أنت هنا

7 جمادى الأول 1431
المسلم- مواقع إسلامية

شيّع البوسنيون يوم الاثنين قائد جيشهم أثناء عدوان الصرب الجنرال راسم ديليتش الذي توفي الجمعة الماضي في موكب مهيب طاف شوارع العاصمة سراييفو.

وتقدم الموكب رئيس العلماء الدكتور مصطفى تسيريتش، ورئيس مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث سيلاجيتش، وقائد الجيش الحالي سليم سيكوتيتش، وزعيم كتلة حزب "العمل الديمقراطي" ذو المرجعية الإسلامية باكر علي عزت بيجوفيتش، ورئيس حزب العمل سليمان تيهيتش، وقادة الأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني في البوسنة.

وقد شارك الآلاف في الجنازة الأضخم منذ وفاة الزعيم الراحل علي عزت بيجوفيتش عام 2003.

ودُفن ديليتش الذي توفي عن 61 عاما في مقبرة شهداء العدوان الذين شن على البوسنة بين 1992 و1995 بمنطقة بكواتشي في سراييفو العتيقة، إلى جانب الرئيس الراحل علي عزت بيجوفيتش.

وتمت مراسيم الدفن وفق الشريعة الإسلامية، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع البوسنية. وقالت أسرته إنه توفي في الساعة السادسة ولنصف بعد أدائه صلاة الفجر في المسجد.

ورغم ترددة على المستشفيات في أواخر أيامه، نزل نبأ موت الجنرال ديليتش في بيته بـ فيسوكو (25 كيلومتر جنوب سراييفو) كالصاعقة على المسلمين، الذين توافدوا قبل صلاة الجمعة وبعدها على منزله لتقديم واجب العزاء، والتعبير عن حزنهم على فقدهم قائدهم العسكري أثناء العدوان الذي تعرضت له بلادهم على مدى 4 سنوات.

وديليتش من مواليد 4 فبراير 1949، وكان ضابطًا كبيرًا في الجيش اليوغسلافي السابق، وفي سنة 1992 انضم للمقاومة الشعبية ضد الإبادة التي كان يقوم بها الجيش اليوغسلافي ضد غير الصرب، ولاسيما البوشناق المسلمين في البوسنة.

ودخل الجنرال ديليتش الجيش سنة 1967، وأنهى الأكاديمية العسكرية سنة 1971، وفي عام 1989 دخل مدرسة إعداد القادة العسكريين، وفي 13 أبريل 1992 ترك الجيش اليوغسلافي، وفي 8 يونيو عام 1993 تولى قيادة الجيش البوسني خلفًا للجنرال سفر خليلوفيتش، وظل في منصبه حتى نهاية الحرب في 21 نوفمبر 1995. ومنذ 1995 وحتى عام 2000 كان قائدا للجيش الفيدرالي.

وبعد اتهامه بالتقصير في معاقبة متهمين بارتكاب تجاوزات أثناء الحرب، حكم عليه من قبل محكمة الجزاء الدولية في لاهاي بالسجن لمدة 3 سنوات. لكن قادة البوسنة وشعبها يعتبرون أن ما تعرض له من محاكمة كان ظلما لأنه لم يكن مسئولا عن وحدات عسكرية غير خاضعة لإمرته، وكانت تعمل بمفردها ولديها قنواتها الخاصة.