أنت هنا

21 ذو الحجه 1431
المسلم/الجزيرة نت

 فصلت إدارة التعليم في مقاطعة تولوز جنوبي غرب فرنسا معلمة فرنسية مسلمة من التدريس بإحدى المدارس الابتدائية في الإقليم لإصرارها على ارتداء الحجاب.

 

وزعمت الإدارة أن إصرار المعلمة على ارتداء الحجاب يعد "مناقضا لقواعد العلمانية ومخالفا لمبدأ الحياد الديني الملزم لكل العاملين في المرافق العامة".

 

وقال عميد إدارة التعليم بتولوز أوليفييه دوغريب "إن سلوك المعلمة لم يكن منسجما مع قواعد العلمانية التي نصت عليها المادة الأولى من الدستور الفرنسي"وعلى حد وصفه.

 

كما ادعى  أن رفضها خلع الحجاب داخل قاعة التدريس مثل أيضا "انتهاكا لمبدأ الحياد الذي يتعين على العاملين في المرافق العامة احترامه أثناء أداء وظائفهم، والذي يلزمهم بعدم ممارسة أو إظهار معتقداتهم الدينية".

 

وقد انتقد الائتلاف الفرنسي لمناهضة كراهية الإسلام هذا القرار، وقال إن الإدارة الفرنسية تسخر القانون المحلي لإلحاق الأذى بالمسلمين.

 

وطالب الائتلاف بمراجعة تلك القوانين واصفا إياها "بالتشريعات البالية التي لا تأخذ بعين الاعتبار تطور الواقع الديني في فرنسا، ولا تنسجم مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تدعو إلى تمكين كل فرد من التعبير عن معتقداته الدينية في كل مكان".

 

وأضاف: إن العلمانية التي تطبق في فرنسا "تتسبب في خلق مواطنين مصابين بانفصام الشخصية يتغير سلوكهم حسب الأوضاع التي يوجدون فيها"، مشيرا إلى أن "المرء يجد نفسه مرغما على أن يتحدث ويتصرف في العمل بشكل مختلف عما يفعله في الشارع أو في البيت".

 

  ويتعرض المسلمون في الغرب مؤخرا لحملة شرسة يقودها التيار اليميني المتطرف, حيث قامت عدة دول بحظر النقاب والتضييق على المحجبات.

 

وكانت صحيفة "سيبر برس" الكندية، قد ذكرت أن جماعة تسمى "مواطنين من أجل المساواة والعلمانية" فى كندا، طالبت أمام اللجنة البرلمانية الكندية بتطبيق قانون حظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة مثلما فعلت فرنسا.

 

وذهبت مطالب هذه الجماعة إلى أبعد من ذلك، بمطالبتها حظر ارتداء الرموز الدينية الواضحة، لاسيما الحجاب، للعاملين بالأماكن الرسمية.

 

وقد أثارت هذه المواقف انتقادات على المستوى الدولي حيث حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من "توجه خطير" يتمثل في معاداة المهاجرين المسلمين في أوروبا، وذلك في خطاب له أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ. 

 

وقال بان إن هناك "اتجاها خطيرا آخذا في الظهور، وهو عبارة عن سياسة جديدة من الاستقطاب. ويستغل البعض مخاوف الناس ويتهمون المهاجرين بانتهاك القيم الأوروبية". 

 

وأضاف ""ولكن في كثير من الأحيان، يكون الذين يوجهون الاتهامات هم من يخربون هذه القيم، وبالتالي تخريب معنى أن يكون المرء مواطنا في الاتحاد الأوروبي". 

 

 
وتابع: إن "أسوأ فصول أوروبا كتبت بلغة كهذه. واليوم، الأهداف الرئيسية هي المهاجرون المسلمون، لا يمكن أن تتحمل أوروبا أنماط تفكير تغلق العقول وتربي الكراهية، ولا يمكن أن يتحمل العالم أوروبا تفعل هذا".