أنت هنا

13 صفر 1431
المسلم ـ وكالات

اختطف إمام مسجد الإمام الرفاعي الشيخ محمد عبدالفتاح المجذوب، من أمام المسجد في بلدة مجدل عنجر، حيث جرت عملية الخطف عند الحادية عشرة والنصف من ليل أمس الأول، وكانت سيارته المرسيدس البيضاء لا تزال مركونة إلى جانب الطريق وعمامته على الارض، ومحرك السيارة يعمل .

وكان الشيخ قد توجه في سيارته مساء اول من امس، وبرفقته زوجته الى منزل اهلها الذي يقع في أطراف البلدة لقضاء الليلة عندهم، ولدى وصولهما أبلغ زوجته انه نسي شيئاً في المنزل سيذهب لإحضاره ويعود، الا ان الشيخ المجذوب أجرى لاحقاً اتصالاً بوالده وقال له: "الحقني بسرعة" وانقطع الاتصال.

ولدى البحث عن السيارة وجدها الأهل والأقارب عند مدخل الطريق المؤدية الى معمل السكر وهي من نوع مرسيدس 320 بيضاء اللون متوقفة لكن محركها لا يزال يعمل، وتم إبلاغ الأجهزة الأمنية والقضائية التي حضرت الى المكان وأجرت كشفاً على السيارة ورفعت البصمات، وتبين ان الهاتف الخليوي الذي أجرى الشيخ المفقود الاتصال بواسطته موجود في السيارة وعمامة الشيخ مرمية على الأرض بجانب السيارة.
وقد ضربت وحدات الجيش اللبناني المنتشرة في المنطقة طوقاً محكماً حول البلدة وتعمل للعثور عليه، فيما تقوم قوى الأمن الداخلي بالتحقيق بالحادث .

من جانبه، ودان مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني "بشدة خطف الشيخ المجذوب"، وقال: "إن حوادث الخطف والقتل ونشر الرعب في البلاد، ترتكبها الأيدي الآثمة التي تحاول دائماً زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وتخدم العدو الصهيوني حيث عادت أصابع الفتنة تتحرك من جديد لزعزعة هذا الاستقرار، خصوصاً باستهدافها أهالي مجدل عنجر بين حين وآخر بخلفيات سياسية لا تخفى على احد".

من جهة أخرى، تداعى وجهاء وفعاليات ومشايخ بلدة مجدل عنجر إلى اجتماع في دار البلدية، بعد شيوع خبر اختطاف إمام مسجد الرفاعي في البلدة.

وأصدر المجتمعون بياناً جاء فيه: "إستفاقت البلدة على خبر اختفاء الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب، إمام مسجد الإمام الرفاعي في مجدل عنجر، وقد جرت عملية الخطف بشكل منظّم على طريق معمل السكر حيث ركن سيارته، وقد كانت عمامته على الأرض"، وأضاف البيان: "إنَّ المجتمعين يستنكرون عملية الخطف بكل المقاييس حيث تم التعرض لرجل دين سعى إلى تحقيق الصلح والخير بين الناس، وهم يجمعون على اعتبار هذا الأمر سابقة خطيرة، على أجهزة الدولة مجتمعةً أن تعمل جادة وأن تسعى بكل الوسائل لاكتشاف مكان الخاطفين".
 
وأكد المجتمعون في بيانهم أن "الدولة مسؤولة بشكل مباشر عن أمن المواطنين"، محمّلين إيّاها "نتائج ردود الفعل التي يمكن أن تصدر"، مشددين على أن "أي تلكؤ في الأمر ستكون له عواقب وخيمة". وإذ أشاروا إلى أن "البلدة قد عاشت في الفترة الأخيرة مرحلة من الاستقرار الأمني"، لفتوا في بيانهم إلى أنه "ربما لم يرق هذا الأمر للبعض فبادروا إلى تعكير الأجواء".

وطالبت فعاليات البلدة في ختام بيانها السلطة الأمنية والإدارية بـ"الإسراع في كشف الجناة حفاظاً على السلم الأهلي في الوطن"

وزار وفد من البلدة رئيس فرع المخابرات في البقاع العميد حسين خليفة للاستفسار عن مصير الشيخ المجذوب وتبلغ منه ان الأجهزة الرسمية لا تتعامل مع رجال الدين بهذه الطريقة وانه ليس لدى الأجهزة الأمنية.

يذكر أن الشيخ المجذوب سلفي من بلدة كامد اللوز المجاورة لمجدل عنجر في البقاع الأوسط، واشتهر بسعيه للصلح والخير بين الناس بحسب ما ذكر البيان.