطينية للأنباء إنها علمت بأمر الشريط من مصادر مطلعة في الإدارة الأمريكية. وأكدت المصادر أن التهديد بنشر الشريط كان وراء قرار السلطة الفلسطينية سحب تأييدها لمشروع قرار في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة يدعم تقرير ريتشارد جولدستون حول الانتهاكات في الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على قطاع غزة.

وأشارت إلى أن اجتماعا جرى في واشنطن في الأيام الماضية بين ممثلين عن السلطة الفلسطينية ووفد "إسرائيلي" حول الموقف من التقرير، حيث رفض ممثلي السلطة في البداية بشدة الطلب "الإسرائيلي" بعدم تمرير التقرير. لكن العقيد "الإسرائيلي" إيلي أفراهام قام بعرض تسجيل الفيديو على جهاز الحاسوب، ما دفع ممثلي السلطة إلى التراجع عن موقفهم.

وقالت المصادر إن الفيديو عرض لقاء وحوارا دار بين عباس وباراك بحضور وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني. وظهر عباس وهو يحاول إقناع باراك بضرورة استمرار الحرب على غزة، فيما بدا باراك مترددا أمام حماسة عباس وتأييد ليفني لاستمرار الحرب.

وأشار المصدر إلى أن أفرهام عرض أيضا على وفد السلطة تسجيلا لمكالمة هاتفية بين مدير مكتب رئاسة الأركان "الإسرائيلية" دوف فايسجلاس والطيب عبد الرحيم -الأمين العام للرئاسة الفلسطينية- الذي قال فيها إن الظروف مواتية ومهيأة لدخول الجيش "الإسرائيلي" لمخيمي جباليا والشاطئ، مؤكدا أن سقوط المخيمين سينهي حكم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، وسيدفعها لرفع الراية البيضاء.

ورد فايسغلاس على عبد الرحيم قائلا إن هذا سيتسبب في سقوط آلاف المدنيين، لكن عبد الرحيم أجابه بأن "جميعهم انتخبوا حماس، وهم الذين اختاروا مصيرهم وليس نحن".

وهدد الوفد "الإسرائيلي" ممثلي السلطة بعرض المواد المسجلة أمام الأمم المتحدة وعلى وسائل الإعلام، ما دفع وفد السلطة للموافقة على الطلب "الإسرائيلي" وكتابة تعهد خطي يقر فيه بعدم إعطاء تصريح لأي دولة لاعتماد تقرير جولدستون.

وكانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية قد أوردت إبان الحرب تصريحات لرئيس أركان الجيش "الإسرائيلي" جابي أشكنازي قال فيها أن السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها عباس خاضت مع "إسرائيل" الحرب على غزة.

وأضافت أن السلطة ضغطت على "إسرائيل" لإسقاط حكم حماس قبل بدء الحرب، كما أشارت إلى وثيقة أعدت في مكتب ليفني تكشف عن ممارسة عناصر فلسطينية رفيعة المستوى ضغوطا على "إسرائيل" بشكل كبير لإسقاط حكم حماس في غزة.

وأدت حرب غزة في ديسمبر 2008 ويناير 2009 إلى استشهاد ما يزيد عن 1400 فلسطيني معظمهم من المدنيين وجرح نحو 5 آلاف آخرين. وتستخدم الاحتلال في تلك الحرب أسلحة محرمة دوليا مثل الفسفور الأبيض الذي تسبب في حروق وتشوهات لدى المصابين.

وأثار قرار تأجيل تقرير جولدستون غضبا فلسطينيا عارما بين جميع الهيئات والفصائل الفلسطينية بما فيها حركة "فتح" التي يرأسها عباس، كما أثار غضب واستهجان المنظمات الحقوقية التي وصفت التقرير بالحيادية والدقة والنزاهة.