الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة بالبرازيل: نعاني من قلة المدارس الإسلامية وندرة الدعاة.. التنصير يستغل فقر المسلمين
20 رمضان 1431
تسنيم الريدي

- هناك ما هو أجدى من الزواج من أجنبيات بغرض السفر للدعوة!!
- نعانى في البرازيل من افتقاد الشباب لهويتهم الاسلامية

مع تزايد أعداد المسلمين فى الغرب ظهرت العديد من المشكلات الاجتماعية والتربوية التي تخص شباب وفتيات الجاليات الاسلامية، وظهرت أبعادها بشدة مع تقليل حجم نشاط المراكز الاسلامية وتفعيل دور الاعلام الغربي المضاد والمهاجم للاسلام والمسلمين والمؤيد لقيم الانحراف، فنرى من الشباب من فقد هويته العربية والإسلامية وانصهر في المجتمع الغربي بعاداته وتقاليده و انسلخ من أصله العربي الإسلامي، فصار المجتمع بكل ما يحمل من عادات وتقاليد تتعارض مع تعاليم ديننا يساهم في تشكيل شخيات وسولكيات الشباب، بل ويحارب ما تزرعه الأسرة فيهم من قيم وأخلاقيات.
توجهنا الى الشيخ خالد تقي الدين الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل، و ومدير الشؤون الإسلامية باتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل وكان معه هذا الحوار الذي القى الضوء على وضع المسلمين في البرازيل:

- ما رأيكم في قناعة بعض الشباب الدعاة العرب بضرورة السفر للدول الغربية للدعوة بها، وتيسير الحصول على التاشيرة للسفر بالزواج من الاجنبيات ؟
من يذهب للدعوة إلى البلاد الغربية لابد ان يكون متسلحا ببعض الأمور الأساسية ، منها العلم الشرعي ، ولغة أهل البلد التي يذهب إليها وعاداتهم وتقاليدهم ، ويكون خبيرا بفقه الواقع ، إضافة لأمر مهم هو الصبر والثبات ، وإلا تحول ذهابه لنزهة وقضاء للوقت ، وأنصح هؤلاء الشباب بأن يبحثوا عن طرق أخرى لدعم الجاليات المسلمة في الغرب ، منها دعم المؤسسات الموجودة في الغرب بهذا المال ويكون لهم نفس الأجر أو عمل مواقع أليكترونية بلغات هذه البلاد والاستعانة ببعض المؤسسات الإسلامية في البلاد المستهدفة بالدعوة ، أجد أن هذه الطرق أجدى في النفع من الزواج من أجنبيات بغرض الذهاب للدعوة .

 

- كيف تقيمون التواصل بين الدعاة في البرتغال والبرازيل
التواصل بين الدعاة في البرازيل والبرتغال مازال ضعيفا ولدينا تصور للمرحلة القادمة بأن يتم وضع آلية للتواصل بين جميع الدول الناطقة باللغة البرتغالية ومستقبل الدعوة فيها .

 

- من خلال عملكم ما هي اكثر المشكلات التي تواجه الشباب الاسلامي والاسرة المسلمة في البرازيل.. وكيف يتم تحدي هذه المشكلة والتغلب عليها؟
أكثر المشكلات التي تواجه الأسرة المسلمة والشباب المسلم في البرازيل

أولا : ضعف الوعي الديني :-

ويعود ذلك لقلة العلم الشرعي عند أبناء الجالية المسلمة ، والعلم من أهم الأمور التي ينبني عليها العمل ، قال الله تعالى " فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك " سورة محمد 19، وأسباب هذا الضعف تعود إلى :
• قلة عدد الدعاة العاملين على الساحة ، ففي حين يوجد في البرازيل حوالي 100 مسجد ومصلى ، بالمقابل لايوجد سوى 40 داعيا ، ونريد أن نثمن الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف المصرية ، والأزهر الشريف من ابتعاث للدعاة ، والمقرئين خلال شهر رمضان المبارك ،وكذلك رابطة العالم الإسلامي ووزارة الأوقاف السعودية ، ولكن هذا الجهد لايكفي فالبرازيل بحاجة لدعاة يجيدون اللغة البرتغالية ، ويكون لديهم من الحكمة والصبر والهمة والمثابرة والعزم ، مايدفعهم لابتكار الأساليب والطرق المناسبة لإنقاذ أبناء المسلمين وتعليمهم مبادئ الإسلام .
• ندرة المدارس الإسلامية فرغم هذا العدد الكبير للمسلمين إلا أنهم لاتوجد لديهم سوى مدرستان وبعض الصفوف التعليمية ، ولايوجد أي مدرس مبتعث من قبل الدول الإسلامية .
• ندرة الكتب الإسلامية التعليمية باللغة البرتغالية ، المعتمدة من وزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف ، وكذلك المواقع الاليكترونية باللغة البرتغالية ، وهذا يترك الساحة فارغة أمام بعض التيارات أو الجماعات أو الأفكار الباطنية لملأ الساحة بالكتب التي تمتلئ بالمغالطات الفكرية ، والتي تشكل خطرا على تماسك الأسرة ولجوء بعض أبنائها للتطرف .

ثانيا : الانحلال الأخلاقي :-

الانحلال الأخلاقي والذي يعني الحرية التامة التي تعطى للشباب في هذه البلاد ، من شرب للخمر ، ونوادي الرقص ، وتعاطي المخدرات ، والعلاقات الكاملة بين الشاب والفتاة ... الخ ، هذه الأمور تبدو طبيعية في عرف المجتمع البرازيلي ، ولكنها محرمة في شريعتنا ، هذا الانحلال يجعل هناك صراع بين العائلات المسلمة وبين هذه الأعراف التي تعيق عملية التربية وتجعلها صعبة في مواجهة تيار شديد من الأعراف التي لاتتناسب مع التعاليم الإسلامية .
وقد كان من آثار هذا الانحلال :
• انجراف نسبة من شباب المسلمين في تعاطي المخدرات .
• نسبة كبيرة من هؤلاء الشباب تمارس العلاقات المحرمة .
• كثير من أبناء المسلمين يبدون دون هوية وتتنازعهم الشهوات التي تحيط بهم من كل جانب .
وعلى جانب آخر أدى هذا الانحلال لكثير من الجرائم ، والشذوذ ، وتعرضت المرأة البرازيلية في العموم لكثير من الاعتداءات ، وأصبح دورها هو إشباع غريزة الرجل ، ولقد تأثرت المرأة المسلمة كذلك بهذه الأعراف والتوجهات داخل المجتمع البرازيلي ، وتوضيحا لهذا الأمر نلقى بعض الضوء على واقع المرأة التعيس داخل البرازيل وماذا تقول آخر الإحصائيات الواردة عن محكمة القضاء العالي البرازيلية :

1- كل 15 ثانية تتعرض إمرأة داخل البرازيل للاعتداء .
2- تسجل يوميا تسع حالات اعتداء على النساء في مراكز الشرطة البرازيلية .
3- من بين كل خمسة نساء توجد امرأة تعرضت للاعتداء داخل البرازيل .
4- تصرف الحكومة البرازيلية 10.5% من ناتج الدخل القومي لمعالجة الآثار المترتبة على الاعتداء على النساء .
هذا هو الوضع الحالي للمرأة داخل البرازيل ، وهذا هو المسجل وماخفي كان أعظم !
إن الذي حدث هو نتيجة حتمية لبعد الكثيرين عن منهج السماء ، وترويج وسائل الإعلام للرذيلة ، والزنا الذي أصبح تعارفا بين الشاب والفتاة ، وبحث الكثير من البرازيليين بسبب العلاقات الغير شرعية والعري المزري عن طرق جديدة طرقا لإشباع متعتة وشهوته ، لدرجة أن أعداد الشواذ جنسيا من الرجال والنساء في البرازيل قد بلغ 10% من مجموع الشعب البرازيلي أي مايعني 16 مليون من الرجال والنساء ، منهم 17 ألف حالة يعيشون معاً كما يعيش الزوج مع زوجته " وهذا منقول عن مجلة ISTOE البرازيلية والمهتمة بالأبحاث .

ثالثا : الارتداد عن الإسلام :-

بدأت الجالية تفقد الكثير من أبنائها لديانات أخرى وخصوصا المسيحية ، ففي ظل ضعف دور المساجد والدعاة ، وتفرق الأسر المسلمة في أماكن بعيدة عن تجمعات المسلمين ، وقلة الوعي الديني ، والزواج المختلط ، وقلة الاهتمام بتربية الأبناء على التعاليم الإسلامية ، والنشاط القوي للكنيسة وخصوصا الإنجيلية بين أبناء الجالية المسلمة وماتقدمه من زيارات ورعاية إجتماعية لبعض الأسر المسلمة الفقيرة ، كل هذه الأسباب دفعت الكثير من أبناء المسلمين لاعتناق النصرانية ، بل أن بعضهم أصبحوا قسيسين ، وبعضهم يخدم ويدعو في بعض الكنائس ، وفي الوقت الذي نجد فيه إقبالا من الشعب البرازيلي لاعتناق الإسلام ، نجد أن الجالية تفقد سنويا بعض أبنائها لديانات وأفكار أخرى ، وتقوم الكنيسة من باب الحشد الإعلامي بعمل أفلام وثائقية تبن خطورة انتشار الإسلام في أوروبا وأمريكا لتحفيز رعاياها على العمل لتنصير أكبر عدد ممكن من المسلمين في البرازيل .

رابعا : الفقر :-

تعرضت الكثير من الأسر المسلمة في البرازيل ونتيجة للأزمة المالية العالمية لظروف قاهرة ، والكثير منها ، أصبح يعيش بصعوبة ، وبعضها لايستطيع تأمين التعليم المناسب لأبنائها ، وتوجد حالات كثيرة لأسر تطلب العون بمنح دراسية لتعليم أبنائها ، وكثرت الأسر التي تتلقى معونة شهرية من بعض المؤسسات الإسلامية تتمثل في سلة الطعام لشدة حاجتها إليها ، وهذا الأمر جديد على الجالية ، ويبرز حقيقة مرة أن الكثير من أبنائها قد يلجأ للانحراف أو سلوك طرق غير شريفة للحصول على الرزق .
ويتم التغلب على بعض هذه المشاكل عن طريق قيام بعض المؤسسات بعمل برامج تربوية وتعليمية واجتماعية الهدف منها حماية الأسر المسلمة من الذوبان داخل الجالية ، وكسب المجتمع البرازيلي ، وإعطاء صورة طيبة عن الأخلاق الإسلامية ، فقد قام اتحاد المؤسسات الإسلامية بالبرازيل بعمل بعض المعارض للكتاب الإسلامي داخل تجمعات الشعب البرازيلي ، وقام بإنشاء أكثر من موقع أليكتروني لتلبة حاجات الشعب البرازيلي للتعرف على الإسلام والجالية المسلمة ، ويحضر الاتحاد لمؤتمر لحوار الأديان خلال هذا العام ، وكذلك إقامة معرض مصور عن الإسلام وحضارته ومساهمته في تقدم البشرية ، والغرض من هذا هو الحفاظ على الأسر المسلمة ، والانتقال لدعوة الآخر للتعرف أكثر وأكثر على المبادئ الإسلامية ، والندماج الإيجابي داخل المجتمع البرازيلي .
ويتم عمل برامج لتوعية الشباب السلم من خلال الدورات والمخيمات التربوية ، وتقوم بعض المؤسسات بتأمين سلة غذاء شهرية للأسر الفقيرة وكذلك ، وتأمين منح دراسية لأبناء الأسر الفقيرة .

- برأيكم هل ما زالت المساجد في الغرب هي منبع التربية الاسلامية للنشء المسلم هناك، ومركز النشاطات الدعوية المتكاملة، ام ان وضعها تغير مع المستجدات السياسية خلال العشر سنوات الاخيرة؟
المساجد مهمة في العملية التربوية ، ولكننا نجد أن المرسة في الغرب عليها العامل الأكبر في موضوع تربية النشأ ، وكثير من التجمعات الإسلامية ومع وجود المسجد تعاني نقصا شديدا في موضوع التربية الإسلامية بسبب عدم وجود المدارس العربية الإسلامية .

- هل تلقي لنا الضوء على الاعلام البرازيلي ... كيف يتحدث عن الاسلام والمسلمين؟
تبدو وسائل الإعلام في البرازيل متحررة من كل قيود ، حيث تتواجد وبكثرة الصور العارية والمشاهد التي يستحي أي مسلم أن يراها بمفرده ناهيك عن وجوده بين أبنائه واسرته ، والقيم التي تعرض خلال الأعمال التليفزيونية تتنافى تماما مع التعاليم الإسلامية ، ناهيك عن الدعاية الموجهة والتي تصدر عن وسائل الإعلام العالمية ثم تقوم المؤسسات الإعلامية البرازيلية بترويجها داخل الصحف والتلفاز ، والتي تتهم المسلمين بالعنف والتطرف ، والأسرة المسلمة تعاني من هذه الحملات ، وخصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ، ولكن الجالية المسلمة تصدت لهذه الحملات وبدأت في حملة للدفاع عن وجودها ، وكلما حدث هجوم على أي من المبادئ الإسلامية تتوحد الجالية للدفاع عن وجودها وتعاليمها ، هذه المعطيات دفعت الجالية لمحاولة إنشاء إعلام هادف باللغة البرتغالية ، سواء من صحف أو مجلات أو قنوات تليفزيونية خاصة ، ولكن هذه الجهود لاتستمر ومازالت محدودة ، لضعف الإمكانات والأموال اللازمة لإنشاء مثل هذه المشاريع الكبيرة ، يضاف إلى ذلك عدم وجود أي قناة إسلامية موجهة من العالم الإسلامي باللغة البرتغالية للبرازيل ، مما يزيد من صعوبة الوضع بالنسبة للأسر التي تريد أن تربي أبناءها على التعاليم الإسلامية .

- برأيكم كيف يتم التواصل الانسب والفعال بين شباب الجاليات الاسلامية في الغرب وبين موطنهم الاصلي حتى لا يتم تغريبهم بشكل كامل؟
توجد الكثير من الأفكار حول هذا الأمر وبعض الأسر اللبنانية تقوم بعمل هذا البرنامج بشكل فردي وغير منظم حيث تقوم بإرسال أبنائها للبلد الأصلى لفترة من الزمن يجيد خلالها اللغة العربية ويتواصل مع أقاربه ، وهذه الأسر عادة تكون من أصحاب الدخل الميسور ،لذلك بدأنا في التفكير في التواصل مع بعض المؤسسات في العالم الإسلامي لعمل برامج استضافة لبعض الشباب خلال العطلات الصيفية تكون فيها بعض الدورات التاريخية واللغوية لزيادة التواصل مع الموطن الأصلي .
- ناشدتم سابقا بان التجاهل العربي ومنظمات التنصير يهددان مسلمي البرازيل ... كيف ذلك؟
التجاهل العربي كائن من ضعف التواصل بين الدول العربية والإسلامية وبين مواطنيها والجالية المسلمة في البرازيل ، فالجهود المبذولة لمساعدة أبناء الجالية من تلك الدول مازال ضعيفا باستثاء بعضها ولاتتناسب مع حجم الجالية العربية والمسلمة في البرازيل ، وكذلك منظمات التنصير بدأت تطرق بيوت المسلمين مستغلة حالة الفقر التي تعاني منها بعض الأسر ، وقد اشرت إلى ذلك من خلال ماسبق .

- هل تحدثنا عن أبرز المواقع الإسلامية الناطقة بالبرتغالية
توجد الكثير من المواقع الناطقة باللغة البرتغالية يبلغ عددها في البرازيل 35 موقعا أبرزها
www.fambras.org.br
www.islam.com.br

- ما هو دور اللاجئين الفلسطينيين بالتعريف بالقضية الفلسطينية في البرازيل
قديما كان للجالية الفلسطينية دور كبير للتعريف بالقضية الفلسطينية ، وتم إنشاء كثير من النوادي الفلسطينية لهذا الغرض ، والآن الجالية الفلسطينية ضعيفة ولاتقوم بالدور المطلوب للتعريف بالقضية داخل البرازيل .