أنت هنا

4 محرم 1431
المسلم- وكالات

قال موقع الندوة العالمية للشباب الإسلامي إن سكان ثمانية قرى بالكاميرون أعلنوا اعتناقهم للإسلام. وذكر مدير مكتب الندوة في الكاميرون أن تلك القرى كانت تدين بالوثنية ثم تنصر أهلها بفعل أنشطة الكنيسة في البلاد، لكن الدعاة استطاعوا إقناع أهلها بالإسلام حتى أسلموا، ثم اهتموا بتثبيتهم على هذا الدين.

وذكر الموقع في تقرير نشره أمس السبت أن ثلاثة قرى في الكاميرون هي "كوادي"، و"تولوم"، و"بيزيل" أسلمت واحدة تلو الأخرى واعتنق الإسلام ثلاثة آلاف شخص فيها. كما قام دعاة من المهتدين الجدد بنشر الإسلام بين الناس في قرى مجاورة، حتى أسلمت 5 قرى أخرى على أيدي هؤلاء الشباب. وصار عدد المهتدين للإسلام 7 آلاف شخص.

وأضاف الموقع أن "هذا الفتح الطيب، ودخول هؤلاء المهتدين في الإسلام بفضل الله تعالى ثم بفضل جهود دعاة الندوة العالمية من خلال مكتبها في الكاميرون".

ونقل عن الداعية الكاميروني عبد الكريم أبو يريما مدير مكتب الندوة بالكاميرون، قوله إن الدعاة يبذلون جهودهم على مسارين؛ الأول: نحو المسلمين ليتعرفوا بدينهم أكثر، ويلتزموا به بصفته نظاماً للحياة، والثاني: مع غير المسلمين ليتعرفوا بهذا الإسلام وتعاليمه السمحة، ورجاءً في هدايتهم كسباً لودهم.

وأبو يريما كان أحد طلاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بقسم اللغة العربية وحاصل على الماجستير في الحضارة الإسلامية.

وأوضح أن المنطقة التي تقع فيها تلك القرى التي اعتنق أهلها الإسلام، كانت تدين بالوثنية وذد تنصر معظم أهلها بفعل النشاط الدؤوب للمنصرين الذين يصلون إلى كل بيتٍ وكل شخصٍ، بما لديهم من إمكانات لا قبل للدعاة المسلمين بها.

وتابع: "دخل دعاة الندوة هذه القرى الثلاثة وأخذوا يعرضون الإسلام على المواطنين وزعماء القبائل فيها حتى اقتنعوا بفكرة الإسلام ودخلوا جميعاً فيه".

وبين أن سبب اهتداء هؤلاء هو أنهم كانوا كغيرهم من البشر يبحثون عن الحقيقة  ويريدون أن يصلوا إلى الهداية، ولم ترض عقولهم ما كانوا عليه من دينٍ يطرح عليهم مفاهيم مغلوطة ومجافية للفطرة والعقل السليم. وأضاف: "لم يقنعهم بالحق إلا الإسلام، وأي عقيدة غير الإسلام لا توافق الفطرة، ولا يقبلها العقل الحصيف المنصف".

وفي مسعى لاحتواء هذا العدد الكبير من المهتدين، نظمت الندوة ثلاث دورات شرعية للمهتدين، وبدأ الدعاة يعرضون عليهم تعاليم الإسلام على مدار شهر. ثم تم تعيين داعية لكل قرية، ونُظمت للمهتدين دورةً أخرى تمهيدية، تهدف لاستخلاص دعاة من الشباب الذين يستطيعون التجاوب والتعامل مع المهتدين بلغاتهم.

وجرى إعداد هؤلاء الدعاة المهتدين حديثا ليشرفوا على العمل الدعوي بين أهليهم. وبالفعل آتت هذه الجهود ثمارها، حيث اهتدى على أيديهم 5 قرى أخرى في منطقة (تونروسيه)، وأسلم ما لا يقل عن 4 آلاف شخص آخر.

واعتبر أبو يريما أن هؤلاء المسلمون الجدد بلا شك مسؤولية كبيرة؛ إذ يحتاجون إلى المتابعة والعناية والاهتمام، إلى جانب احتياجهم إلى المساجد والمراكز الإسلامية، التي تقدم لهم المعرفة اللازمة وتدلهم على ما يزيل حيرتهم.

واستطرد قائلا: "نحن حقيقةً نحتاج إلى المساعدة في احتواء هذا العدد الضخم، في بناء المساجد والمراكز التي تستوعب هؤلاء ليستطيعوا الثبات على دينهم، والدعاة يتحركون بينهم، ويذهبون إليهم في بيوتهم ومدارسهم وكل مكان".

وأوضح أن إسلام هذا العدد الهائل من الناس لاقى ردة فعل قوية من جانب المنصرين، وقال: "حين يعلن أحد النصارى إسلامه، يجن جنونهم ويتساءلون، لماذا لا يتنصّر المسلم؟ وقد شعروا حيال هذا النبأ بخسارةٍ كبيرة وبدؤوا يتحركون، وفي أثناء زيارتي لهذه القرى، وجدتهم منتشرين فيها بشكل كبير، ويحاولون إعادتها إلى النصرانية، وقاموا بإنشاء مركز كبير جداً ليكون نواةً لنشاطهم، ولكن الله ناصر دينه، فالمهتدون الجدد متمسكون بالإسلام".

وأشار أبو يريما إلى أن المنافسة مع المنصرين قوية جدا "لأنهم أكثر عدةً وعدداً، ولو أخذنا ميزانية لجمعية واحدة من جمعياتهم، لوجدناها تساوي ميزانية كل الجمعيات الإسلامية العاملة". وتابع: "ما من مسجدٍ نبنيه في مدينة من المدن، إلا يبني بعد بنائه بشهرين كنيسة في نفس المكان، فليس هناك توازن بيننا وبينهم".

لكنه أكد في الوقت ذاته أن هذا لم يؤثر كثيرا على الدعوة؛ "فالإسلام ينتشر بقوة، ولا أعرف أن شخصاً مسلماً تنصر" في حين أن "عدد النصارى الذين يسلمون يتزايد بصورةٍ يومية".

وفي سبيل تعريف المهتدين بالإسلام، قام الداعية بيل محمود –من دعاة الندوة بالكاميرون وهو جامعيّ ومتخصص في الحاسب الآلي- بترجمة معاني القرآن بلغتهم الأصلية حتى يسهل عليهم التعرف على أحكام الإسلام وتعاليمه.

كما تقوم الندوة بالاهتمام بهؤلاء المسلمين الجدد لإعانتهم على الثبات على دين الحق. ويتم ذلك من خلال: كفالة عدد من الدعاة، وبناء المراكز الإسلامية في كل قرية لتكون مورداً ثقافياً يتعلمون منه وينهلون فيه من معارف الإسلام، هذا إلى جانب العناية بأبناء المهتدين وإرسال بعضهم في منح دراسية إلى الجامعات الإسلامية في الدول المسلمة، ليكونوا نبراساً في بلادهم وبين أهلهم حين يعودون إليهم.