
اعتدت قوات الاحتلال الصهيونية باستعمال جرافات فجر اليوم الجمعة، بجرف وهدم وإزالة كاملة لعشرات القبور في مقبرة مأمن الله تحت جنح الظلام في مدينة القدس المحتلة، وذلك مواصلة جريمتها بحق المقبرة الإسلامية التاريخية.
وأكدت "مؤسسة الاقصى للوقف والتراث" في بيان لها أن سلطات الاحتلال وأذرعها التنفيذية ارتكبت جريمة بحق المقبرة، مؤكدة أن كل القرائن الموجودة على أرض مقبرة مأمن الله تدلّ أن المؤسسة الصهيونية على ما يبدو تخطط لمواصلة جريمتها وهدم مئات القبور في الجزء المتبقي من المقبرة.
وأضاف بيان المؤسسة "أن طاقم منها وصل الموقع في تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً، ووقف على الجريمة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال، وتبين أنه تم جرف عشرات القبور في عدة مناطق في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله".
وشددت المؤسسة على أن "هذه الجريمة جاءت بعد قيام مؤسسة الأقصى ومتولي الوقف في المقبرة المهندس مصطفى أبو زهرة والحاج سامي رزق الله أبو مخ بترميمات وصيانة لمئات القبور التي يتهددها خطر الاندثار بسبب الاعتداءات الإسرائيلية المتراكمة على مر أكثر من 60 عاما".
واستنكر رئيس مؤسسة الأقصى المهندس زكي إغبارية هذه الجريمة، وحمّل حكومة الاحتلال مسؤولية ما وقع من جريمة نكراء، وكذلك مسؤولية ما قد يحدث عقب هذه الجريمة بحق القبور والأموات المدفونين فيها .
وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت وبثت ليلة أمس الخميس تقارير وصور صحفية لجرافات المؤسسة الصهيونية وهي تهدم عشرات القبور وتجرفها وتزيلها بشكل كامل من المقبرة .
وذكرت وسائل الإعلام الصهيونية انه تم جرف نحو 150 قبرا في ساعات الليل من ليلة الأربعاء، بعدما فشلت بالقيام بجرف هذه القبور نهارا بسبب تواجد ممثلين عن الأوقاف الإسلامية والحركة الإسلامية خلال عمليات الهدم الأولى .
من جانبه، قال المحامي زاهي نجيدات – متحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – تعقيبا على هذه الجريمة :" لن نيأس ولن نستسلم ولن ننسحب من معركة صراع الإرادات على مقبرة مأمن الله .
وأضاف "نقول للمؤسسة الإسرائيلية الغاشمة: إن ظننتم أنكم بجرف القبور فإنكم ستجرفون التاريخ فأنتم واهمون، فإسلامية وعروبة القدس أقوى من جرافاتكم الصمّاء وعقولكم الجوفاء".
وكانت جرافات بلدية الإحتلال في القدس قامت نهار يوم الأربعاء بهدم وجرف 15 قبراً من مقبرة مأمن الله في القدس، إلاّ أن فواز حسن متابع أعمال مؤسسة الأقصى في القدس، والحاج مصطفى أبو زهرة، احد متولي وقف مقبرة مأمن الله، تواجدا في المكان وقت وقوع الجريمة، وقاما باعتراض الجرافات بجسديهما، وجرت مشادات كلامية بينهما وبين طواقم البلدية وأفراد الشرطة الصهيونية والقوات الخاصة، التي تواجدت لحراسة آليات الجرف، وبالفعل وبعد جرف 15 قبرا، توقف الهدم والجرف، وبعد نحو ساعة انسحبت آليات الهدم.
يُذكر أن مقبرة مأمن الله هي أعرق وأكبر مقبرة إسلامية في القدس دفن فيها عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والتابعين والشهداء والعلماء، وتعرضت لعشرات الإعتدءات.