أنت هنا

16 رجب 1431
المسلم- وكالات

 شهدت مراكز الاقتراع في أنحاء جمهورية قيرغيزيا إقبالا اليوم الأحد خلال الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يقرّر ما إذا كانت البلاد ستصبح أول دولة ذات نظام ديمقراطي برلماني في آسيا الوسطى، جاء ذلك رغم المخاوف من اندلاع أعمال عنف على خلفية الاضطرابات العرقية التي وقعت الشهر الجاري في جنوب البلاد وخلفت مئات القتلى والجرحى وآلاف المشردين.

وقالت اللجنة المركزية للانتخابات إن 43.14 % من الناخبين أدلوا بأصواتهم بحلول الساعة الثالثة بعد الظهر (0900 بتوقيت جرينتش) بعد سبع ساعات من فتح مراكز الاقتراع في أنحاء البلاد التي يسكنها 5.3 مليون نسمة. وليس هناك حد أدنى مطلوب من المشاركة في التصويت.

وكان من المفترض أن يشارك حوالي 2.5 مليون ناخب قرغيزي من سكان الجمهورية المسلمة البالغ عددهم 5.3 ملايين نسمة، في الاستفتاء الذي تعتبره الحكومة الانتقالية حيويا لتعزيز سلطتها بعد أحداث العنف الدامية الأخيرة.

 

وأبرز ما في الدستور الجديد تقليص صلاحيات الرئيس لصالح البرلمان بغية الحيلولة دون تركز السلطات في يد شخص واحد، إضافة إلى أن الدستور الجديد -في حال إقراره- يحظر على أي حزب أن يشغل وحده أكثر من 50 مقعدا في البرلمان المؤلف من 90 مقعدا.

ووصلت روزا أوتونباييفا زعيمة الحكومة المؤقتة في موكب وسط إجراءات أمنية مشددة إلى مدينة أوش بجنوب البلاد والتي تمركزت فيها أحداث العنف، حيث أدلت بصوتها في جامعة محلية.

وقالت أوتونباييفا عقب الإدلاء بصوتها "بلادنا اليوم على شفا خطر كبير لكن نتائج هذا الاستفتاء ستظهر أن البلاد موحدة وأن الشعب واحد. ستقف قوية على قدميها وتمضي قدما."

وتقول الولايات المتحدة وروسيا إنهما ستدعمان حكومة قوية لتفادي امتداد العنف عبر آسيا الوسطى وهي منطقة استراتيجية مجاورة لأفغانستان.

وبموجب الدستور الجديد ستظل أوتونباييفا -وهي المرأة الوحيدة التي تقود دولة في آسيا الوسطى- الرئيسة المؤقتة حتى نهاية عام 2011 قبل أن تتنحى. وستجرى الانتخابات البرلمانية كل خمسة أعوام ولن يحكم الرئيس إلا لولاية واحدة مدتها ستة أعوام.

وتولت أوتونباييفا وهي سفيرة سابقة في الولايات المتحدة وبريطانيا السلطة بعد انتفاضة في إبريل أطاحت بالرئيس كرمان بك أقاييف. وعلى الرغم من أنها تنحدر من الجنوب فقد بذلت جهدا كبيرا للسيطرة على المنطقة التي تمثل معقلا لعائلة باقييف.

كما تسبب العنف في زيادة الانقسامات بين القرغيز والأوزبك الذين يتساوى عددهم تقريبا في الجنوب. ويقول الكثيرون ممن ينحدرون من أصول أوزبكية إنهم كانوا مستهدفين وإنهم لا يرغبون في دعم ما يعتبرونه مبادرة قرغيزية. وقد تحدث الكثير من الأوزبك عن عمليات قتل واغتصاب وتخريب مخطط لها مسبقا خلال أحداث الشهر الجاري. 

وكانت الأرقام الرسمية قد أفادت أن نحو 100 ألف شخص هربوا من قرغيزيا باتجاه أوزبكستان خلال المواجهات التي شهدتها البلاد يوم 11 يونيو الجاري واستمرت عدة أيام وأسفرت عن مقتل 251 شخصا وجرح أكثر من 2200، لكن مصادر أوزبكية تحدثت عن أعداد أكبر من القتلى والجرحى.