
بعد أيام من إعلان الفصائل الفلسطينية التزامها بالتهدئة ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه الاحتلال "الإسرائيلي" في مسعى لتلافي حرب جديدة على غزة، أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني في القطاع إسماعيل هنية إطلاق مشروع لإعادة بناء البيوت التي تم تدميرها خلال العدوان الذي وقع منذ عامين.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن هنية قوله إن الحكومة التي تقوها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ستطلق خلال 48 ساعة مشروعا لإعادة الإعمار من شأنه تنشيط الحالة الاقتصادية في غزة بعد أن يفتح المجال لمئات المهندسين وآلاف العمال بالبدء في العمل الفوري.
وقال خلال كلمته في مؤتمر إعمار غزة الدولي الذي عقد اليوم الأحد: "ندخل الآن مرحلة جهاد البناء وهو جزء من توفير عوامل الصمود لشعبنا الفلسطيني"، مؤكدا أن "الهدف الأسمى من هذا المشروع هو إيواء الناس في بيوتهم التي دمرها الاحتلال وعلى أنقاض البيت المدمر".
ودمرت آلاف المنازل في غزة خلال العدوان "الإسرائيلي" الذي وقع في ديسمبر 2008 ودام 22 يوما.
وفرضت سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" إغلاقا على قطاع غزة، ومنعت على الأخص دخول معدات وأدوات البناء خشية أن تستخدمها المقاومة في إنشاء بنى تحتية عسكرية.
وقال هنية: "في الذكرى الثانية للحرب على غزة، نؤكد على أن الأموال المرصودة لذلك (إعادة الإعمار) متوفرة، وسنبدأ بإعادة البناء في كل الساحات والمناطق المدمرة للتأكيد على أهمية دعم صمود الشعب الفلسطيني".
وأشار إلى أن حكومته ستدعم المشروع بشكل كلي وبمساهمة المجتمع الأهلي والنقابي والمؤسسات المعنية، وأن المشروع سيبني بيوت المواطنين على أنقاض بيوتهم وليس في مكان آخر، داعياً كافة الجهات المعنية للنظر في كيفية بدء تنفيذ المشروع فوراً لأن كافة عوامله باتت متوفرة.
ولفت إلى أن حكومته تسعى لإقرار شراكة حقيقية بينها وبين مستوياتها وبين القطاع الأهلي والنقابي قائمة على تحقيق المصلحة للشعب الفلسطيني، وأن الوطن للجميع وليس حكراً على فئة أو حكومة.
وأضاف رئيس الوزراء: سنعزز شعار "يد تبني ويد تقاوم" ونؤكد للجميع أن مشروع المقاومة هو مشروع تحرير ونهضة وبناء.
وشكر هنية الجهات التي قدمت الدعم لشعب غزة، مؤكدا في ذات الوقت على أن حكومته لم يصل إليها أي دولار من المساعدات التي تم تخصيصها خلال مؤتمر شرم الشيخ والمؤتمر الاقتصادي للقمة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، وقال "لم يصل أي شيء في هذا الاتجاه، وفي المقابل تحركت مؤسسات فلسطينية ودولية لتخفيف الأزمة، وقاموا ببناء بعض الوحدات وترميم بعض البيوت ومساعدة المواطنين".
وأشار إلى أن حكومته لم تمانع في أن تشرف هيئة فلسطينية مستقلة من غزة والضفة الغربية وذوي الاختصاص لإعادة الإعمار، أو أن تشرف منظمة المؤتمر الإسلامي، أو الأمم المتحدة، أو أي جهة كانت، وأن هذه الأطروحات لم تواجه بالإيجابية المطلوبة.
وأضاف "تم تسييس قضية الإعمار وأصبحت محل ابتزاز حتى تحقق بعض الأهداف التي لم يستطع العدو الصهيوني تحقيقها خلال حصاره لغزة وعدوانه عليها.
وأكد هنية أن الحكومة استطاعت إعادة إعمار 60% من المقرات الأمنية لأنها تنفذ سياسة أمنية لإرساء قواعد الأمن في غزة. وكانت تلك المقرات قد استهدفت بشكل كبير وفي اللحظة الأولى للعدوان الصهيوني.
وكانت الفصائل الفلسطينية أعلنت تعليق إطلاق الصواريخ باتجاه "إسرائيل" بعد تحذيرات من احتمال شن هجوم "إسرائيلي" جديد على القطاع مع تصاعد هجمات المقاومة.