أنت هنا

2 ربيع الأول 1432
المسلم ـ صحيفة القدس الفلسطينية

عكس استطلاع رأي أجرته صحيفة صهيونية حجم التأييد الشعبي "الإسرائيلي" لبقاء الرئيس المصري حسني مبارك في منصبه.

 

وجاء في الاستطلاع الذي أجرته صحيفة يديعوت احرونوت "الاسرائيلية" أن 65 %  من "الإسرائيليين" يعتقدون أن سقوط مبارك ستكون له آثار سلبية على "إسرائيل" مقابل 11 % فقط منهم يرون أن سقوطه إيجابي.

 

وتوقع 59% من "الإسرائيليين" أن يصل نظام إسلامي للحكم في الجارة مصر، في حين يأمل 21 في المئة منهم أن تكون الحكومة المقبلة في مصر علمانية وديمقراطية.

 

ويعبر مدير "مركز بيغين¬ - السادات للدراسات الاستراتيجية" افرايم أنبار عما يدور في خلد أغلب الإسرائيليين في ما يتعلق بالوضع الحالي في مصر قائلا: "نحن نخشى أن تمسك جماعة الإخوان المسلمين بالسلطة وأن تلغى معاهدة السلام".

 

ويعكس انبار بذلك سخط الكثير من "الإسرائيليين" على الحكومة الأميركية حيث اعتبر رد فعل الرئيس أوباما "طفوليا وساذجا"، مضيفا: "الحكومة الأميركية تعتقد في إمكانية حدوث انتقال لنظام ديمقراطي في مصر، إنها (تزعم أنها) تعرف الوضع بشكل أفضل، إن الانتقال للديمقراطية عملية تاريخية تستغرق عقودا، ولم تنضج مصر لذلك بعد، مثلها في ذلك مثل معظم الدول العربية".

 

وقال اليساري "الإسرائيلي" الشهير أوري أفنيري إنه "لن يكون هناك سلام حقيقي بالنسبة للشعب المصري"، خلافا للحكومة المصرية، حتى تتوصل "إسرائيل" إلى سلام مع الفلسطينيين.

 

غير أن أفنيري ليس من صناع القرار في إسرائيل، مثله في ذلك مثل المعلق الصحافي غدعون ليفي.

 

أما زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني فحذرت في تصريح لصحيفة هآرتس "الاسرائيلية" من شيوع حالة الذعر قائلة: "يعرض لنا الجنرالات والمراسلون العسكريون الأحداث في مصر وكأن مصر لا تزال بلدا معاديا. كل شيء يقدم على أنه بمثابة مصدر خطر، وكأن الإخوان المسلمين لن يتولوا السلطة في مصر وحدها بل يتحركون بالفعل باتجاه إسرائيل، وبدلا من تحسس الفرص فإن الناس في إسرائيل غارقة في الحديث عن المخاطر".

 

ويشيع معلقو وسائل الإعلام المختلفة الخوف منذ أيام في نفوس الإسرائيليين من الإخوان المسلمين.

 

وسرعان ما كانت مقابلة لقناة "سي ان ان "مع الناطق بلسان الإخوان المسلمين محور تعليق هؤلاء  الجمعة. وتجنب الناطق الإجابة بشكل مباشر على سؤال للقناة، عما إذا كانت جماعة الإخوان ستلتزم بمعاهدة السلام مع "إسرائيل"، قائلا إن "هذا أمر خاص بالبرلمان المصري الذي سيعكس إرادة الشعب"، مضيفا: "لسنا ضد اليهود ولكن ضد الصهيونية".

 

وترددت في التغطية الإعلامية "الإسرائيلية" للأحداث في مصر أقوال من قبيل إن "الإخوان يرفضون العنف وليست لهم علاقة بشبكة القاعدة ويؤيدون حرية الصحافة والدين".

 

ورفض المتحدث بلسان الخارجية "الإسرائيلية"، يغئال بالمور، التعليق على هذه التصريحات.

 

غير أن عاملين في الحكومة "الإسرائيلية" يعطون انطباعا لبعضهم البعض بأنهم يرون بعض الأشياء بارتياح أكبر مما ينظر إليه الشعب، مبررين ذلك بأن معاهدة السلام مع مصر ليست في صالح "إسرائيل" وحدها، بل لها مميزات كبيرة لمصر أيضا، وأن على أي شخص يتولى المسؤولية عن حكم مصر أن يأخذ هذه النقطة في الاعتبار.

 

وفي كلمة له أمام البرلمان هيأ رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو مواطنيه لحدوث تحول في مصر قائلا إن "أساس الحفاظ على استقرارنا ومستقبلنا والحفاظ على السلام أو توسيعه خاصة في وقتنا الحالي هو تعزيز قوتنا، وهذا يتطلب الأمن، ولكن أيضا أن نكون صادقين مع أنفسنا".