أنت هنا

12 رمضان 1431
المسلم- وكالات

ألغت النيابة العامة السويدية مذكرة الاعتقال التي أصدرتها صباح اليوم السبت ضد جوليان أسانج مؤسس "ويكيليكس" لنشر الوثائق السرية بعد سبع ساعات من اتهامه بالاغتصاب معللة السبب بأنها "لا تستند إلى أي أساس".

 

 

وكانت السلطات السويدية قد وجهت تهمة "الاغتصاب" أسانج، مؤسس "ويكيليكس"، المتخصص في الكشف عن الوثائق السرية والتي كان آخرها المتعلقة بالغزو الأمريكي لأفغانستان.

 

وقالت كارين روساندر الناطقة باسم الادعاء العام اليوم السبت إن التهم جرى توجيهها مساء الجمعة دون الإدلاء بالمزيد من التفاصيل، غير أنها نفت علمها إذا ما كان أسانج، الذي زار السويد في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، مازال داخل البلاد أم لا.

 

وأشارت إلى أن الشرطة لم تتمكن من الاتصال بأسانج، إلا أن "ويكيليكس" نفى في صفحته بموقع "تويتر"، تلقي أي اتصالات من جانب الشرطة السويدية، وقال: "نحن في غنى عن القول إن هذا ليس إلا وسيلة لتشتيت الانتباه."

 

وذكرت صحيفة "اكسبرسن" السويدية أن أسانج وهو أسترالي في التاسعة والثلاثين من عمره ملاحق بتهمة الاعتداء على امرأة.

 

ولم يتسن الاتصال على الفور بأسانج لكن أحد معاونيه قال لوكالة الأنباء الفرنسية في اتصال هاتفي أجري معه من أيسلندا إن هذه الاتهامات "خاطئة". وقال كريتسن هرافنسن "لم يكن أسانج على علم بهذه الاتهامات قبل أن يقرأ عنها في صحيفة اكسبرسن اليمينية صباحا"،  متهما "منظمات نافذة بالوقوف وراءها للإساءة إلى سمعة ويكيليكس".

 

وأكد هرافنسن أن أسانج لا يزال في السويد من دون أن يحدد المدينة و"أنه سيتوجه في أسرع وقت إلى أقرب مركز للشرطة".

 

وأعلن أسانج، خلال مؤتمر صحفي في السويد الأسبوع الماضي، أن موقعه الإلكتروني، الذي نشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية المتعلقة بالغزو الأمريكي في أفغانستان، يستعد لنشر 15 ألف وثيقة سرية أخرى، خلال أسبوعين.

 

وكان وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، قد انتقد بشدة، الشهر الماضي، عملية تسريب عشرات الآلاف من الوثائق المتعلقة بعمليات جيش الاحتلال الأمريكي في أفغانستان، معتبراً أن ذلك "سيكون له عواقب وخيمة على حياة الجنود الأمريكيين في ساحة المعركة"، كما حذر من إمكانية أن تضر المعلومات المنشورة بعلاقة الولايات المتحدة مع حلفائها في المنطقة.

 

وبالتزامن مع ذلك، شنت قيادة الجيش الأمريكي هجوماً عنيفاً على مدير موقع "ويكيليكس"، لنشره الوثائق المسربة، وقالت إن يديه قد "تتلطخان بالدماء" جراء الخطر الذي يترتب عن عمله.

 

 وفي مؤتمر صحفي عقده في البنتاجون، قال جيتس إن وزارة الدفاع بدأت تحقيقاً لمعرفة كيفية تسرب الوثائق السرية إلى الموقع، مضيفاً أنه طلب من مكتب التحقيقات الفيدرالي المساعدة في هذا التحقيق.

 

وقال جيتس إن الوثائق تهدد بفضح التكتيكات القتالية والأساليب الاستخباراتية التي تتبعها القوات الأمريكية في أفغانستان، الأمر الذي قد يعرضها لمزيد من الأخطار، متعهداً بمراجعة سياسة تصنيف الوثائق لمنع وصول المعلومات السرية إلى أشخاص غير مصرح لهم بذلك.

 

وأقر جيتس بإمكانية وجود آلاف الوثائق الإضافية التي قد يكشفها موقع "ويكيليكس" خلال الأيام المقبلة، وأضاف أن الولايات المتحدة لديها "التزام أخلاقي" بحماية أرواح كل الذين قد يتعرضون للخطر جراء ورود أسمائهم في الملفات المسربة.

 

يذكر أن أسانج قد رفض الكشف عن مصدر معلوماته، قائلاً إن تعريض الأشخاص الذين يقدمون الوثائق السرية له قد يمنع الناس من الوثوق به مستقبلاً، ما يحول دون حصوله على المزيد من المعلومات السرية.